ديسمبر 05, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

رواية “رق وسلاسل وخمار”.. جرح غائر في الذاكرة الإزيدية

رواية “رق وسلاسل وخمار”.. جرح غائر في الذاكرة الإزيدية

إبراهيم مراد

تتكئ الروائية الكوردية السورية الهام عبد الرحمن على إرث فاقع من المأسي والالام في تجربنتها الاولى نحو الكتابة القصصية “رق وسلاسل وخمار” عنوان مجموعتها الصادرة عن دار السرد للتوزيع والنشر في بغداد.

تضع القاصة يدها على الجرح وتتلمسه وتلقي بالمزيد من الضوء حوله، علها تجد اجوبة على اسئلتها الحائرة التي ستظل بدون اجوبة مقنعة حتى امد بعيد، وهي كيف للعقلية والوعي البشري ان تصل الى هذا الدرك الأسفل من الانحطاد ونحن في القرن الحادي والعشرين.

ابراهيم مراد

فالعقلية ومنهج التنظيم الارهابي له ما يبرره من وجهة نظرها، فهو يستقي من التاريخ الاسلامي ويشرب منه ولا يمكن النظر بالبراءة الى كل تلك الغزوات والحروب والدماء التي اريقت باسم الله في سبيل نصرته واعلاء كلمته.

تسرد الكاتبة حالة سبع فتيات قاصرات كن ضحايا تلك الذئاب الجائعة الى الاجساد البشرية والعقيلة الغارقة في التاريخ والسوداوية التي لا ترى في الاخر المختلف سوى ضحية وضعها حظها العاثر بين انياب تلك المخلوقات الشاذة دينيا واخلاقيا وعقائديا.

فتنظيم الدولة في العراق والشام جمع بين شمائله كل شذاذ الافاق وضربوا لأنفسهم موعداً في العراق والشام تلك البقعة التي اورثهم فيها حزب البعث منظمومة عنفية لا تقل عما يحملونه من أرث مريض لا يمت الى الإنسانية بصلة تجاه كل آخر مختلف.

تكاد هذه القصص السبع تتشابه من حيث البداية والنهاية، فمن الحياة السعيدة الهانئة البسيطة في كنف العائلة مروراً بتاريخ الاجتياح الثالث من اب ومما تبعه من ظلم وعنف واغتصاب وقتل بحق تلك الطائفة الإزيدية، وانتهائهم بمخيات اللجوء في اقليم كوردستان، وهكذا وبلمح البصر تحولت الاحلام والآمال الى كوابيس وترملت النساء واغتصبت القاصرات وقتل الأباء والأبناء وذبح الشيوخ وأباء الديانة الإزيدية، في الوقت الذي كان العالم المتبجح بالإنسانية يتفرج من نافذته الكبيرة ويغض النظر عن صرخات البكارة ويتلصص على مشاهد النحر ويترك الازيدي المسالم يواجه مصيره لوحده في هذا المحيط المجرم.

غلاف الرواية

لا تدخر الكاتبة جهدا في وضع العالم امام حقيقته وتعريه من كل المقولات والنظريات والافكار التي انتجها، فلو كانت الدول جدية في مجابهة هذا الغول لما تركت المحيط الإقليمي يفتح ابوابه على مصراعيه امام كل هؤلاء الذين يجمهعم شيء واحد، هو عقلية التكفير وتدعمهم لوجستيا وماديا وتضع مطاراتها تحت خدمتهم، فمن المستفيد من جمع كل هؤلاء الذين ينتمون الى جنسيات مختلفة؟ وكيف تم تجميعهم وتدريبهم وتجهيزهم ليكونوا اداة للقتل والإغتصاب والحرب في وجه شعوب المنطقة وباسم الاسلام الذي هو براء منهم براء الذئب من دم يوسف.

(دلخوش، نازك، نسرين، رغدة، بروين، مزكين،نوهات)

هن بطلات الهام عبد الرحمن التي تسميهم عائدات، فتيات قاصرات يسردن ماشاهدن بأم اعينهن وما عاينّ من ظلم في فترة اسرهن عند تنظيم الدولة، واستطعن بتمسكهن بتلابيب الحياة بعد فقدهن لكل عزيز من اب واخ وام واخت، الفوز بفرصة جديدة للحياة يخرجن بها من كنف هذه الدولة الارهابية التي حولت مناطق سيطرتها الى قلعة ترتكب بين جنباتها كل تلك الاهوال والمصائب، واستطعن الخروج من ذلك الثالوث المقدس (الجنس والدين والتطرف) والبدء من جديد.

يجب عدم ترك هذه المأساة والهولوكوست بدون محاسبة، وعلى الكل المساهمة مع الكاتبة بالقاء الضوء عليها، ولا يجب علينا ان نقف مكتوفي الايدي ونسمح لها بالدخول الى التاريخ حالها حال كل المجازر التي ارتكبت بحق الإزديين، هذه الطائفة التي ذنبها الوحيد انها ابتليت بجيران ينظرون اليهم على أنهم كفرة وزناديق، وجريرتهم الوحيدة انهم يريدون العيش بسلام مع محيط لا يرى في الإخر المختلف سوى فريسة ينتظر ان تسنح له الفرصة للإنقضاض عليهم وتمزيف اشلائهم، وتتساءل أليس الكثير من مقاتلي التنظيم من سكان تلك القرى القريبة من مناطق الإزيدين الذين كانوا يتقاسمون معهم الخبر وما تبته الارض؟، كيف تحولوا وبقدرة قادر الى وحوش تسفك الدماء وتتلذذ بأكل لحومهم”.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi