اذا تغيرت مصر تغير الشرق (رسالة مفتوحة الى الشعب المصري العظيم والصديق)
عبدالرزاق علي/ أربيل – كردستان العراق
أكتب لكم اخوتنا المصريين هذه الرسالة ومصر العزيزة “أم الدنيا” تمر بأيام عصيبة على أيدي عصابة ارهابية حاضنة للقتلة ومحترفة الاجرام باسم الدين وتاجرا لئيما للعبة (المظلومية)، ومجردة من كل معاني الوطنية بل وحتى القيم الانسانية.
ولكنني واثق كل الوثوق بان مصركم ومصرنا جميعا (أذا سمحتم لي بها) ستتجاوز هذه المحنة وتعود لمصر وجهها الأصيل المشرق، مصر التي أعرفها ويعرفها العالم أجمع، مصر الحضارة، مصر الأدب والفن، مصر العلم والتقدم، مصر محمد عبده والطهطاوي وقاسم أمين، مصر نجيب محفوظ وأحمد زويل وعباس العقاد وأنيس منصور، مصر آلاف الآلاف من العظماء والحكماء ورجالات الدولة والسياسة والعلماء والفنانين والمثقفين الكبار.
أكتب وأنا أستحضر تلك الأيام الحلوة التي قضيتها في الثمانينات من القرن الماضي مع أصدقاء مصريين لي وهم زملاء العمل، يوسف من القاهرة رمزا للهدوء والصدق، علاء أبو القشاشة وهو يجمع بين الجدية في العمل والروح المصرية المرحة، المهندس محمد من مدينة المنية عنوانا للعمل والمثابرة، وأخيرا المهندس نبيل محمد احسان وملئه الخلق الرفيع. كما لن أنسي الكاتب والباحث الأستاذ رجائي فايد، صديق الكرد، أرجو من الله أن يكونوا جميعا بألف خير وصحة وعافية.
أكتب هذه الرسالة لأعبر لكم أولآ عن اعتزازي بما تقومون به من تصحيح لمسار تأريخي شوهته جماعة تدعي الاسلام والمصرية وهما منها براء، وثانيا لأعتذر منكم أنا المواطن الكردي من كردستان العراق على ما قام به جماعة منا، حيث قاموا أول من أمس، مستغلين أجواء الحرية في الاقليم، بتجمع أسموها مظاهرة تأييد لجماعة (الاخوان) ورئيسهم المعزول، والأنكى أنهم، كانوا يتحدثون باسم الشعب الكردي في كردستان العراق ويرفعون أعلام كردستان ويرسلون رسائل تأييد للمعزول وسيده وجماعته. أما بعد الاعتذار، الذي أتمنى أن تقبلوه منا، أضيف فأقول: هؤلاء القوم، جماعة اخوانية واسلامية تابعون ل(جماعتكم) ليس الا، وهم لا يمثلون الا أنفسهم، فأهل كردستان العراق في غالبيتهم العظمى، أقولها بكل صدق ومسؤولية أخلاقية، يحبون مصر ولا يحملون في ذاكرتهم الا كل المحبة والمودة للشعب المصري ويؤيدون ما تقوم به مؤسسات الدولة المصرية هذه الأيام وهم قلقون على مصر وشعبها مع تأسفهم طبعا على كل قطرة دم يراق هنا أو هناك.
واذ لي كلمة أخيرة أوجهها لكل رجالات الدولة المصرية المحترمة، عليكم بالفقر، عليكم بالفقر، عليكم بالفقر، فانه الداء الذي تعتاش عليه تلك الجماعة المتخلفة التي تعيش خارج الزمن. كما أتمنى أن تعمل الحكومة المصرية الحالية وعن طرق قنصليتها في أربيل على توطيد العلاقات مع اقليم كردستان العراق وأن أرى الشركات والاستثمارات المصرية هنا وعودة للكفاءات المصرية التي أعتقد ان الاقليم بحاجة اليها وهو يشهد عملية بناء واعمار وتطور كبيرة.
دعائي أن تعبر مصر الى بر الأمان بأسرع مايكون وتعود لمصر عافيتها التي تحتاجها كل الشرق، كما أتمنى ومن صميم قلبي كل الخير والازدهار والتقدم للمصريين الطيبين.
ليكون الله في عونكم وبأحبك يا مصر.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
