شكري رشيد خيرافايي
يحديثنا الكتب والمصادر التاريخية بأ ن الشرق الذي يسود معظم بلدانه اليوم الفقر والتخلف والجهل والصراعات الدينية والمذهبية والحروب السياسية والاقتصادية وتراجع في الحضارة والثقافة والصناعة والتجارة والعمران وووالخ .كان في الماضي يمثل مهدا للحضارات وتنوع للثقافات ومصدر للديانات السماوية ومركزا وممرا للطرق والقوافل التجاريةوالشواهد والاثار التاريخية التي وجد في العراق وبلاد الشام وبلاد الفارس وشبه القارة الهندية والصينة خير دليل على كلامنا هذا . اما الغرب فقد كان يعاني في الماضي من مشاكل ومعضلات ما يعاني منه اليوم الشرق. ومن ابرز الاسباب التي جعل من غرب مستقرا وغنيا اليوم هما الثورة الصناعية والثورة الفرنسية ولهذا نحن اليوم امام غرب يمتلك معظم مفاتيح القوة والسيطرة والتطور التكنولوجي الهائل وغزو الفضاء ويمتلك عوامل القدرة القومية والاقتصادية والعسكرية والجيوستراتيجية ومعظم دوله مستقرة سياسيا ومتطورة اجمتاعيا وووالخ .فان العلماء الغرب اليوم يخططون حول كيفية البقاء والمحافظة على مكامن القوة والسيطرة ومتلاك الحضارة والتكنولوجيا في المستقبل .
فان اهم ما يواجه الغرب الغني اليوم هو موجات من الهجرة الشرعية والغير الشرعية من الشرق الى الغرب وهذا مما جعل من الغرب الى التفكير في الكثير من خططه حول كيفة مواجهة هذه الهجرة وطرق اندماج هولاء المهاجرين في مجتمعاتهم . مقابل هذا الغرب الغني والمتطور هناك الشرق الفقير باقتصاده وتكنولوجيته وسياسته ودمقراطيته والخانق بحروبه الدينية والمذهبية والسياسية والاقتصادية والذي يعاني من انفجار سكاني ضخم مما جعل من اغلب مجتمعاته يعاني من التخلف والفقر والجهل والامراض وتدني مستوى الصحي والبطالة المتفشية بين معظم شبابه واكثر هذه الاسباب يرجع الى الانظمة الحكم الاستبدادية القائمة في الشرق حيث لايزال اغلب شعوب الشرق يناضلون من اجل الحرية والخبز كما هو الحال في العراق وسوريا وايران وووالخ .وامام كل هذه المشاكل تزاد يوم بعد الاخر موجات الهجرة الغير الشرعية الى الغرب وخاصة من الشباب بحثا عن الامن والامان والخبز والحرية والعدالة الاجتماعية وفرص العمل والحقوق والمساوة امام القانون وووالخ.
واخيرا فان تمركز ثروات العالم في الغرب وحده يزيد من الهوة بين الشرق والغرب في المستقبل وخاصة في مجال الهجرة المستمرة الى الغرب هذا من جهه ومن جهة اخرى قد ينتقل الصراع والحروب المذهبية من الشرق الى الغرب خاصة بعد ان هزت التعايش المشترك في اغلب بلدان الشرق حيث بات الانسان في هذه البلدان يقتل ويقطع اجزاء جسمه بسب ديانته او مذهبه او قوميته .
بقي ان نقول بان الله قد منح الشرق خيرات وثروات طبيعية هائلة ولكنه لا يمتلك الامكانيات الصناعية والاقتصادية لاستخراجه اضافة الى عدم تمتعه بالانظمة الحكم الدمقراطية العادلة في الحكم ؟ مما زاد من بؤسه
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية