مجلس النواب العراقي من البواسير إلى قشرة الشعر
حسن الخفاجي
برلمانات العالم عيون الشعوب الساهرة والمراقبة لأداء الحكومات ، منها تصدر القرارات المصيرية والمهمة لحياة الشعوب . من مجلس النواب العراقي سمعنا وشاهدنا العجب العجاب . لم اسمع عن برلماني في كل العالم اتهم بجرائم قتل واغتيال وإرهاب واغتصاب وسرقات وتزوير وهو ما زال يحمل صفة ممثل الشعب – نائب – . برلماننا انفرد عن باقي البرلمانات بتخريجه دفعات من المجرمين والإرهابيين واللصوص والمزورين ، غير ذلك انفرد برلماننا عن برلمانات العالم بميزة وهي الامتيازات التي منحاها السادة النواب لأنفسهم .
صرت أشعر بإحساس غريب كلما ذكر أمامي اسم مجلس النواب العراقي، مع احترامي للمحترمين والنجباء والشرفاء والوطنيين الشجعان، الذين تركوا المجلس وتفرغوا للقتال في ساحات الوغى، أو من تفرد منهم لمجابهة الكثير من دواعش السياسة تحت قبة البرلمان . الشجعان يمثلون صفوة القلة.
آخرون انقسموا بين متغيب عن الحضور ، أو ممن ينطبق عليهم المثل “أن حضر لا يعد وان غاب لا يفتقد “. البعض الآخر من لم ينحز للدواعش يصيبنا القرف عندما نسمع أو نقرأ عن فضائحهم .
ما عملوه لا يمكن لشعبنا أن ينساه ، كأننا نقلب سجلات في قسم شرطة لمجرمين عتاة ومحتالين .
لنترك سجلات المجرمين القتلة ونفتح سجلات من سرقوا أموالنا بحجج شتى. احدهم أجرى عملية بواسير من أموالنا ، الآخر تسلم مبالغ بوصولات مستشفى أهلي مزورة ، نائب آخر دخل المجلس بأسنان بعد حين اطل بأسنان صناعية غالية الثمن ، آخر أجرى عملية تجميل من أموال العراقيين.
شاعت فضحية شراء فوط نسائية للبرلمانيات وخمدت .
نائبان محبوسان الآن ، احدهم متهم بالقتل والآخر تعاد محاكمته بعدما حكم بالإعدام غيابيا ، نوابا آخرين هربوا بعد صدور أحكام بحقهم ، لأنهم اتهموا بتهم إرهابية . أحدهم هرب بعد فشله بالحصول على عضوية المجلس مجددا لأنه متهم باغتصاب قاصرة . منهم من ادخل شخص آخر مكانه لأداء الامتحان في كلية أهلية وحكم سنة، عضو آخر قال عن العراقيين”دايحين” .
قائد منهم منقطع عن الحضور لدورتين وظل نائبا رغم أنوفنا .
التعليقات العراقية الناقدة والناقمة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعدما نشر صورة لإيصال يطلب فيه احد أعضاء مجلس النواب مبلغ 90 مليون دينار لعلاج قشرة مزمنة في شعره . ألطف تعليق كتبه احد العراقيين:
“لو باقين على بواسير .. هواي أحسن” اخر كتب: “من الفوط النسائية إلى علاج القشرة .. صالوننا متخصص باستقبال البرلمانيين والبرلمانيات”.
أما رؤساء المجلس فمنهم من قبل استقالته مقابل راتب شهري قدره أربعون ألف دولار . الثاني تخصص بمشاوراته مع اوردغان وزيارته لتركيا عشرات المرات خلال ترؤسه للبرلمان في قمة فترة تآمر اوردغان على العراق، وهو ومن اتفق معه من الساسة أضاعوا على العراقيين فرصة أعمار العراق بقانون الدفع بالآجل ، وهو نفسه من حجب مناقشة كل القوانين التي تهم العراقيين .أخيرهم يتكلم للإعلام بلغة وفي الغرف المغلقة يتكلم لغة أخرى ، وهذا أخطرهم على مستقبل العراق .
اللهم لا تدع جريمة وسرقة وتجاوزا لهم إلا فضحته.
لا حل أمام العراقيين إلا بان يحسنوا اختيار ممثليهم في المرة الأخرى عبر انتخابهم لممثلين عن الحشد الشعبي ، أو أن يتولى الحشد الشعبي التغيير بالضغط الجماهيري بعد انتهاء مهمته الوطنية في قتال الدواعش.
“إذا كان للكذبة أقدام فان للفضيحة أجنحة”
حسن الخفاجي
13/6/2015
hassan.a.alkhafaji@gmail.com
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
