متى تتعلمون أيها ألساسة إدارة ألبلد وألتخطيط لمستقبل أبنائ
مرّت ما يقارب إثنتي عشر عاما منذ بشرنا مستشار ألأمن ألقومي آنئذ ، ألعبقري ألموهوب ، ألدختور( وفقه ألله ) ألربيعي ألذي ترك مهنته ألتي كان ناجحا” فيها في لندن ليصبح مستشارا” للأمن ألقومي ، وهو لايعرف عن ألأمن إلّا بقدر ما عرف جحا أو أشعب عن نظرية ألإنفجار ألهائل أو عن ألكروموسومات وأل ( DNA ).
بشّرناهذا ألموفق ألعبقري بإنتهاء آزمة ألكهرباء من على شاشات ألتلفاز ألتي شاهدها ألملايين من أبناء ألشعب قائلا” : إنّ صيف سنة 2004 سيشهد نهاية أزمة ألكهرباء ، أذكر تصريحه للدلالة على مدى جهل مثل هذا ألمسؤول ، وهم كثر، وهو لا علم له لا في ألطاقة ، ولا في ألكهرباء ولا تعقيدات إنتاجها ونقلها ، فضحكت حتى قهقهت ، وذلك لعمري مفيد للقلب ، وهذه ألفائدة ألوحيدة ألتي نلتها ، وربما غيري ، من هذا ألعبقري فلتة زمانه ، مرهب ألإرهاب وألإرهابيين ، الذي إنتعش ألإرهاب في ألبلاد وقت إستحواذه على هذا ألمنصب ألخطير ، وألحق أكبر ألضرر بالعباد وبنى بنيته ألتحتية ( ألإرهاب) وحواضنه في ألمثلث ألذي تمتد قاعدته في ألخط ألفاصل بين طريبيل وبغداد ، وله جذور أخطبوطية جنوب وشرق بغداد ، ويمتد ضلع ألمثلث ألقائم حتى ألموصل ألحدباء ، مشكلا (مثلث ألموت و ألإرهاب ، وألطلايب وألبلاوي وألمصائب) ألذي حذرت منه حكومة صاحبة ألجلالة ألبريطانية ، متنبئا” بظهوره ( قبل قيام حرب ألتحرير) بسبعة أشهر في ألوايت هول (White Hall ) على بعد خطوات من 10 داوننك ستريت مقر رئيس ألحكومة البريطانية في إجتماعاتي معهم كمستشار إختاروني هم ، لأسباب ذكروا بعضها لي منها ألإستقامة ، كما يدّعون، وكوني معارض نزيه لصدام وعصابته ومخلص للعراق وأهله ، ولست مرتزقا” لأحد ، حكومة أو حزب، وشيء نادر في هذا ألزمان يسمونه ألشرف . ولهذا ألشرف معاني كبرى ومتعددة لدى ألغرب ألمتحضر، حتى أنهم يعتبرون ألكذب جريمة ، لكنّ بعضنا يحصرها في منطقتين إثنتين لا غيرهما ، وما خلا ذلك ليس شرفا” في عقل هذا ألبعض ألمريض . وكانت تلك ألإجتماعات في شهري أيلول وتشرين ألأول سنة 2002 بين ألساعة الثانية بعد ألظهر حتى ألرابعة عصرا” أيام ألخميس ألذي يتبارك به كل عروس وعريس ، وتفاءلت في تلك ألإجتماعات بالتخلص قريبا” من صدام وعصابته ، وأبقيت خبر تلك ألإجتماعات سرّا” إلى يومنا هذا ، وتحقق حلمي فيما بعد ، بعد أقل من سبعة أشهر. وكان من ألمفروض أن تدار ألأمور بغير ألطريقة ألتي أدارها بها بريمر وألحكومة ألقرقوزية ألتي كوّنها ، فولدت لنا طفلا” معوقا” متمثلا” بحكومات ما بعد سقوط نظام صدّام لعنه الله صبحا” ومساء” إلى أبد ألآبدين.
نحن ، ما ندعى بالتكنوقراط ، ليس لنا دور في ألحكم ومبعدون منه ، فبيننا وبين ألساسة (أكثر من دم عثمان وقميصه) ، لا لقتلنا عثمان ، ولا لسلبنا لقميصه ، فنحن ، على ألأغلب ، غير مرتبطين بالأحزاب ، وليست لنا علاقة بالقتل ، ولا بإبتداع ألذرائع للسرقة ، فهذه من مهمات أحزاب هذا ألزمان في ألعراق ، ولا أقول كلنا أبرياء ، فلكل قاعدة شواذ ، فبدع ألفساد ألحالية من شرائع آولي ألأمر منّا وألعياذ بالله ، وهي شرائع أولئك ألفاشلين في ألدراسة وألحياة ألذين لم يجدوا لهم سبيلا” للعيش بكرامة إلّا عن طريق ألروزخونية ثم إستغلالها للصعود إلى صهوة ألسلطة ، ألتي فيها نعمة ورحمة ، لكنّ فيها بلاء كثير ، وكثير جدّا” ، وفيها أرزاق (مغموسة بالحقارة وألخسة وألدناءة وأللئامة). ونحن ألذين يسموننا تكنوقراط نحب على ألأغلب ألعلم وألعلماء وألخبراء ألأحقاء ألنزهاء ألمبدعين في مختلف ألمجالات ، ولا نحبّ ألمشعوذين ، ممّن ركبوا ألبعير وهم لا في ألعير ولا في ألنفير ، بل كالذباب تكأكأ على دبس وعسل وسكّر ألوطن فسرقوا أموال ألبلاد ولم يشبعوا ، ولن يشبعوا ، حتى أصبح أحدهم كان يعمل بائعا” لكارتات ألهواتف وألإتصالات في محل صغير في لندن، بإجر قدره 180 باون إسترليني إسبوعيا” ، أصبح مالكا” لمئات ألملايين من ألدولارات ، وأليخوت وألعمارات ، ونائبا” لرئيس ألوزراء وهو بلّاع أخّاذ كالحوت لا يشبع ولا يكف عن ألفساد بمختلف أشكاله راكبا” صهوة الدين وتنظيم ديني يرأسه إبن شهيد تظاهرنا ضد صدام في لندن لمدة إسبوع بعد إستشهاده ، فأساء ألمذكور أعلاه لروح عالم ألدين ألشهيد ألذي قتله صدام هو وأولاده ألإثنين كما يعلم ألجميع ، كما أساء للدين وألمذهب ، هو وتنظيمه ألذي سمح لأمثال ألمذكور أن يكون قياديا” فيه. ولا يسأله لا رئيس حزبه ولا رئيس ألحكومة ، ولا مجلس ألنواب سؤلا” بسيطا” هو : من أين لك هذا ألمال يا بائع ألكارتات ؟؟؟؟ كم من جرائم أرتكبت بإسمك أيها ألدين ويا مذهب أهل ألبيت ، ألا توجد صحوة ضمير ؟؟؟؟؟؟؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ألعلي ألعظيم.
. ومن نكد ألعيش أنهم (أولي ألأمر وأللصوص) لم يأتوا إلينا بالمدافع وألدبابات كما فعل صدام لعنه ألله في كل يوم وفي كل ساعة . فجماعتنا (حكامنا)ا جاؤا بإختيارنا ، كشعب ، وعبر ألبنفسجي ألذي تديره (ألمفوضية ألعليا للإنتخابات) ألتي لا يمكن لأحد أن يحصل على وظيفة فيها دون دفع نصف دفتر ( خمسة آلاف دولار) للوظائف ألتافهة ، وكلما صعد ألمنصب صعد ألثمن ، وإذا كانت هكذا هيئة تدير ألإنتخابات ، فعلى ألرسول محمد ، وأهله ، وأصحابه ألنجباء ألصلوات.
دعوني من ألهذر ألمضحك ألمبكي رجاء” ، وإسمحولي أن أعود إلى ألجد ، فهؤلاء لا ينفع معهم كلام ، ولا أريد أن أتعب أحد ، بل أريد أن أعود إلى تصريح مستشار ألأمن ألقومي ألذي تؤويه قائمة (أو قاعدة ، لا أدري فقد تاهت علي ألإمور) وهو دختور يصرح هكذا تصريح كاذب قبل ما يقارب ألإثني عشر عاما” ، وربما عذرته ، لأنّ ألغباء ليس من عندي ، بل قسمة من أحد أحد . لكنّي لا أعذر حكاما” تسلطوا علينا ولم ينجزوا لنا شيئا” يذكر طوال أحد عشر عام ، ولم يتركوا وظائفهم إلّا بإنجاز لا يختلف عليه إثنان وهو : ألثراء ألهائل لهم ولبنيهم ولأصهارهم . ألم يوصي ألله بذوي ألقربى ؟ فسّروها كما يريدون هم ، لا كما أراد ألله عز وجل . أوصى ألله بذي ألقربى من ألمال ألحلال ، لا من سرقات أموال ألدولة يا أولي ألألباب.
أنا لا أعتب ، ولن أعتب على لص أو فاسد أو مزوّر، ولن أحسده في نفس ألوقت ، فهذه مهنته ، ولو شئت ممارستها لكنت أنجح منه لسبب بسيط هو أنني أدّعي أنني أذكى منه مهما تغابى وظنّ أنه ذكيّا” . لدينا كثير من ألمسؤولين ألجهلة ألمزورين لكل شيء تقريبا” إبتداء من شهاداتهم ، ففيهم ألوزير خريج ألدراسة ألمتوسطة ، لكن شهادته ألجامعية ألوهمية من إيران ، أو من سوريا أو من لندن (جامعة محمد علي ألشهرستاني ، ألشقة ألصغيرة في لندن) وأمثالها في دول ألبلقان وألرعيان. قوم ينخر بهم ألفساد من شعر رأسهم حتى أسفل قدمهم ، تراهم في كل مناصب ألدولة ، وألمصيبة أنهم يفعلون أفعالهم بإسم ألدين أوألمذاهب ، وألأحزاب وألتجمعات ألدينية ، وألدين ألحق وألمذهب بريء من كل فاسد ولص سارق لأموال ألشعب بمختلف ألوسائل وألحجج وألبدع ألعوجاء. ولا خير في حكومة تباع فيها ألمناصب وتشترى ، مدنية كانت ، أو ألأدهى من ذلك ألمناصب ألأمنية وألعسكرية. لا يوجد شيء في ألحكومة يخفف من أحزاني غير ألحشد ألشعبي وبطولاته ، وتحياتي لأبي حسن (رفعة ألرأس) وأمثاله قادة ألحشد ، وكل من إنتمى إليه حبّا” في ألوطن وإيمانا” بالله وقضيته ألعادلة، وحسب تعليمات ألمرجعية ألتي لولاها لإنطلق داعش من ألدورة وألعامرية وألمدائن وغيرها من مناطق بغداد ، ولسبحت ألمدينة ببحور من ألدم أين منها مذابح هولاكو وجنكيز خان؟
لا خير في حكام فاسدين كل إهتمامهم وتفكيرهم منصب على ألمكاسب ألشخصية ، وأقول للصالحين منهم ، إن وجدوا ، يا جماعة ألخير إنّ ألكهرباء طاقة إستراتيجية لا غنى عنها وتحتاج لإنتاجها طاقة أخرى . قد تكون هذه ألطاقة هوائية كما في ألمراوح ألكبيرة ألدوارة ألتي تديرها ألرياح ألمستعملة كثيرا” في ألغرب ، أو مائية (من ألسدود وألشلالات) ، أو ذرية ، أو من ألفحم ألحجري ، وألأغلب وألأسهل ألطاقة ألنفطية كالغاز ألسائل وألبنزين وألنفط ألأسود وغيرها من ألمنتجات ألنفطية. أعلم أنّ مشروعا” لإنشاء مصفى كان موجودا” منذ عهد ألمقبور صدّام ، وبطاقة إنتاجية مقدارها ثلاثمائة ألف برميل يوميا” ، كان من ألمفروض أن ينشأ في منطقة جرف ألصخر كما أتذكر ، ولم ينشأ هذا ألمصفى لا في جرف ألصخر ألتي كان يحتلها ألإرهابيون طوال ألمدة ألماضية ، ولولا ألحشد ألشعبي لبقيت محتلة إلى يوم يوعدون ، ولا أنشيء في ألبصرة أم ألنفط ، أو ألناصرية أو ألكوت أو ميسان ، ومن ألغباء إنشاء مصفى في مثلث ألإرهاب ومأواه ومصدر ألدمار وألخراب.
غباء ألحكام ، وعدم خبرة من تولوا ملف ألطاقة وجهلهم ، وإلتهائهم بالسرقات وألتناحر على ألمناصب وألمكاسب حرم ألبلاد من إقامة مصافي نفط عملاقة يجب أن تكون بطاقة ستمائة ألف برميل يوميا أو أكثر لكل واحد منها ، ويجب إنشاؤها في عدة أماكن قرب منابع ألنفط وفي نفس ألوقت ، في ألبصرة وألناصرية وميسان وألكوت وقرب مدينة ألثورة في بغداد ، لتلبية إحتياجات بغداد ألتي فيها ربع سكان ألعراق، على أن تستخدم هذه ألمصافي أحدث ألتقنيات لإنتاج منتجات نفطية وفق أرقى ألمواصفات ألعالمية . وسنقوم بتصدير ألفائض ألكثير من ألمشتقات ألنفطية بما فيها ألزيوت وألغاز ألسائل وبنزين ألطائرات على نطاق واسع ونجني أضعافا” مضاعفة لما نحصل عليه ألآن من إنتاج ألنفط ألخام وتصديره.
ويجب ،في موازاة ذلك ، إنشاء محطات كهربائية عملاقة بطاقة إجمالية لا تقل عن عشرة آلاف ميكاواط تزداد سنويا” بمقدار ألفي ميكاواط على ألأقل لتلبية ألزيادة ألسنوية في ألإستهلاك ألذي سيتزايد كلما زاد إنتاج ألكهرباء ، وقل بالمقابل إستخدام ألمولدات ، وإزداد عدد ألمستهلكين بيوتا” ومحلات ومصانع وغير ذلك ، كما ذكرت في مقالة لي قبل أكثر من أربعة أعوام ، ويجب إنشاء هذه ألمحطات في مختلف مناطق ألعراق بما فيها مثلث ألإرهاب وألدمار ، ألذي على أهله ألشرفاء تحويله إلى مثلث ألخير وألإعمار ، لتكون ألمحطات قريبة من مواقع ألإستهلاك فنوفر ألطاقة ألمهدورة في نقل ألطاقة ألكهربائية لمسافات بعيدة ، وألعدد ألكبير من أبراج نقل ألطاقة وألأسلاك ألكهربائية ، وسنستفيد من ألمنتجات ألنفطية ألتي تنتجها مصافي ألنفط ألمذكورة آنفا” لتوفير طاقة نظيفة للمحطات ألكهربائية أينما وجدت.
رب قائل يقول ، ليس لدينا مالا” كافيا” لإنشاء ألمصافي ومحطات ألكهرباء ، وألحل موجود في ألإستفادة من ألمشاركة مع ألشركات ألمتخصصة بإنشاء ألمصافي ومحطات ألكهرباء وشركات ألإستثمار ألموجودة في مختلف أنحاء ألعالم ، إضافة إلى إستحداث شركات مساهمة عراقية يساهم فيها أبناء ألشعب ألذين لديهم مال ورغبة في ألإستثمار وألمشاركة في مشاريع دائمة طويلة ألأمد كل حسب قدرته ورغبته ، علما” بأنّ ألأفضلية في بناء هذه ألمشاريع تكون بإستخدام ألأموال ألعراقية قدر ألإمكان ، وواردات ألبترودولار لإنشاء تلك ألمصافي وألمحطات ألكهربائية أللاتي تكمل إحداهما ألأخرى، ولا غنى للواحدة عن ألثانية ، وسنوفر إضافة إلى ألمبالغ ألطائلة لخزينة ألدولة (وجيوب بعض ألمسؤولين ألطفيليين) ، سنوفر عشرات إن لم يكن مئات ألآلاف من فرص ألعمل ، ونقلل من ألجيوش ألجرارة من ألعاطلين عن ألعمل ألذين لا يفعلون شيئا” إلّا فتح أفواههم للوظائف ألحكومية وكأنّها متوفرة لكل وليد قبل أن يولد ، و لا يمكن ولن يصبح بالإمكان أن تستوعبهم ، لذا من ألواجب أن يساهم أبناء ألشعب وألدولة على حد سواء بتقوية ألقطاع ألخاص في مختلف ألمجالات ، وخلق مبادرات بناءة من قبل ألمواطنين وألمسؤولين ، وإعطائه دورا” رئيسيا” في إعمار ألبلد وإنشاء ألشركات ألعملاقة في مختلف ألإختصاصات ألصناعية وألزراعية وألصحية وألخدمية وألسياحية ومشاريع إسكان عملاقة مدعومة كلها بنظام مصرفي ثري وكفوء وفعال ، ومنصف من ناحية ألفوائد على ألقروض ألتي يجب أن تكون بأقل نسبة ممكنة (كما كتبت مرارا” وتكرارا”). هكذا تبنى ألأوطان ، وهكذا نهض ألغرب بعد ألثورة ألصناعية فبنى حضارة عظمى تتقدم بشكل مذهل في كافة ألمجالات ، ونحن نركض إلى ألخلف لأن من يحكمونا جهلة جاءت بهم ألأقدار ، وألشكوى لرب ألعالمين . ولن يغير ألله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
أرجو أن توقظ هذه ألمقالة نياما” من سباتهم وتحرك ضمير من يتولون حكم هذه ألبلاد ، وبأيديهم مصير أبناء ألشعب والعباد.
طعمة السعدي
05 06 2015
t.alsaadi@t-alsaadi.co.uk
—
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية