قصيدة رثاء لضحايا السيول رحمهم الله
سليمان العدوي
يـوم أتى والشـؤم والإعصـــارٌ
فتلاعبت في همنـــّا الأقـــدار
حتى كأنــها بالعيـون توعّـدت
المـوت والآهــــات والأمطــار
ماذا نقول وقد صلتنا بنـــارها
وتناثرت في فعلـــها الأقمـــار
بكت القلوب على فراق أحبة
لانت لـها الأفـــاق والأحجــار
السيل قال لخـالد لا تختــفي
ان الحيـــاة بريقـــها غـــــدّار
دع ارسلان اذا أتاك لنــزهة
يمشي اليه تحببا ســــربار
يبقي هشام المقلتين نحيبها
فتأقلمـــي للحـزن يـا أوتـــار
وتألـمي بنـت السلام فانـّـك
مازلت في كـل القلوب منــار
يوم أتى لا يستكين انينــــها
ناحت عليها الأرض والأشجار
هيـّا انثروا للخالديـن عبيـرها
كي لا تفيــق الورد والإزهــار
حنّ العريس إلى الوداع مبكرا
فتســارعت في حتفه الإخبـار
الليل أسرع من عزوف أنامـل
هرعت إليــه تجــّرها الأسفار
والموت أكمـل إيذائي بأربعــة
قبـل الغــروب تدقــها الأدوار
نــام الضياء على أزقة هامتي
أين التوقـف يا صبــح يا أنـــوار
للقادمين إلى مشارف حومة
السهل أضمر والغور والأنـــهار
طـوبى لمن ذاق المرارة كلها
لا لن تفــي الأوزان والأشـعار
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
