يوليو 30, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

حسين علي غالب: المسرح التجاري في العراق

المسرح التجاري في العراق

حسين علي غالب

كم شعرت بالحزن و الأم يعتصر بداخلي عندما رأيت ممثل عراقي معروف و من العيار الثقيل قد شارك بمسرحية تجارية ، و بأنه قد ظهر بدعاية للترويج للمسرحية على أحدى القنوات الفضائية التي تعرض الأغاني الهابطة إناء الليل و إطراف النهار.
أن المسرح التجاري بات له ثقل و تواجد على أرض الواقع خلال السنوات العشر الماضية ، و البعض من المسرحيين و المثقفين يقلل من قيمة هذه العروض و يعتبرها ظاهرة سوف تتلاشى و تنتهي و تمر مرور الكرام ، و لكنها ما زالت باقية و لها دعم مادي و إعلامي للأسف الشديد .
التاريخ المسرحي في العراق ليس بالمتواضع أو وليد الساعة فالمسرح عندنا عرف بالعروض الراقية المتزنة و بالتركيز المفرط على المسرحيات المأخوذة من التراث العالمي فالمصادر التاريخية تذكر أن مدينة الموصل قد شهدت بدايات النشاط المسرحي في العراق ، وفيها طبع أول كتاب مسرحي عام ألف و ثمانمائة و ثلاثة و تسعين ، احتوت المسرحية التي تولى ” نعوم فتح الله سحار” ترجمة نصها المأخوذ من اللغة الفرنسية و تحويل موضوعها على واقع مجتمعنا و صياغتها باللهجة العراقية العامية فلهذا نحن لدينا تاريخ مسرحي مشرف و عريق بكل ما تعنيه الكلمة .
لابد هنا أن نذكر بأن ما يمر به المسرح في العراق من ظروف تعصف به بشدة لا تتحمل دائرة السينما و المسرح التابعة لوزارة الثقافة العراقية وحدها المسؤولية ، بل وسائل الإعلام أيضا ، و نقابة الفنانين ، و اتحاد الأدباء و الكتاب لأن المسرح هو خليط مشترك يضم كل هذه المكونات .
أنني هنا أيضا أدعو إلى دعم المسرح ماديا و توفير قاعات و مسارح لكي يستمتع الجمهور بها ، ولا يعجبني العذر الذي سمعته من أحد الممثلين العراقيين المعروفين  حيث  قال “”بأن العراق ليس فيه مسارح أو أماكن بسيطة لتقديم العروض “” ، هذا العذر ليس صحيح بتاتا فأنا كل يوم أرى اجتماعات و خطابات و ندوات لرموز و جهات سياسية  يتم التحضير لها في أماكن فخمة تتوفر فيها كل سبل الراحة ، فلماذا لا يتم استخدام هذه القاعات و المسارح الضخمة و الفخمة في نفس الوقت لتقديم عرض مسرحي راقي و لو ليوم واحد كل شهر بدل أن نرى عروض مسرحية تجارية ليس فيها مضمون مفيد و تحتوي على فتيات يدعون أنهن ممثلات و فقط يعرضون أجسادهم المكتنزة على خشبة المسرح مصحوبة بنصوص ركيكة و نكات تافهة .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi