يوليو 22, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

حجي مغسو حسو: دراسة انماط الشخصية الصبورة وعلاقتها بالضغوط النفسية:

دراسة انماط الشخصية الصبورة وعلاقتها بالضغوط النفسية:
حجي مغسو حسو/ ماجستير علم النفس
وهي دراسة ميدانية بين مدراء المدارس الثانوية في احدى الاقضية العراقية لقد تم إجراء هذه الدراسة في العام 2011-2012
من الناحية النظرية:

–    تمثل الدراسة حلقة لسلسلة الدراسات التي تهتم بتخفيف الضغوط النفسية ، وبيان أثر العوامل الواقية في مقاومة الضغوط إلا أنها تناولت موضوعاً جديداً للبحث في هذا الميدان.
–    من المتوقع أن تبرز نتائج هذه الدراسة أهمية الصبر وضرورته في بناء الشخصية العراقية المقاومة للضغوط والأزمات ، وتوضيح الآثار الطيبة للإيمان بالله والرضى بقضائه وقدره ، والتوكل على الله في نفسية وسلوك الشخص في الحياة ، إذ إنّ الصبر يهذب النفس ويقوي الشخصية ويجعلها قادرة على مواصلة العمل وتحمل المشاق بتفاؤل وأمل في النجاح لتحقيق الأهداف وانجاز الأعمال.
–    تكمن أهمية الدراسة في كونها تناولت أنماط الشخصية الصبورة وعلاقتها بالضغوط النفسية مما يحقق لنا رؤية متكاملة ، وفهماً أكثر دقة لنمط الشخصية الصبورة ، كعامل وسيط في تخفيف الضغوط النفسية ، كما يعد بمثابة إبراز للتراث النفسي الديني.
الناحية العملية:
–    من خلال نتائج هذه الدراسة سوف يتم تقديم توصيات للعاملين في مجال الصحة النفسية تساعدهم على تصميم برامج إرشادية نفسية دينية لمساعدة الأشخاص الذين تسبب لهم ضغوط الحياة معاناة نفسية على إعادة البناء النفسي لديهم وتحليهم بالصبر لتخفيف شدة ضغوط الحياة والمحافظة على صحتهم النفسية والعقلية.
–    من المتوقع أن تلفت هذه الدراسة نظر الباحثين التربويين والمهتمين بهذا المجال إلى إجراء المزيد من الدراسات حول هذا الموضوع وعلاقته بمتغيرات نفسية أخرى.
3- أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى:
1-    بيان الفروقات في مستوى الضغوط النفسية بين المدراء أفراد الفئة العليا على استبانة الشخصية الصبورة وأقرانهم من أفراد الفئة الدنيا.
2-    الكشف عن طبيعة العلاقة بين عوامل الشخصية الصبورة ومستوى الضغوط النفسية.
4- فروض الدراسة:
1-    لا توجد فروق تدل إحصائياً في مستوى بين الضغوط النفسية متوسط درجات المدراء من الفئة العليا وأقرانهم من الفئة الدنيا على استبانة الشخصية الصبورة.
2-    لا توجد علاقة بين عوامل الشخصية الصبورة والضغوط النفسية.
5- تحديد مصطلحات الدراسة:
لقد قام الباحث بتحديد مصطلحات الدراسة التي اعتمدها وهي كالآتي:
نمط الشخصية الصبورة: ويعرفه الباحث إجرائياً بأنه مجموعة الخصائص التي تتسم بها الشخصية التي تحصل على درجات مرتفعة في استبانة الشخصية الصبورة المستخدمة في الدراسة والتي تتكون من ستة أبعاد هي: كظم الغيظ والشجاعة وقوة الإرادة وكتم السر وبعد النظر وضبط النفس.
نمط الشخصية الجزوعة: يعرفه مرسي بأنه النمط الذي تبدو عليه أعراض الحسرة على ما فات واليأس والريبة والتشاؤم وظلم النفس والخوف من الموت ، أو المرض أو الفقر وتوقع الفشل وعدم الصبر في المحن. (مرسي ، 1998 ، 194).ِ
ويعرفه الباحث إجرائياً بأنه مجموعة الخصائص التي تتسم بها الشخصية التي تحصل على درجات منخفضة في استبانة الشخصية الصبورة ، المستخدمة في الدراسة والتي تتكون من ستة أبعاد هي: كظم الغيظ والشجاعة وقوة الإرادة وكتم السر وبعد النظر وضبط النفس.
المفهوم اللغوي للشخصية:
الشخصية تشتق في اللغة من شخص والشخص: كل جسم له ارتفاع وظهور ، وغلب في الإنسان وعند الفلاسفة الذات الواعية لكيانها المستقلة في إرادتها ، ومنه الشخص الأخلاقي وهو ما توفرت فيه صفات تؤهله للمشاركة العقلية والأخلاقية في مجتمع أنساني ، والجمع أشخاص وشخوص.
الشخصية صفات تميز الشخص عن غيره ، ويقال فلان ذو شخصية قوية ، ذو صفات متميزة وكيان مستقل (أنيس وآخرون ، 1960 ، 475) وفي اللغات الأجنبية ، فلفظ (Personality) بالانكليزية ولفظ (personalite) بالفرنسية مأخوذ من الكلمة اللاتينية (Persona) أي القناع ، وبعد ذلك استعمل ليشير إلى فرد (Person) أي أنّ أصل الكلمة كان اصطلاحاً مسرحياً حمل مضموناً يشمل عدة معاني منها الممثل وهو بالقناع أي كما يراه المشاهدون. (يونس ، 1987 ، 2959). ويتضح للباحث مما سبق أنّ الشخصية تمثل المظهر الخارجي وسلوك الفرد الذي يلاحظه الآخرون.
المفهوم الاصطلاحي للشخصية:
تعددت تعريفات علماء النفس للشخصية وهي تتفاوت بين التعريفات الدارجة الأقل تحديداً وشمولاً إلى التعريفات العلمية الأكثر تحديداً وشمولاً.
فإذا نظرنا إلى التعريفات الدارجة ، نجد أنّ أكثرها شيوعاً هي التي تنظر إلى الشخصية من حيث قدرة الفرد على التأثير في الآخرين ، وعلى سبيل المثال يورد (روس ستاجن Ros Stanger) تعريفاً له حول الشخصية “إنّ الشخصية هي تأثير على الناس الآخرين” ، وفي ضوء هذا التعريف يمكن وصف فرد ما بأنه قوي الشخصية أي أنّ له تأثير واضح على الأشخاص الآخرين الذين يتصل بهم ، أو بأنه ضعيف الشخصية أي تسهل السيطرة عليه وتوجيهه ، مع ضعف تأثيره على الآخرين ، ومن الطبيعي أن يرتبط بمثل هذه التعريفات بعض الصفات الأخرى كالعدوانية أو الجاذبية … الخ (القاضي ، 1985 ، 26). ويلاحظ أن مثل هذه التعريفات غير محددة ، كما أنها تركز على جانب واحد من جوانب قليلة من الشخصية وبالتالي لا تعطي للشخصية مفهومها المتكامل.
كما اتخذت التعاريف العلمية للشخصية عديد من الاتجاهات منها:
التعريف المظهري للشخصية والتعريف الخاص بجوهر الإنسان والطبيعة الداخلية للشخصية وهناك تعاريف اتخذت اتجاهات أخرى.
أولاً: من التعاريف المظهرية:
تعريف واطسن (Watson) للشخصية هي مجموع الأنشطة التي يمكن اكتشافها عن طريق الملاحظة الفعلية للسلوك لفترة كافية بقدر الإمكان ، لكي تعطي معلومات موثوق بها ، وبكلمات أخرى ، فإنّ الشخصية ما هي إلاّ نتاج نهائي لأنظمة عاداتنا. (الأشول ، 1988 ، 10).
تعريف شيرمان (Sherman) للشخصية هي السلوك المميز للفرد. (منصور ، وأبو عباة ، 1996 ، 8).
ثانياً: من التعاريف الخاصة بالطبيعة الداخلية للشخصية:
تعريف مورتن برنس (Morton prince) (1924) للشخصية بأنها مجموع ما لدى الفرد من استعدادات ودوافع ، ونزعات ، وشهوات ، وغرائز فطرية وبيولوجية ، وكذلك ما لديه من نزعات واستعدادات مكتسبة.
ثالثاً: هناك اتجاهات أخرى في التعريف الاصطلاحي للشخصية منها: تعريف كمف (Kemph) (1919) للشخصية بأنها “أسلوب التوافق العادي الذي يتخذه الفرد بين دوافعه الذاتية المركز ، ومطالب البيئة” ، وهذا التعريف يعطي اهتماماً لأسلوب توافق الفرد مع البيئة (غنيم ، 1987 ، 47) ، كما تعرف الشخصية بأنها “نظام متكامل من الصفات التي تميز الفرد عن غيره (راجح ، 1985 ، 458) ، كما يرى سعد جلال أنّ الشخصية “هي التنظيم الفريد لاستعداد الشخص للسلوك في المواقف المختلفة ، أو أنها التنظيم الفريد للأفكار والمعتقدات والاتجاهات والقيم والعادات التي نظمها الفرد في شكل ادوار ومراكز يستغلها في تفاعله مع الغير ومع نفسه” (جلال ، 1971 ، 96) ، ويعرف آلبورت الشخصية” بأنها “ذلك التنظيم الدينامي الذي يكمن بداخل الفرد والذي ينظم كل الأجهزة النفسية والجسمية التي تملي على الفرد طابعه الخاص في السلوك والتفكير”. (غنيم ، 1987 ، 57).
كما يرى كاتل أنّ الشخصية” هي التي تمكننا من التنبؤ بما سوف يفعله الشخص في موقف معين” (مرسي ، 1985 ، 12) ، بينما يعرف مصطفى فهمي الشخصية “بأنها ذلك التنظيم المتكامل من الصفات والمثيرات والتركيبات الجسمية والعقلية ، والانفعالية والاجتماعية التي تبدو في العلاقات الاجتماعية للفرد والتي تميزه عن غيره تميزاً واضحاً” (فهمي ، 1967 ، 56).
تلخص من التعريفات السابقة إلى أنّ الشخصية لدى أصحاب هذا الاتجاه تتمثل في:
1-    اعتبار الشخصية تنظيم دينامي داخلي من مجموعة الصفات ، والاستعدادات والمعتقدات والقيم والاتجاهات طبقاً لتعريف آلبورت وجلال.
2-    إنّ السلوك الظاهر والخفي هو نتاج لهذا التنظيم الداخلي المترابط والمتداخل لمجموعة الصفات والمثيرات والتركيبات الجسمية ، والعقلية ، والانفعالية ، والاجتماعية ، وذلك كما يتبين من تعريف فهمي وآلبورت وجلال.
3-    إنّ الشخصية كامنة في الفرد نفسه بمعنى أنّ الشخصية إضافة إلى الجانب الظاهري لها فإنّ الجانب العضوي وما يرتبط به من سمات معينة كامنة في الفرد طبقاً لتعريف فهمي وآلبورت وجلال.
4-    الشخصية تتحدد وتتشكل على أساس استجابة الفرد للآخرين ، واستجابات الآخرين له في المواقف المختلفة، أي انها تؤكد على جانب التوافق الاجتماعي طبقاً لتعريف فهمي وجلال.
5-    إنّ الشخصية شيء ينفرد به الشخص عن باقي الأفراد ، أي ينظر إلى الشخصية على أنها تميز وانفراد ، طبقاً لتعريف راجح وفهمي وآلبورت .
6-    الشخصية تكوين افتراضي ، ولكن يستدل عليها من السلوك الظاهر كما يتبين من تعريف فهمي، كما يتضح أنّ التعاريف الخاصة بالشخصية التي وضعها العلماء  تختلف باختلاف الأطر النظرية التي يتبناها كل منهم في نظرته إلى الشخصية الإنسانية وباختلاف فهمه لها، وتفسيره لسلوكها ، وقد حاول كثيرٌ من علماء النفس دراسة الشخصية ووضع نظريات لها، تقوم بتفسير سلوك الإنسان في إطار منطقي منظم ، وتم بالفعل في إطار هذه الجهود وضع عدة نظريات من وجهات نظر مختلفة لكل منها مزايا ، كما أنّ لكل منها أيضاً بعض أوجه القصور التي أثارت بعض الانتقادات حولها من هذه النظريات ، نظريات أنماط الشخصية.

فقد وضع سيلاي (H. Selye) تعريفاً لضغوط النفسية على أنها “استجابة غير نوعية للجسم لأي مطلب أو حدث ، لحدوث تكييف مع متطلبات البيئة السارة وغير السارة”. أي أنها الحالة التي يعبر عنها الفرد بجملة أعراض نوعية تنشأ نتيجة حدوث تغيرات غير نوعية في الجهاز البيولوجي. (السمادوني ، 1993 ، 43).
ويشمل هذا التعريف على عناصر هامة وهي:
1-    إن الضغوط هي حالة (State) تكيف للكائن الحي، مع متطلبات البيئة السارة وغير السارة.
2-    تتضح هذه الحالة عن طريق أعراض معينة (Specific Syndrome) وهي مجموعة ميكنزمات داخل جسم الكائن الحي حيث ينتج عنها نمط معين مع التغيرات الجسمية مثل اضطرابات القلب ، والاضطرابات المعدية والمعوية واضطرابات الغدد.
3-    إن الضغوط استجابة غير نوعية (Non- Specific Response) تحدث عندما يتعرض الفرد للمواقف أو الأحداث الضاغطة (المجهدات)، التي تنتج عن طريق العديد من العوامل المختلفة والمتغيرة ، علاوة على أنها تؤثر على الجسم بالكامل وليس على جزء معين فيه.
ويرى زيمبارودو (Zimbardo) أن الضغوط النفسية هي “نمط لاستجابات غير نوعية يقوم بها الكائن الحي نتيجة لإحداث مثيرة تعوق اتزانه وتحبط من محاولاته لمواجهتها ، وتشتمل تلك الأحداث التي تبعث الاستثارة على عدد كبير ومختلف من العوامل الداخلية والخارجية والتي يطلق عليها مجمعة بالضواغط (Stressors). (محمد ، 1994 ، 10-11).
ويعرف كوبلان (caplan, G) الضغوط النفسية بأنها “تلك الحالة التي يظهر فيها تباين ملحوظ بين المتطلبات التي ينبغي أن يؤديها الكائن الحي ، وبين قدرتها على الاستجابة”. (الرشيدي ، 1990 ، 37) (نقلاً عن Caplan, G, 1981, 414)
ويعرف ولمان (Wolamn) الضغط بأنه حالة من الشد (Strain) الجسمي أو النفسي تؤدي إلى تغيرات في الجهاز العصبي اللااردي (غريب ، 1999 ، 295).
بينما يرى برودسكي (Brodesky) أن الضغط النفسي هو تقييم الأحداث بأنها مهددة أو أنها يمكن أن تكون باعثة على الألم ، وهو يشمل الاستجابات التالية للتهديد سواء كانت نفسية أم جسدية. (جبريل ، 1995 ، 1469) (نقلاً عن بروديسكي ، 1988).
كما يرى ماك جراث (Mc Grath) يعرف الضغوط النفسية بأنها “ذلك الإحساس الناتج عن فقدان الاتزان بين المطالب والإمكانيات ، ويصاحبه عادة مواقف فشل حيث يصبح هذا الفشل في مواجهة المطالب والإمكانيات مؤثراً قوياً في إحداث الضغط النفسي. (شعيب ، 1990 ، 412).
وينظر لازروس (Lazarus) لمصطلح الضغوط النفسية بأنه “مصطلح عام يشمل المثيرات التي تنتج عنها ردود أفعال ضاغطة ، وقد رأى لازروس أن مجال الضغط يضم ظواهر فسيولوجية ، اجتماعية ، ونفسية ، كما يضم المفاهيم المرتبطة بها أيضاً. ويرى لازروس أن الضغط ليس مثيراً أو استجابة بل هو علاقة ثنائية بين الفرد والبيئة، حيث يؤثر الفرد في البيئة ويتأثر بها ، لذلك يعرف الضغط بأنه العلاقة الثنائية بين الفرد والبيئة التي يقيمها الفرد في حالة الضغط التي يتجاوز قدرته التكيفية ويهدد وجوده”. (عربيات ، 1994 ، 3).
ففي هذه الحالة يتفق بورشفيلد (Burrchfield) وفولكمان (Folkman) مع لازروس (Lazarus) على أن الضغوط النفسية “هي تلك العمليات التي تأتي نتيجة للظروف التي تهدد اتزان الكائن الحي”. بينما يشير كولمان (Coleman) وموريس (Morris) وجلاروس (Glaros) إلى أن الضغوط النفسية “هي مطلب توافقي يتضمن قدراً من التوتر أو التهديد وهذا المطلب يتغير أو يتعدل طبقاً لما يقبله الفرد من حاجات”. (محمد ، 1994 ، 11).
ويوضح ليفين وسكوتش (Levine & Scotch) أن الضغوط حالة تتكون من اضطراب وعدم كفاية الوظائف المعرفية، ويتضمن المواقف التي يدرك فيها الفرد بأن هناك فرق بين ما يطلب منه سواء أكان داخلياً أو خارجياً، وقدرته على الاستجابة لها. (الرشيدي ، 1999 ، 19).
ويوضح فونتانا (fantana)وجهة نظره في أن أكثر تعريفات الضغوط قبولاً هو “أن الضغط عبارة عن متطلبات أو أعباء ملقاة على عاتق القدرات التكيفية (Adaptive Capacities) للعقل والجسم، فإذا استطاعت هذه القدرات أن تتعامل مع المتطلبات فإن الضغط يكون مقبولاً ومفيداً ، وإذا كانت لا تستطيع ووجدت الأعباء مرهقة فإن الضغط لا يكون مقبولاً وغير مفيد”. (أبو سريع ، ورمضان ، 1993 ، 4)(نقلاًعن فونتانا ، 1989 ، 3).
ويرى من خلال هذا التعريف ثلاثة جوانب مهمة:
الأول: انه يوضح أن الضغط يمكن أن يكون حسناً ، أو سيئاً وأن هناك مدى واسع من العوامل الضاغطة أو الأعباء التي تسبب الضغط.
الثاني: أنه يوضح أن كثرة الأحداث ليست هي التي تحدد ما إذا كان الأفراد مضغوطين أم لا ، وإنما ردود أفعالهم هي التي تؤدي إلى ذلك.
أما الثالث: فإن التعريف يوضح أن الضغط هو متطلب أو عبء ملقى على عاتق قدرات الفرد حيث أن طبيعة ومدى هذه القدرات هي التي تحدد استجابته تحت هذه الأعباء ، فإذا كانت قدراتنا جيدة بدرجة كافية فإننا نستجيب بكفاءة وإذا لم تكن كذلك فإننا نستسلم للضغط. (أبو سريع ، ورمضان ، 1993 ، 4-5).
ومن هنا يستطيع الباحث أن يقوم بتصنيف مفاهيم الضغوط النفسية طبقاً لثلاثة اتجاهات على النحو التالي:
الاتجاه الأول: يعرف الضغوط النفسية كاستجابة حيث يهتم أصحاب هذا الاتجاه بتعيين أنماط الاستجابات النفسية الفسيولوجية التي تحدث نتيجة للمواقف الضاغطة ، ومن أهم أصحاب هذا الاتجاه سيلاي (Selye) وزيمباردو (Zimbardo).
الاتجاه الثاني: أما أصحاب الاتجاه الثاني فيرتكزون على المثيرات أو الاستثارة ، حيث ان التصور العقلي لأصحاب هذا الاتجاه عن الضغوط هي أنها مثيرات بيئية ، أي حدث أو حالة من الظروف والأحوال التي تتطلب استجابة غير عادية.
الاتجاه الثالث: أما أصحاب الاتجاه الثالث فهم ينظرون إلى الضغوط النفسية على أنها مثير أو استجابة ، ولكنهم ينظرون إليها على أنها علاقة بين الفرد والبيئة هذه العلاقة تتجاوز أو تفوق إمكانيات الفرد. ويؤكد أصحاب هذا الاتجاه أنه لكي تفهم الضغوط النفسية فنحن نحتاج إلى أن نعرف كيف يقيم الفرد بطريقته الخاصة من خلال:
أ‌-    دوافعه وحاجاته.
ب‌-    إمكانيات ومهارات المواجهة الموجودة لديه.
ويخلص الباحث من خلال اطلاعه على هذه التعريفات السابقة بأن الضغوط هي : حالة ناتجة عن إدراك الفرد بأن المواقف الضاغطة الداخلية أو الخارجية التي تواجهه ، تستلزم قدرات وإمكانيات تفوق قدراته وإمكاناته ، وحدوث استجابات غير مناسبة للتغلب على تلك الضغوط وما يصاحب ذلك من اضطرابات في شخصيته.
الضغوط النفسية: ومن خلال ذلك نستنتج إجرائياً بأنها: حالة ناتجة عن إدراك الفرد بأنّ المواقف الضاغطة الداخلية أو الخارجية التي تواجهه تستلزم قدرات وإمكانيات تفوق قدراته وإمكاناته ، وحدوث استجابات غير مناسبة للتغلب على تلك الضغوط وذلك كما تقيسه استبانة الضغوط النفسية المكونة من ستة أبعاد هي: الضغوط الانفعالية – الضغوط الاقتصادية – الضغوط الأسرية – والضغوط الاجتماعية – والضغوط الصحية – والضغوط الدراسية.

المصادر:
بعض المصادر الذي تم الاستفادة منها:
1-    مرسي ، سيد عبد الحميد (1985) ، “الشخصية السوية” ، عابدين ، مكتبة وهبة
2-    غنيم ، سيد محمود (1987) ، “سيكولوجية الشخصية محدداتها – قياسها – نظرياتها ،القاهرة ، دار النهضة العربية.
3-    شعيب ، علي (1990) ، “دراسة لبعض مصادر الضغوط النفسية لدى طلاب الثانوية العامة” ، المؤتمر السنوي للطفل المصري وتنشئته ورعايته ، القاهرة ، مركز دراسات الطفولة ، عين شمس ، المجدل الأول ، 412-425 .
4-    السمادوني ، شوقية إبراهيم (1993) ، “الضغوط النفسية لدى معلمي ومعلمات التربية الخاصة وعلاقتها بتقدير الذات” ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة الزقازيق ، فرع بنها.
5-    الرشيدي ، هارون توفيق (1990) ، “الأنماط المزاجية وعلاقتها لمجالات الاستثارة والضغوط النفسية لدى الفصاميين” ، رسالة دكتوراه غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة المنوفية
6-    الأشول ، عادل عز الدين (1988) ، “سيكولوجية الشخصية تعريفها ونظرياتها ، نموها ، قياسها ، انحرافها ، القاهرة ، مكتبة الانجلو المصرية
7-    أبو سريع ، رضا عبد الله ورمضان ، محمد رمضان (1993) ، “الضغط النفسي وعلاقته بالتوافق لدى طلاب الجامعة” ، مجلة كلية التربية في بنها ، جامعة الزقازيق ، يناير 1993 .
8-    الأشول ، عادل عز الدين (1988) ، “سيكولوجية الشخصية تعريفها ونظرياتها ، نموها ، قياسها ، انحرافها ، القاهرة ، مكتبة الانجلو المصرية.
9-    أنيس ، إبراهيم وآخرون (1960) ، “المعجم الوسيط” ، الجزء الأول ، الطبعة الثانية.
10-    ــــــــ (1999) ، “الضغوط النفسية طبيعتها – نظرياتها – برنامج لمساعدة الذات في علاجها ، القاهرة ، مكتبة الانجلو.
11-    عربيات ، أحمد عبد الحليم (1994) ، “مصادر الضغط النفسي لدى المراهقين كما يدركها المراهقون والمعلمون والمرشدون ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية الدراسات العليا ، الجامعة الأردنية
12-    غريب ، عبد الفتاح (1999) ، “علم الصحة النفسية” القاهرة ، مكتبة الانجلو المصرية
13-    فهمي ، مصطفى (1967) ، “الصحة النفسية ، القاهرة ، مكتبة الخانجي
14-    القاضي ، زينب (1995) ، “التوتر النفسي وعلاقته ببعض سمات الشخصية ، دراسة مقارنة بين المتفوقين والمتخلفين تحصيلياً من طلبة الجامعة” ، رسالة دكتوراه غير منشورة ، كلية الآداب ، جامعة عين شمس
15-    محمد ، محمد السيد بخيت (1994) ، “الضغوط النفسية وعلاقتها بتحقيق الذات ووجهة الضبط لدى عينة من معلمي المرحلة الثانوية” ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة عين شمس.
16-    يونس ، انتصار (1987) ، “السلوك الإنساني” ، القاهرة ، دار المعارف.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi