لماذا مدينة الموصل ؟
تعود الشعب العراقي على ظلم الزمن وخيانة اصحاب القرار , ومع ذلك كان وما يزال لهم امل في ان تتحسن الاوضاع وتعود المياه الى مجاريها , فالوقت كان دائما حليفا للاعداء والخونة وما نخشاه في هذه الفترة ان يتكرر ماساة الشعب العراقي عامة والايزيدية خاصة من ظلم الوقت ,, فهذه المماطلة و التأخير في ضرب اوكار الجواحش و ابادة هذه الحشرات الضارة , ستكون لها اثار سلبية على العراقيين , فكل يوم يمر سينسحب فيه بعض قوات و امراء هذا التنظيم الارهابي الى جهات مجهولة , والبعض الاخر سيحلقون لحاهم ويخلعون ملابسهم الافغانية ويلبسون الملابس المدنية العادية وينخرضون بين الناس وقد يأتي يوم ويصبح فيه البعض من هؤلاء الجرذان زعماء لبعض الفصائل التي ستحارب الجواحش , وسيصبحون ثوارا بعد ان كانوا كلابا صاعرة تنبح بوجه المواطنين الابرياء , ان الوقت يعادي العراقي ويشارك معه القوى الغربية ايضا , فمن قتلنا في الامس سيصبح رمزا وقائدا للبعض غدا . وهذا ما نخشاه , واجزم ان ذلك سيكون مصير الكثير من دباحي الشعب العراقي , فما كان يميزهم عن الناس البسطاء والمغدورين هي لحاهم المزيفة وملابسهم الجهنمية و بأزالتها لا يعرفهم الناس خاصة ان معظمهم كانوا ملثمين وهولاء الملثمين هم من اهل المنطقة وهم من قتلوا الناس وسببوا لهم كل ما جرى .
لقد احتلت داعش معظم محافظة الانبار واحتلت محافظة نينوى واحتلت محافظة صلاح الدين , كما احتلوا اجزاء واسعة من محافظة ديالى , ولكن ما نجده هو التضخيم الاعلامي لمدينة الموصل الذي يوازي كل المناطق الاخرى المحتلة , فلماذا هذا الاهتمام الكبير بعملية تحرير الموصل ؟ وهل هذه المدينة هي المدينة الوحيدة التي احتلها الدواعش بحيث يتطلب الامر تظافر كل الجهود و مشاركة كل الاطراف ؟
داعش دخلت الموصل في ساعات قليلة جدا بقوة لا تزيد عن (700) داعشي يستقلون سيارات مدنية , ولم تصمد امامهم كل القوات العراقية التي كانت متمركزة في هذه المدينة والتي كانت مجهزة باسلحة واعتدة تكفي لدحر داعش من الوجود وليس فقط من الموصل .
قوة داعشية لا تتجاوز ( 700 ) مرتزقة استطاعوا احتلال المدينة والحاق هزيمة نكراء بالجيش والشرطة العراقية , في حين ان القوات المحتملة ان تشارك في تحرير المدينة تتراوح ما بين (20000) الى (25000) مقاتل مجهزين بأحدث الاسلحة و مدعومين بأسناد جوي من طائرات التحالف , و مع ذلك يقولون ان القوات غير مستعدة .
ان في مدينة الموصل سر داعش , و ألا لماذا للموصل حسابات خاصة و اسلحة خاصة و جيوش خاصة بالاضافة الى توقيت خاص .
هذا من جهة ومن جهة اخرى نجد ان الاصوات تتعالى في كل مكان و في كل مناسبة من قبل بعض المسؤوليين و شخصيات وشيوخ عشائر الموصل يقولون فيها , لا نريد قوات البيشمركة ان تدخل الموصل او تشارك في عمليات تحريرها , ولا نريد قوات الحشد الشعبي ايضا , ولا نريد قوات من الجنوب , فهم لا يريدون قوات عراقية , كما لا يريدون قوات اجنبية ايضا , فقط يريدون قوات من اهل الموصل كي تحرر المدينة , فهل يستطيع اهل الموصل ان يحرروها ؟ فاذا كانوا يريدون تحريره من الدواعش فلماذا فتحوا لهم ابوابهم و ساندوهم في كل عملياتهم وبايعهم الشيوخ والوجهاء ؟ وكيف سيحرروها اذا ما كان داعش قد صادرت كل اسلحتهم ؟ ومتى سيحرروها ؟
فهل يعقل ان يحارب الدواعش من فتح بيته لهم ؟
و هل سيقاتلهم من هلل و صفق لهم ؟
هل سيرميهم بالنار من رمى لهم الورود ؟
مر عام كامل و الدواعش يصولون و يجولون في الموصل ولم نسمع بعمليات انتحارية استهدفتهم او سيارات مفخخة انفجرت بقواتهم مثلما كان يتعرض له الجيش و القوات العراقية بل العكس فكل التقارير و المعطيات تشير الى ان اهالي الموصل ينعمون بالراحة والاستقرار وهم متمسكون بالدواعش .
عام كامل و الدواعش اسياد الموصل , هدموا معظم جوامعها و مساجدها وكنائسها . نهبوا كل شي و حتى المستشفيات فجروها , لم يبقى شي و لم يفعلوه , حتى الاثار لم تنجوا من بطشهم .
فمتى سيحررها ابناءها ؟
حتى تكتمل الخطة و يهرب الدواعش منها ؟
فكما دخلوها بعلم منكم , سيخرجون منها و بعلم منكم ايضا ؟
و لهذا لا تريدون اي قوات من خارج المحافظة , كي لا يقتل الارهابيين من ابناء عمومتكم و ينجوا بفعلتهم و جرائمهم و تذهب دماء الابرياء هدرا .
هذا ما تريدونه ؟
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية