طلبة العلم في شنكال يشحذون العلم من هنا وهناك
هادي جردو علي
يبدو ان مشكلة شنكال و طلبتها باتت عصية وكإن هذه المشكلة تتربص وتخيم على جميع من له شان في ذلك ، اذ انها تاخذ مسارا نحوالمجهول ، تصبح اكثر تعقيداً حيث معاناة الطلبة تزيد عام بعد عام وتتحول الى مهمة يجب التفكير فيها حتى قبل ان يصل الطالب الى مرحلة الجامعة اذ اخذ الكثيرين منهم فكرة سيئة على ذلك لكثرة انشغالهم بما سيقومون به من اجل المستقبل وتزيد التساءلات فيما بينهم ، بشان ما يمكن فعله تجاه هذه المشكلة التي اصبحت تهدد كل عائلة شنكالية .
اصبح هاجس كل طالب مع عائلته في شنكال ، كيفية ترتيب وضعه التعليمي وضمان حجز مقعد له في الجامعة بغض النظر عن طبيعة هذا المقعد والنتائج المترتبة على ذلك حتى لو ذهب به الامر واضطر الطالب ان يتنازل عن استحقاقه العلمي في كلية محددة لصالح كلية ادنى او حتى في الكثير من الحالات يذهب الطالب يدرس في معهد بدلا من كلية هو قد قبل فيها ولكنه لاسباب خارجة عن ارادته يقبل بالامر المحتوم .
اخذ عدد طلاب شنكال الذين يدرسون في معاهد وكليات الاقليم يزداد عام بعد اخر وتكاد تقترب جامعة دهوك من الطاقة الاستيعابية للطلبة مما دفع القائمين في الجامعة الى دعوة الطلبة بالتوجه الى جامعات الاقليم الاخرى للحد من الضغط الحاصل على جامعة دهوك نتيجة زيادة عدد الطلبة ، لانه في ذلك منافع عامة للطلبة كوجود اقسام تلائم جميع الاختصاصات دون ان يضطر الطالب التنازل عن استحقاقه وكذلك لتوازي الخدمات فيها كالمادة العلمية والاقسام الداخلية وكذلك تعود بالفائدة الى الطلبة للتعرف على مناطق اخرى من الاقليم .
طلاب شنكال ومنذ سقوط النظام سنة 2003 باتوا مهددين في اروقة جامعة الموصل مما يصعب من امرهم لكون الوضع الامني في المدينة متشنج وعليه تم تهجير الطلبة لجامعة الموصل خوفا من الاحداث التي تحدث بين فينة واخرى مما دفعهم الى التوجه والصوب حيث الامان والدفىء في احضان كوردستان .
يقوم مركز لالش الثقافي والاجتماعي بمتابعة نقل الطلبة من جامعة الموصل الى جامعات الاقليم وبالتنسيق مع وزارة التعليم العالي في الاقليم ولكن اجراءات النقل تستغرق وقت طويل مما يضطر الطالب الى المكوث في البيت سنة كاملة لحين اصدار امر نقله وفي بعد الاحيان تمتد هذه الفترة الى سنتين مما يعترض بعض الطلبة خيار الانتظارهذا ويرفض المكوث في البيت ويتوجه الى الموصل رغم المخاطر من اجل العلم .
لكن هذا القسم من الطلبة الذين يفوق عددهم الان (350) طالب بالرغم من استمرارهم في الدوام بجامعة الموصل كونهم يتخذون من بعشيقة وبحزاني مسكن للاقامة لهم لقرب هذه المنطقة الشبه امنة من الموصل ، يواصلون التحدي والصعاب يوميا ذهابا واياب ليس بالحل الامثل وهم اقرب الى الهاوية متى ما انبعث شرارة لا سامح الله فمستقبلهم على المحك .
ان هؤلاء الطلبة يبذلون جهداً اضافياً في التنقل من البيت الى مكان الاقامة وكذلك من مكان الاقامة الى الجامعة وبالعكس الى جانب المبالغ الكبيرة التي يصرفوها على النقل والاقامة والايجارات وكذلك الطعام ، مما يصعب مع هذه الظروف العصيبة بالاضافة الى التهديدات والوضع الامني الراهن الصمود امام كل هذه العوامل .
لنفرض ان هؤلاء الطلبة عوائلهم متمكنة وتستطيع ان تصرف عليهم لربما لو اكثر مما ذكرناه ، اضافة الى احتياجات الطالب الاخرى ، فبالمقابل هناك عوائل وبكثرة في شنكال ومجمعاتها تدقع الفقر ولا تملك ما يصرفه على مون العائلة فكيف بتلك العائلة ان تراعي ابناءها الطلبة في ظل هذا الغلا الذي يحتكر الاسواق ووسائل النقل وكذلك روحية شباب العصر .
هذا بالنسبة للطلاب اما بالنسبة للطالبات فتصل نسبة الطالبات التي تسمر في الدراسة الجامعية اقل من 20% لكون كل العوامل التي ذكرناه سلفا تعترض مسيرتهن الدراسية بالاضافة الى كونهن اناث تحتاجن الى رعاية خاصة اكثر من الذكور .
بالرغم من معرفتنا لكل هذه العراقيل الى اننا لم نبحث عن حلول ولو بسيطة تخرجنا او تساعدنا جزئيا من هذا المازق وتعطي انسيابة للعملية التربوية بالاستمرار .
افتتاح اعدادية التمريض للبنات في شنكال في العامين الماضيين قلل تقريباً جزء من مشكلة البنات .
ولكون هذه السنة سيتم افتتاح معهد اداري في شنكال سيكون له الاثر في انخفاض هوس المشكلة لدى الطلبة ايضاً .
اذن هنا في شنكال نحتاج على وجه السرعة وبالضرورة الملحة الى كلية جامعة اهلية لكي يتسنى للطلبة الذين يرفضون عوائلهم الزج بهم في جامعة الموصل والذين لايحصلون على قبول في جامعة دهوك لاسباب سواء اكانت لضعف معدله او اسباب فنية مثل تاخر نقلهم من المركز الى الاقليم فهؤلاء بحاجة هذا الدعم كي نوفر لهم وقتهم وقليلاً من جهدهم الذي يذهب صدى في التنقل والترحال .
قد يسال احداً لماذا كلية اهلية جامعة ، اقول له : لننظر من باب الامان فالطالب فيها سيدرس في شنكال بين اهله وبامان دون مخاطر الطريق بالنسبة لطلبة الدارسين في دهوك لكون طلبة الموصل سيتخلصون من جملة من المخاطر وكذلك بالنسبة للصرفيات اينما يكون الطالب سيصرف لا محال ، فهو في هذا سيصدد من مصاريف الذي كان سيصرفها على النقل على مصاريف السنة كاملة للكلية وهو بين اهله واحبابه .
بما ان النقطة التي ذكرتها ، لا يمكنها ان تقضي على المشكلة و لكن ربما تعطي الامل ، لبعض الذين يرفضون الدخول الى المعاهد و البعض الاخر الذين مكثو في البيت وكثيرون اخرون سيتركون الموصل وديارها ويلتحقون بهذه الكلية في حال تحقق لهم ما اشرت اليه ولا اعتقد الدعوة الى مثل هذا الامر بالشيء الصعب .
في النهاية ان طلبة شنكال ومحاولة اعانتهم من اجل اخراجهم من هذه المحنة وتعامل مع قضيتهم بالحوار فيما بين الجهات ذات العلاقة ، يقع على عاتق المسؤلين والاداريين ومن بيده العصمة والنهي للمساهمة في الحد من تعرضهم الى الاقصاء والحرمان .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية