حين تخلط الاوراق
اكتب هذه الكلمات و ليس في نفسي شك بأن الاخيار من ابناء العشائر العراقية قد ضحت بخيرة شبابها و بأرواحها من اجل الوقوف بوجه تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي فكانت مثالا واضحا للبطولة و الكرامة , الا ان البعض سيستغل حتى دماء الشهداء للحصول على مكاسب و مصالح خاصة او الوصول الى غايات و اهداف رسمها لنفسه , لذلك فما اقصده هنا هم هؤلاء ضعاف النفوس , اما الاصلاء فلهم كل الاحترام و التقدير و لأبناءهم الشهداء الرحمة و الخلود .
ما يسترعي الانتباه و بشكل ملفت للنظر في الاونة الاخيرة هي الاخبار التي تشير الى عمليات الاعدام الجماعي بحق المواطنين من ابناء العشائر العراقية فبين يوم واخر يتم اعلان اختطاف مجموعة من ابناء احدى العشائر من قبل تنظيم الدولة الاسلامية – داعش – ومن تم قتلهم و حرقهم , ولا نعرف مدى مصداقيتها خاصة مع عدم وجود دليل ملموس على ذلك كالصور او مقاطع الفيديو .
هنا لا اشك بعملية قتلهم , ولكن هل فعلا الدواعش هم من قتلهم ؟ أم انهم كانوا ضمن صفوف داعش ، فتم تصفيتهم لاسباب عديدة و منها تخاذلهم او محاولة الهروب منهم , او ربما كانوا ضمن صفوف داعش وقد تم قتلهم من قبل طائرات التحالف او الجيش العراقي , و بهذه الطريق ستمحو بعض العشائر ارتباطها بداعش و وقوفها بجانبهم و تقول عن ابناءها الذين قتلوا ضمن صفوف داعش ومن قبل التحالف او الجيش العراقي ان داعش قتلهم و احرقت جثتهم , و ألا لماذا لم يقتلهم الدواعش قبل هذه الفترة ؟ هل لأنهم كانوا اوفياء لداعش طيلة تلك المدى ؟ أم ان داعش لم تكن تراهم ؟ وقد تناسوا ان الكذب لن يطول ومهما فعل الخونة و اخذوا حذرهم و فبركوا قصصهم فلابدا ان يأتي يوم و تظهر الحقيقة .
كما اوضحت ان هذا لا يعني ان تنظيم داعش لم يخطف ابناء بعض العشائر و قتلهم لان عشائرهم لم تؤيد داعش و وقفت ضدها , ولكن السؤال هنا لماذا يقوم داعش بعمليات الأعدام الجماعي في هذا الوقت خاصة أنهم بحاجة الى مقاتلين و كذلك دعم الاهالي مع اقتراب عملية التحرير ؟ أليس قتلهم في المعارك على أيدي ابطال الجيش العراقي و البيشمركة والحشد الشعبي و قوات التحالف اقرب الى الصحيح و التصديق , من أعدامهم من قبل داعش ؟ فهؤلاء قتلوا في المعارك و هم دواعش لذلك يحاولون اظهارهم بمظهر المغذورين و ذلك لغايات و اهداف مكشوفة منها , انهم كانوا ضد داعش و قد قتلهم الدواعش و هم ابرياء , و لكي لا يتعرضوا للعقاب و المحاسبة من قبل الحكومة و العشائر و ذوي ضحايا داعش و كذلك كي يحسب ابناءهم الدواعش شهداء ابطال , و قد تناسوا ان داعش كان و مايزال يصور و يوثق جرائمه و عمليات الاعدام بحق ضحاياه كما فعلها بحق ضحايا مجزرة سبايكر و ابناء عشيرة البو نمر والمجازر التي ارتكبت بحق ابناء الديانة الايزيدية كما انه ينفذ الكثير من الاعمال الاجرامية بحق المواطنين في الساحات العامة وأمام الناس و يسلم لذويهم الجثت على ان لا يقيموا مجالس العزاء , و لكي تكتمل المسرحية بشكل شبه واقعي قالوا ان تنظيم الدولة الاسلامية قد القت الجثت في حفرة الخسفة و الكل يعرف ان الخسفة بمثابة مقبرة لابناء الاقليات .
يوم بعد يوم تنكشف الحقائق و يتضح الصور اكثر و سيصبح معظم قتلى الدواعش ذات يوم شهداء و سيحصلون على كل الحقوق و الامتيازات بعد ان قتلوا الابرياء و سرقوا و نهبوا الاموال و الممتلكات , فلا استبعد وجود علاقات و اتصالات لبعض ساسة العراق مع قيادات لداعش و أنهم يتبادلون التهاني لنجاح مخططاتهم وانهم فرحون لان الخطة تسير بشكل جيد و كما توقعوه , و لا يهم اذا ما قتلوا الالاف و شردوا الالاف و دمروا الاقليات طالما ان مصالحهم محفوظة .
سنترقب في الايام القادمة مفاجأت و اخبار سارة اخرى عن قتل المزيد من المواطنين و خاصة الشباب القادرين على حمل السلاح , فاذا لم يتدخل الحشد الشعبي في تحرير المناطق المحتلة من قبل داعش و من والاهم من الخونة والعملاء فذلك يعني اصدار عفو خاص عن الارهابين و الجواحش و كذلك تكريمهم .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية