لن أكتب عنك اليوم
عايده بدر
فهذا الفجر الذي يتعمد التلصص كل يوم على نبضي يشي بي لديك
و يخبرك كيف يتقلب الندى على مجامر اللحظات في انتظارك
لن أكتب عنك كما تنتظر الوردة التي تسكن طاولة
أُعدها كل يوم لطيفك حين يأتي و لو على عجالة
فيجد قهوتي دافئة تبتسم له معتقة برائحة الشوق مهللة لحضوره
لن أكتب لك فحين تدق الشمس نوافذ الأفق البعيد
ستخبرك عن قيامة صباح يتجدد فيه ملامح الحنين إليك
يصيب أركانه و زواياه بإطلالة ضوء من تلك الساكنة بين عينيك
لن اكتب لك وأنا أسمع وقع أجنحة العصافير خلف نوافذ قلبي
تنصت مليا لوشوشات الحرف فتتهامس فيما بينها
عن ملامح اشتياقي إليك و تفضح في زقزقاتها أحوال قلبي
لن أكتب لك و كل هذ النبض المحترق سيطبع على أوراق الورد
رائحة أوجاع الليل و رماد النجوم المحترق
ستنفضه السماء في وجهي إذا فتنت لها الغيمات عن وجعي
لن أكتب لك فكلما كتبت إليك تحول الحزن الساكن في عينيك إلى نهرين من عسل
كيف أواجه حلاوة الحزن فيهما حينئذ و قلبي الممتلىء بجمال حزنك
تغرق زوارق نبضه فيك بلوعة لحظات الشوق
خبرني أنتَ
هل أكتب إليك و لا تشي بي عندك حروفي ؟!
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
