في سِفرِها ما قبل الأخير
داود ناسو
آيا دمشقُ…
يا عروسَ المدائنِ
ومهد الياسمين
هلا تذكرينَّ حينما
غازلنا الكواكبَ ليلاً
و عانقنا الفجرَ
على ذرى قاسيون
حين أغتسلنا
بضياءِ القمرِ
على الضفة المنسية
من بقايا بردى
دمشقُ…..
ما لكِ
تنتحبين كل ِشفقٍ كئيبِ
تشُدِّين الرحال
عجولةً… أنتِ
لا تريدين أن تشاركينا
عشائكِ الأخير
يا صهيل الخيل
كم مرَّ عليكِ
باغون…..
فرحلوا
وبقيتِ أنت….
قبلة الأمم
كيف آن لكِ
تُمسين..
من حلمٍ إلى رماد
من قبسٍ إلى تراب
آيا دمشقُ…..
يا وشاحَ العذراء
على جنباتكِ وُلِد يسوع ثانية
ولن يُصلب
فالقصيدة لمّا تزل
تبحث عن قافيتها
دمشقُ
في هذا المساء
المسكون بعشقكِ…
أنهل من كأسكِ المهراق
دمعة
وارفعكِ للسماء
أغنيةً
وأزرعكِ على وجنةِ القمر…
شامة……
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية