من الذاكرة….(3)
الباحث/ داود مراد ختاري
الإنسان والقمر
ناداني المرحوم جدي (خديدة عيشي) وكان جالساً مع مجموعة من كبار السن في أسفل القرية، ويبدو كان حديثهم عن (وصول الانسان الى سطح القمر)، حينها كنت في المرحلة الابتدائية (سنة 1973)، ذهبت اليه وسلمت على المجلس.
قال لي المرحوم جدي : سأسألك سؤلاً أجيب عليه دون أن تكذب.
فقلت له: قل يا جدي … سأجيبك دون أن أكذب .
هل صحيح مكتوبة في كتبكم المدرسية بأن أشخاصاً قد وصلوا الى سطح القمر؟
قبل أن أجيب على سؤاله، صاح المرحوم (حجي تمو الياس) بصوت عالِ : كفرة…أولاد الكفرة… يتحدثون عن ما هو أقدس شيء عند الله والبشرية، لا يستطع أحد الوصول الى هذه الرؤية العظيمة التي خلقها الله وهي أقدس شيء، وواصل بحديثه عن معجزات الشمس والقمر وبصوت عالِ وبعصبية.
فرد عليه المرحوم (شمو خديدة عرب) يا عمي فحينما يصل الانسان الى القمر فانه سيحتاج الى قضاء حاجته هناك أيضاً.
ولما سمع المرحوم (حجي تمو) هذا الكلام، لم يستطع السيطرة على أعصابه فأغمي عليه.
لقد خفت كثيراً وأنا أردد: يا جدي والله لم يكتب في كتبنا المدرسية هذا الموضوع، وقد كذبت لما رأيت هذا الموقف وكان مكتوباً في كتبنا.
فقال لي جدي: أذهب يا بني أذهب ، هؤلاء لم يسنحوا لك بالاجابة، وهدموا جلستنا.
نعم في بداية وصول الانسان الى القمر كان من الصعب على كبار السن تقبلها، بل يعتقدون انها قصص خرافية يكتبوها الأجانب، ولا يمكن للإنسان الوصول الى القمر وبقية الكواكب في الفضاء.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
