عام مضى أيها الايزيدية
عام مضى كثرت فيه خيامنا وماتت فيه أحلامنا ، عام مضى ولم تزل بناتنا أسيرات عند عصابات داعش ، لم يتحرك لنا مجلس النواب ، ولا اهتزت شعرة من شوارب برلمان كوردستان ، ما عرفنا من سبب بفجيعتنا ، ولا كشفنا من خان زادنا وأخوتنا ولامن غدر بنا .
عام مضى زادت فيه أعداد من هاجر من شبابنا ، وتشتت عوائلنا ، كثر فيه خوفنا من أخوة يوسف ، الذين تمكنوا من الطعن بظهورنا وخوفنا لمن يحرض علينا بالموت جهارا نهارا ، وعام مضى صارت فيه مخيماتنا عنوانا للمراسلة ، وعام مضى كثرت فيه مؤتمراتنا و خطاباتنا ولم نزل كما كنا مسلوبي الأرادة ، مختلفين بين الخيمة والكرفان ، متوزعين بين أحزاب وكتل لم تزل تستفاد منا .
عام مضى ونحن نعيش خارج بيوتنا ، هاجس الخوف يعيش بداخلنا ، وخطباء الجوامع يطلقون علينا صفات ليست لنا أو فينا ، لا الدستور الاتحادي انصفنا ولا مشروع دستور كوردستان التفت الينا ، نحن أنصاف مواطنين وسنبقى ، لا تاريخنا مقروء ولا تضحياتنا مكتوبة .
عام مضى لم نزل نلوك أيامنا القادمة وشتائنا القادم ، مخيماتنا بحاجة للتبرعات ، فقد تعودنا على المساعدات لأننا شعب بوطن لم يكن لنا ، وطن لم يوفر لنا الكرامة ، وطن يضم مقدساتنا ورفات أجدادنا ، وتراب منقوش فيه وقائعنا وأحزاننا ، قرانا بائسة ومناطقنا مهمشة ، وبلداتنا منسية ولم تزل تقاليدنا البالية مقدسة .
عام مضى لم تزل دمائنا متيبسة فوق سنجار . عام مضى لم يتحرك التحالف الدولي ولا الأمم المتحدة لتحرير بناتنا وشرفنا من الآسر والمهانة والاتجار بالبشر والرقيق ، وعام مضى لا ندري أين وجهتنا القادمة ؟؟ فالعدو يحيط بنا ويسلب منا الأمان والمستقبل .
عام مضى لم يف احد بوعوده إلينا ، ولا ساعدنا احد لاسترداد شرفنا المثلوم وكرامتنا المهدورة ، ولا أمدنا احد بالسلاح والعتاد لنقاتل كما يقاتل الرجال ، وعام مضى ونحن نلوك أعمارنا وننفق عاما آخر ، لا توحدنا بمأساتنا ، ولا تجمعنا المصائب والمحن ، نرفع اكفنا إلى الله أن ينصرنا على القوم الظالمين ، والله لا ينصر من يجلس في بيته وخيمته بانتظار أن يتحقق الحلم أو ينزل النصر علينا من السماء .
يستقبلوننا في محطات القطار بأوربا بالورود ، ولم تزل دمائنا مهدورة في بلادنا ، ونلتقي معهم وهم يبتسمون في وجوهنا ويمسحون فوق رؤوس أطفالنا ، ونحن متهمون في بلادنا ومحرم أن يأكل أخوتنا من أبناء وطننا وأخوتنا في الدم معنا ، عام مضى وسيمضي عام آخر ونحن ننتظر ما سيقرره اللاعبون السياسيون الدوليون والمحليون ، هم تحركهم مصالحهم وأرباحهم ، ونحن نخسر شرفنا وبناتنا وأعمارنا ، ينتخي لنا كل شريف وممتليء بالمشاعر الإنسانية بغض النظر عن دينه ، ويتناسانا كل من قدمنا له التضحيات والمساندة .
عام مضى نريده عام تحرير الأسيرات والمحتجزات ، ونريد أيضا من سبب مأساتنا ونكبتنا وساهم في تشردنا وبعثرتنا .
لا الاجتماعات ولا التظاهرات ولا الاستنكار ولا الأحزاب من يعيد لنا كرامتنا !! توحد كلمتنا وموقفنا المتوحد ومساهمتنا الفاعلة ، وتضحياتنا بالدم دفاعا عن كل شرفنا وأعراضنا ، نحن فقط من يحدد ذلك فهل نحن فاعلون ؟؟
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية