سهر كوسا
قال الفتى للشيخ :
– اني افكر كثيراً , ولا أجد غير التعب أمامي ..
قال الشيخ :
– ماكنت لأتمنى هذا لك .
– ماذا تتمنى لي ؟
– ان تفعل كثيراً ..
– وان اخطئ كثيراً ..
– هي بداية الحكمة .
– وماذا أفعل إن اخطأت ؟
– فكر في الشئ ونقيضه , في الشئ ورديفه , في الشئ ولونه , في الشئ وزمانه , وفي الشئ ومكانه , وفكر إن كان الامر يستوجب كل هذا
– أهي لعبة ؟
– أنت من طلبت النصيحة .
– والفشل ؟
– أن تشعر انك فاشل .
– وماذا تفعل انت ؟
– أجيبك ..
– وماذا بعد ؟
– أذهب الى شأني .
– وما شأنك ؟
– ما قادك إلى .
– اتعنى الحكمة ؟
– شأني الأن ان اكون وحيداً مع نفسي .
– والاخرون ؟
– لا شأن لي بهم .
– لكنهم يلجأون اليك ؟
– هي الحاجة .
– لكني لم اكن محتاجاً الى شئ محدد ؟
– هي ذي حاجتك .
– الا ترى اني قصدتك وانت تعاملني بجفاء , الا استحق منك شيئاً آخر ؟
– يابنى .. تريدني ان ابدد لك قلقك , واسعد روحك , هل ترى اني اعيش ذلك ؟ ولكي أفعل هل تظن اني بحاجة للكذب عليك ؟
– لا يا سيدي ..
– فافهم اني لا اعاملك بجفاء ..
– هل ابكي في حضرتك ؟
– افعل ان كان البكاء يريحك ..
– وماذا بعد ؟
– ابحث عن هدف تعمل لأجله .
– الا تنصحني ؟
– كل يحدد اهدافه .
– إذن هو ليس هدفاً واحد ؟
– انت من يقرر ذلك .
– هل الحزن هدف ؟
– بل طريق ..
– اريد الخلاص منه .
– افعل .
– كيف ؟
– افعل , وستجد طريقتك .
– الا توجد ثمة طريقة ؟
– لكل طريقته .
– وان لم استطع ؟
– افعل من جديد .
– هل الامر يستحق ؟
– انت من يقرر , واقول لك يابني انهُ يستحق . نظر الشيخ الى الفتى , كانت الدموع تملأ مقلتيه , تأمل الشيخ الروح الهائمة للفتى , وسأل :
– هل عرفت الحب ؟
– نعم ..
– وتجربتك معه ؟
-مؤلمة .
– لِمَ ؟
– عانيت من الكذب .
– ثم ؟
– لم أستطع الاستمرار .
– فشلتَ , وهربتَ ؟
– نعم .
– انت لا تعرفه اذن , انهض يابني , وابحث وليكن الحب توأم روحك …
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية