يونيو 18, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

جلال شيخ علي: المقهى والشيخ الحكيم

المقهى والشيخ الحكيم14055636_658912990928166_468876080_n

جلال شيخ علي

بينما كنت اتسوق وسط المدينة التي قادني اليها سوء الاوضاع الامنية في منطقتي….
وخلال تجوالي فيها باحثا عمّا يمكنني شرائه مما رخص ثمنه وسَهُلَ حمله استعدادا لعيد الاضحى المبارك ، سِرتُ من سوق الى سوق ومن محل الى آخر، مررت بأحد الشوارع وجدت مقهى جذب انتباهي… و يا له من مقهى جميل انه يشبه مقهى السلام الذي كنت ارتاده كثيرا في مدينتي قبل النزوح حيث البناء المتآكل والكراسي الخشبية …
انتابني الفضول للدخول اليه واعادة ذكرياتي التي فقدتها مع فقداني لمدينتي أو ربما سأجد اصدقائي الذين انقطعت عني اخبارهم  منذ النزوح وربما سأجد اخي خدر او اساتذتي القدماء الذين تعلمت على ايدهم…، وبينما كنت احدث نفسي دخلت المقهى وعندها اسرتني رائحة القهوة  والشاي الممزوج بالهيل على وقع اغاني كوكب الشرق…
قادتني خطواتي المتثاقلة  الى الجلوس في احد اركان المقهى بجانب شيخ كبير يبدو انه قد تخطى العقد الثامن من عمره وقد ألتف حوله مجموعة من الشباب كأنهم يستمعون الى واقعة أو حكاية كان يرويها لهم الشيخ دفعني الفضول الى الاقتراب من الشباب المتجمهر حول الشيخ للاستماع الى تفاصيل الحكاية التي تبدو  انها مشوقة اقتربت اكثر فأكثر منهم حاملا معي كوب قهوتي واستمعت الى ما كان يرويه للشباب الا انني ورغم تأخري عن مواكبة القصة فأنني فهمتُ انه كان يروي لهم جانبا من بطولته  في الدفاع عن  منطقة سيناء المصرية ايام العدوان الاسرائيلي عليها واحتلالها عام 1967 رغم ان الشيخ لم يكن سوى جنديا بسيطا في صفوف الجيش آنذاك…. إلا انه كان يتحدث وكأنه كان القائد الذي  انقذ آلاف النسوة المسلمات من سبي الجيش الاسرائيلي لهن وتمكن من قتل عدد كبير من الامراء اليهود الذين كانوا ينوون اخذ النساء والاطفال كسبايا وغنائم حرب… وفي خِضمِ تفاعل الشيخ واندماجه في سرد قصته هذه وهو يصف أعماله البطولية… قاطعه احد الشباب بنبرة لم تخلُ من الغضب قائلا أيها الشيخ يبدو إنك قد خرفت واخذ منك الدهر لان هذا الذي ترويه من اعمال خطف وسبي وقتل ارتكبه تنظيم الدولة الاسلامية وليس جيش الكيان الصهيوني وحدث هذا في شنكال وليست في سيناء أو الجولان كما تقول وتدعي وفجأة عمّت الفوضى والصياح وسط الصمت الذي كان يطبق على المقهى عندما كان الشيخ يروي حكايته وهَمَ الشاب الغاضب بالخروج من المقهى وتبعه الآخرون… ،
 انا ايضا استعددت للنهوض من مقعدي الخشبي والخروج من المقهى لكني فضلت ان التفت الى الشيخ العجوز قبل خروجي من المكان واذا بي الاحظ ابتسامة رضا ترتسم على وجه الشيخ تلك الابتسامة اخفت الكثير واظهرت الكثير من المعاني  لذا بادلته بابتسامة شكر ورضا لما سرده للشباب وفي غضون ذلك خرجت انا ايضا من المقهى وانا ادرك ما كان يهدف اليه الشيخ الحكيم ، وعدت الى تكملة التسوق وانا اردد مع نفسي اغنية كوكب الشرق لسه فاكر البي يديلك امان التي سمعتها في المقهى وبدأت التسوق من جديد والبحث عما رخص ثمنه لأقدمه لأفراد اسرتي ولضيوفي في العيد .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi