أكتوبر 22, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

جلال خرمش خلف: بطولات عقيمة …

بطولات عقيمة …

جلال خرمش خلف / شنكالجلال خرمش خلف

حين يكون كاتب النص او السيناريو هو من يجسد شخصية البطل فلا تتعجبوا اذا ما قام بأعمال وادوار خارقة . فهو أعلم الناس بالامور و بكل احداث الفلم او المسلسل . فلا تتعجبوا اذا ما قام جنود امريكان بعمليات انزال داخل قواعد داعش وقتلت المسؤول عن النفط في تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) واسرت زوجته واستحوذت على ملفات عديدة . فأمريكا ادرى بداعش من غيرها . و الحال ينطبق على القوات العراقية حين اقدمت على عملية انزال في الانبار و انقذت العشرات من الجنود العراقيين الذين حوصروا في الانبار بعد انسحاب الجيش منها .

السؤال هنا .

     لماذا لم نسمع بعملية انزال لتحرير مختطف واحد من ابناء الديانة الايزيدية مع ان كل الاطرف و الجهات تعلم اماكن اسر الايزيدية و ما يرتكب بحقهم من انتهاكات ؟ ؟ عملية انزال واحدة حتى لو كانت فاشلة كانت كافية ليشعر المواطن الايزيدي بمواطنته و عراقيته , وحتى المحاولة الفاشلة لم تقدم عليها الحكومة العراقية او تفكر بها اصلا .

   اننا نعيش في مهزلة انسانية و في غابة تكثر فيها الوحوش البشرية التي تدعي الانسانية و الاخلاق و الشرف و هي ابعد المجتمعات عن هذه الصفات , وحوش بشرية تتخفى وراء ملابس واشكال مجسمة على شكل مسؤولين و تتحكم بمقدرات العراق ولا تهتم بأمر البلد ولا بمعاناته طالما مصالحهم  مصونة . يقومون بعمليات هم من وضعوا خططها و برامجها كي يجسدوا او يوهموا انفسهم ببطولات وهمية او مفبركة , اذا كنتم ابطالا و تسعون وراء المجد و البطولة حرروا الايزيدية من براثين داعش ؟ لو كنتم تحسبون الايزيدية عراقيين و شرفهم شرفكم انقذوا نسائهم من اسواق تنظيم الدوله الاسلامية ؟ هذا التنظيم الذي كشف حقيقة الكثير من البشر والذي دمر البلد و جره الى مستقبل مجهول لا يعلم نهايته الا الله .

   ها قد مر عام على خطف الالاف من ابناء الديانة الايزيدية و مازال الصمت الحكومي و الدولي سيد الموقف , فلا تصنعوا لانفسكم بطولات زائفة او انجازات سطحية , اسلكوا طريق الطيار العراقي البطل الشهيد ماجد التميمي الذي ضحى بروحه من أجل انقاذ الابرياء الفارين من ظلم و استبداد من يدعون بأعلاء اسم الله . اسلكوا طريق البطولة كي يشعر الايزيدي انه عراقي , الا يستحق الالاف من الابرياء الايزيديين الذين مازالوا في قبضة داعش ان تقوم الحكومة بخطوة واحدة حتى لو لم يكتب لها النجاح ؟ الا يستحق ابناء هذا المكون المسالم البسيط المتسامح ان يحس بهم ساسة الوطن ويقفوا موقفا مشرفا يسجل لهم التاريخ ؟ هنا يكمن قيمة الانسان فقبل اعوام اقدمت اسرائيل على تبديل عشرات الاسرى الفلسطينين مقابل اسير واحد اسرائيلي كان عند الفلسطينيين , قد يرى البعض ان ذلك كان نصرا للفلسطينيين حيث استطاعوا ان يحرروا العشرات من اخوانهم مقابل اسير واحد , ولكن فلننظر الى عملية التبادل من جهة اخرى , أليس ذلك يعني ان قيمة الانسان الواحد عند بعض الشعوب تساوي قيمة العشرات من البشر عند شعوب اخرى ؟ أليس ذلك يعني ان بعض الحكومات ترى ان مواطنيها هم الاعلى قيمة عندها ولا شي يعلى عليهم ؟

    كنا ومازلنا ننتمي الى هذا الوطن الذي سالت عليها دماء اباءنا و اجدادنا و دافعنا عنه بكل حب و اخلاص , كنا و مازلنا ابناء انقى و اطهر الاديان في المنطقة و لم يسجل علينا التاريخ يوما بأننا اعتدينا على جار لنا او مظلوم احتمى بحمانا لم يسجل التاريخ الذي دونه حتى اعداءنا عن حادثة مخلة بالشرف اقدمنا عليها , بل العكس حيث كنا و مازلنا اصحاب مواقف مشرفة عند المحن واصحاب ضمائر حية , فما ذنبنا اذا ما كنا نؤمن بالله و نعبده بطريقتنا التي لا تشبه طريقة البعض ؟ ما ذنبنا اذا ما تحولت العشائر القريبة منا الى وحوش مفترسة و تناست حق الجيرة و فضلنا عليهم ؟ بل ما الذي فعلناه كي ترتكب بحقنا هذه الجرائم الوحشية ؟

   اعملوا ما طاب لكم و ما يضمن لكم مصالحكم ولكن لا تغمضوا اعينكم عن الانسانية و قيمها لا تولوا ظهركم عن الاعراف و العادات , فمتى ما تجردم من هذه القيم اصبحتم وبالا و هما على صدور الشعب .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi