الخطاب الاعلامي الايزيدي الموجه للآخرين.. آفاق وأبعاد
خدر خلات بحزاني
بسبب الوقت الضيق المخصص لكل محاضر في هذا الملتقى الجميل، ارتايت ان اوجز محاضرتي بنقاط مختصرة وموجزة لعلها تساهم في الارتقاء بالواقع الاعلامي الايزيدي المعاصر والموجه للاخرين.
ـ يكاد يكون الخطاب الاعلامي الايزيدي الورقي لا يتعدى نوافذ مؤسساتنا الاعلامية ومناطقها الجغرافية، بل ان ما يكتبه ابن سنجار يكاد ان لا يطلع عليه ابن بحزاني او الشيخان او ختارا وبالعكس. فنحن قد نطلع او لا نطلع على ما يكتبه الايزيدي الاخر بالصحافة الورقية، فكيف يمكننا ان نوصل خطابنا الى الاخرين، وهؤلاء الاخرين هم شركاؤنا في الوطن، سواء في اقليم كوردستان او العراق.
ـ الخطاب الاعلامي الايزيدي المتلفز والاذاعي افضل حالا من نظيره الورقي، ومن الملفت للنظر نشاط الاعلاميين الايزيديين العاملين بهذا الجانب من خلال نشر اعلانات واشعارات متتالية باوقات عرض برامجهم من خلال مواقع النت والفايسبوك، ولكن لدينا ملاحظات على نتاجاتهم، وهذا ليس محل نقاشها لضيق الوقت.
ـ الخطاب الايزيدي في مواقع الانترنت، هو الاكثر انتشارا وفق رايي، لكنه الاكثر انتشارا بين النخب وليس بين عامة الناس، كما ان بعض المواقع تحولت للاسف الى منابر للشتم والتحريض، ناهيك عن ان بعض العاملين في بعض المواقع بحاجة لدورات صحفية لتطوير مهاراتهم وقدراتهم لان العمل الاعلامي سلاح ذو اكثر من حد ويتداخل مع مسائل وقضايا هامة وحساسة.
ـ الخطاب الاعلامي الايزيدي يعاني من الازدواجية اللغوية، وهذه ميزة وليست عيبا، ولكن لا اعتقد اننا كاعلاميين حاولنا استثمار هذه الميزة، بل بالعكس اننا قللنا من اهميتها بل ان البعض ينتقص منها للاسف ويلصق اتهامات سياسية بمن يكتب بالعربية او بالكوردية، وهذا يقتصر على البعض وليس الكل. اما الاعلام الايزيدي باللغات الاخرى، وخاصة الانكليزية الاسبانية الالمانية والفرنسية والروسية فهو غير موجود الا بنتف هنا وهناك ولا يمكن ان تسد الفجوة الهائلة في خطابنا الاعلامي.
ـ الخطاب الاعلامي الايزيدي مرتهن للارادات الحزبية والسياسية، الا ما ندر، ويكاد البعض منا ان يكون ملكيا اكثر من الملك.. كما ان البعض يضع نفسه في راس الحربة في ممارسته لعملية النقد والتقييم لواقعنا بمختلف مفاصله الحياتية.
ـ الخطاب الاعلامي الايزيدي، لم ولا يصل الى اربيل ولا الى السليمانية بالشكل الذي نتمناه، اما الى بغداد فهو صوت ضعيف وخجول ان لم يكن صوتا شبحيا شاحبا، اما عن وصوله الى النجف والرمادي والبصرة والناصرية فهو اصعب من وصول الانسان للمشتري وعطارد ونبتون..!!
ـ تشتت القوى الاعلامية الايزيدية، والتناحر البائس بينها، وتعدد الاقطاب، ساهم في شلل العمل والخطاب الاعلامي الايزيدي، وساهم في فشلنا كاعلاميين في ايصال معاناتنا وطموحنا وهمومنا للاخرين في عموم اقليم كوردستان والعراق.
ـ وفق تجارب شخصية لي، ووفق قصص سمعتها من زملاء اخرين، هناك نقد حاد وتوجيه باللوم للاعلاميين الايزيديين لعدم ايصال خطابنا الاعلامي الى المؤسسات الاعلامية ببغداد، ورغم بعض المحاولات الفردية من هذا ذاك الا انها تبقى محاولات لرفع صوت عطسة بسوق الصفافير الاعلامي العراقي والكوردستاني.
ـ الخطاب الاعلامي الايزيدي، بحاجة الى “خاطبة” تعرّفه على الاخرين كي يجد قسمته في النصيب والزواج، لانه خطاب عانس (عذرا لهذه اللفظة) ولا يجد من يصغي اليه او يهتم به من ابناء الوطن، لاننا ساهمنا بعزله وانعزاله عن المجتمع لاننا نبحث عن مصالحنا الشخصية قبل ان نبحث عن الفائدة والمصلحة العامة، ولا استثني نفسي من هذه التهمة.
الحلول والمعالجات..
الحلول لا تكمن في المحاولات الفردية، بل انهما تكمن بحزمة من الاجراءات التي يمكن ان تتخذها المؤسسات الثقافية والاعلامية الايزيدية من خلال عقد بروتوكلات للتعاون والتبادل المعرفي والثقافي مع مؤسسات ممالثلة في اقليم كوردستان وباقي محافظات البلاد، بهدف استقدام محاضرين لالقاء محاضرات ثقافية في المناطق الايزيدية وبالمقابل تقوم المؤسسات الايزيدية بارسال ناشطين وباحثين ايزيديين او حتى غير ايزيديين ممن يهتمون بالشان الايزيدي لالقاء محاضرات ثقافية في محافظات الاقليم وكركوك وبغداد والنجف والرمادي والبصرة وغيرها.
ونشير هنا الى ما فعله مركز لالش من عقد هكذا بروتوكلات مع منظمات ثقافية في جورجيا والمانيا، ونتمنى ان يوسع من هذه النشاطات، كما نشير الى دور رابطة التضامن والتاخي للايزيدية في هذا المضمار ايضا مع دعوتنا لها لتكثيف نشاطاتها بهذا الاتجاه.
ولابد من التركيز على زيادة المطبوعات الورقية الايزيدية وتخصيص نسب جيدة لمحافظات الاقليم وبعض المحلافظات العراقية.
* القي هذا الموضوع على شكل محاضرة ضمن فعاليات الملتقى الثقافي الايزيدي الذي عقد في عين سفني مركز قضاء شيخان يوم الجمعة المصادف 1/11/2013.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
