ندوة فكرية في الذكرى الستين لصدور مجلة (الثقافة الجديدة)

ندوة فكرية في الذكرى الستين لصدور مجلة (الثقافة الجديدة)
بمناسبة الذكرى الستين لصدور العدد الاول من مجلة (الثقافة الجديدة) اقام الاتحاد العام للادباء والكتاب يوم 29/11/2013 ندوة فكرية حوارية حول المجلة والظروف المرافقة لصدورها الاول. وقد حملت الندوة شعار المجلة الذي رفعته منذ صدورها الأول في تشرين الثاني من عام 1953 ولغاية اليوم (فكر علمي.. ثقافة تقدمية).
حضر الندوة سكرتير الحزب الشيوعي (حميد مجيد موسى) ووكيل وزارة الثقافة (فوزي الاتروشي) ووزير العلوم والتكنولوجيا (رائد فهمي) ووزير الثقافة السابق (مفيد الجزائري) ووكيل وزارة الزراعة السابق (صبحي الجميلي) ووكيل الخارجية ومستشار رئاسة الجمهورية (لبيد عباوي) وعدد كبير من الادباء والكتاب، اضافة الكاتبات والناشطات النسويات والمهتمات بالشأن الثقافي.
وادار الندوة (رائد فهمي) الذي قال في الكلمة الافتتاحية (ان هذه المجلة الرصينة استمرت عبر كل هذه العقود متحديةً الصعاب وتواصلت دونما انقطاع، وحملت فكرا واضحا متميزا وتركت بصماتها على الساحة الفكرية والثقافية، وتفتخر بان لها مريدين ممن ساهم في الكتابة استقطبتهم منذ البداية من مفكرين ومثقفين في كافة الميادين).
ثم دعى عددا من الكتاب ممن ساهموا بالكتابة في مراحل مختلفة من صدورها للإدلاء بشهاداتهم. فكان الحديث اولا لرئيس تحريرها الحالي (صالح ياسر) الذي تحدث عن سياسة المجلة والمواضيع الفكرية التي تتناولها. ثم استذكر (الفريد سمعان) مسيرة المجلة وكل من كتب في اعدادها الاولى.
وجاءت شهادة (د.سعاد محمد خضر) التي رافقت المجلة منذ صدورها الاول الى الآن حيث تناولت الظروف الاولى لظهور المجلة وكيف ان فكرة اصدارها جاءت من تعاون بين التاجر (مهدي الرحيم) بماله والدكتور (صلاح خالص) بجهوده وعلمه لاخراج مجلة (الثقافة الجديدة) لكي تجمع اشتات مثقفي العراق فكان (د.صلاح خالص) رئيس تحريرها، والفريد سمعان مدير التحرير و(د.سعاد) سكرتيرة التحرير.
شهادة (د.رضا الظاهر) جاءت مختلفة بتقديم نظرة موجزة الى العدد الاول الذي صدر في تشرين الثاني من عام 1953 متناولا اسماء الكتاب والادباء الذين ضمهم العدد الاول، وتحدث عن تميز المجلة في تناولها لمختلف المواضيع الفكرية والثقافية والفنية. ثم جاءت بعد ذلك شهادات (د.عامر حسن فياض) و(د,سليم الوردي) و(سعدون هليل).
بعد ذلك فتح الباب للحوار وطرح الافكار للحديث عن الذكرى الستينية للمجلة، وكان اول المتحدثين السيد (فوزي الاتروشي)، فأراد ان يختلف مع الذين تحدثوا قبله بقوله (اريد ان اختلف عن الذين سبقوني في الحديث وافترض ماذا لو ان مجلة “الثقافة الجديدة” ابتعدت عن الحزب الذي اصدرها وتغيرت قبل الانقلاب العالمي الذي حدث للاتحاد السوفياتي لكانت الآن مصداقيتها اكثر بكثير ولكانت هناك ثقة اكبر بكثير بينها وبين القارئ، فكلما ابتعدت الثقافة عن الادلجة فانها ستقترب من شرائح الشعب) مؤكدا على ان القاريء يرى ان الصحافة الحزبية ترى الحقيقة بعين واحدة، وانها تراها بنصف عين وتشوهها. لافتا النظر الى احدى اهم المجلات العالمية وهي (دير شبيغل) الالمانية التي تعتبر مجلة كل المثقفين الناطقين باللغة الالمانية ولا احد يشعر بانها قريبة الى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الالماني.
وتناول مزايا المجلة (الثقافة الجديدة) بعدة نقاط ليؤشر بانها مجلة نخبة واسعة من المثقفين لتناولها المواضيع الفكرية والفلسفية والفنية والادبية. كما اشار الى انها مجلة تدعو الى دولة المواطنة ودولة التعددية والتنوع الثقافي اذ قال (لقد استبشرت المكونات العراقية خيرا بوجود هذه المجلة لانها اشرت لدولة المواطنة والتعدد الثقافي فكانت خير معين لكل المكونات الثقافية الموجودة في العراق).
واعتبر السيد فوزي ان (الثقافة الجديدة) سلطت الضوء كثيرا على المحطات المضيئة في التراث الاسلامي. واخيرا اكد على ان لمجلة الثقافة الجديدة القدرة على التغير وترك القوالب الجاهزة والاصطلاحات التي تتحكم بالمقالة وبذلك تتجدد الكتابة وفق الاليات والتقنيات الجديدة. وتمنى للمجلة المواصلة والنجاح من خلال التأكيد على تعايش الخيارات الثقافية وتعددية الآراء وتجسيد التنوع الثقافي.
وكان للسيد (كفاح الامين) مداخلة بالحديث عن مسيرة المجلة وتسليط الضوء على بعض مراحلها، ثم الروائي (احمد خلف) ومداخلات اخرى اغنت الجلسة في تنوع الآراء.
ومن الجدير بالذكر ان المستشار الثقافي لوزارة الثقافة الشهيد (كامل شياع) كان ابرز اعضاء هيئة التحرير في مجلة (الثقافة الجديدة)، واستذكارا لهذه القامة العالية علقت صورة كبيرة له في واجهة القاعة.