في كوردستان.. الايزيديون خارج التغطية لـ 4 سنوات قادمة
خدر خلات بحزاني
نكسة اخرى تصيب المجتمع الايزيدي في العراق عموما وفي اقليم كوردستان خصوصا، وحصل ذلك عقب اعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات النتائج النهائية لانتخابات برلمان اقليم كوردستان.
كالعادة، سيجلس الايزيديون ويصفنون ويضربون أخماساً بأسداس او أرباعا بأعشار ويدخلون في متاهة اكبر من المتاهة التي تضلل حسابات بيادرهم الخاسرة وبساتينهم البائرة التي قتلها عطش إنحباس غيوم المادة 140.
لا يجوز ان نلقي باللائمة فقط على المادة 140 التي منعت نحو 90% من الايزيديين من التصويت في انتخابات برلمان الاقليم، بل يجب ان نلوم المشرّع الكوردستاني اولا، الذي اغفل سهوا او عمدا حصة الايزيديين من نظام الكوتا باعتبارهم مكون ديني ولهم خصوصية دينية، وليس باعتبارهم كورد القومية.
الايزيدي البسيط يتساءل، لماذا يحق للاخوة التركمان والمسيحيين والارمن ان يتنعموا بنظام الكوتا وتخصيص 11 مقعدا لهم ويدخلوا برلمان الاقليم ليمثلوا بني جلدتهم، ولا يحق للايزيديين ذلك؟
لو اتيح لجميع الايزيديين التصويت في الانتخابات الكوردستانية لما كنا نظرنا نظرة سريعة على ما يسمى الكوتا ولا كنا فكرنا بها اطلاقا، لانه بامكان اصواتنا ان تاتي باكثر من 10 نواب ايزيديين، وهذا رقم لا يستهان به اطلاقا، قياسا بعدد المقاعد التي حصلت عليها الاحزاب والكيانات في برلمان الاقليم.
لكن حساباتنا شيء، والواقع شيء اخر.. والمادة 140 تضحك علينا وعلى حساباتنا، بينما الكوتا لها قصة مريرة معنا!!
فمثلما كنا موعودين بوزير ايزيدي، ولم يتحقق هذا الوعد رغم قرب انتهاء عمر الكابينة الحالية، فاننا سنضع ايدينا على خدودنا وننتظر من احدهم ان ينادي بحقوق عشرات الالوف من الايزيديين القاطنين ضمن الحدود الحالية لاقليم كوردستان.. وحقيقة لا اعرف من سيتبنى مطاليبنا وهمومنا وتطلعاتنا.
المفارقة هي ان الخسارة التي لحقت بالمرشحين الايزيديين في برلمان الاقليم لم تاتي بسبب قلة حصول المرشح شيخ شامو على الاصوات، بل بسبب نظام الكوتا ايضا..!!
فيبدو ان الكوتا النسائية هي التي أقصته لا اكثر، لانه وفق التسريبات الاولية كان الشيخ شامو في الترتيب 29 ضمن 38 مقعدا للحزب اليمقراطي الكوردستاني وبنتيجة 9056 صوتا.. لكن الكوتا فعلت فعلتها مرة اخرى وجعلتنا خارج التغطية في كوردستان لاربع سنوات قادمة..
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
