شيخ زيدو الباعه دري
قبل ما يقارب ثلاث سنوات قرأت مقالا عتابياً للكاتب الاكاديمي وابن البيشمركة السيد آرام ناجي بالاته يي حينئذ كان يعاتب فيه جماهير به هدينان وذلك حرصا منه لدفاعه عن أعمامه البيشمركة: كل من السيدين قادر قاجاغ و نيجرفان احمد , ولله الحمد كانت هناك اذان صاغية فقد قام مندوبوا المؤتمر الثالث عشر بتأدية الواجب المفروض على عاتقهم الا وهو ترشيح السيد قادر قاجاغ للقيادة وفوزه باصوات عالية.
واليوم هو يدير اكبر مؤسسة ثقافية لفكر البارزاني والبارتي وهي اكاديمية لاعداد كوادر الحزب. وكذلك الامر بالنسبة للأخ نيجرفان احمد الذي يدير مؤسسة حساسة ودقيقة في مجلس الوزراء بشكل امين ونزيه قل نظيره.
وقد كان لي مقال عتابي آخر لجماهير به هدينان حول عدم قيامهم بواجبهم المطلوب تجاه البيشمركة المحامي فرج ميرزا الذي ضحى بالغالي والنفيس من اجل البارتي والكوردياتي ايام الكهف والجبل الصعب والى الان والحق يقال بأن اكثرية اصدقاء السيد فرج ميرزا يسمونه بعدو الفساد حيث كان المرشح رقم 1 للتحالف الكوردستاني لبرلمان بغداد، وعلى الرغم من تزكية القيادة العليا له وكذلك العناصر الوطنية المخلصة الا انه ومع الاسى والاسف الشديدين لم ينجح وسبب عدم نجاحه يعزو الى جملة من الأمور ولكن الاسباب العشائرية والدينية كانت الأقوى ، للاسف ان مقالي لم يلق اذانا صاغيه حينذاك.
والان وبكل صراحة اجد من الصعوبة بمكان ان افتح موضوعا حساسا وانا ككادر في هذا الحزب العريق حيث ان منهاج الحزب لم يفرق بين جميع الكوردستانيين بسبب الدين او القومية او المذهب او اية اعتبارات اخرى, ولكن هذه التجربة تتكرر مع الاسف الشديد باستمرار فها نحن فوجئنا بخبر خلو البرلمان الكوردستاني من الايزيديين وهنا يعيد التاريخ نفسه لان نفس الاسباب المذكورة (العشيرة + الدين) تلك قد اعادت نفسها مرة اخرى وهذا ما يتناقض تماما مع النهج البارزاني لتحرير كوردستان. لان المرحوم الشهيد هرمز ملك جكو وماركريت ومام ايشو ومحمود ئيزدي ومحمود حمرى ورشيد نرمو وعيسى سوار وويسي باني وشعبان غفار ومحمد صالح بوطى كانوا يكملون الرسالة في خندق واحد ويتقاسمون قطعة الرغيف اليابس فيما بينهم ويشربون من ينبوع واحد.
ومن الجدير بالذكر بأن كثيرا من مثقفينا ومناضلينا ايضا قد وقعوا تحت هذا التاثير وهنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر (البيشمه ركة ريبوار يلدا عضو المكتب السياسي والدكتور الكاتب المشهور د.فاضل عمر رئيس مجلس محافظة دهوك الذي الف اكثر من عشرين كتابا ورئيس تحرير جريدة وار اليومية والبيشمه ركة المقتدر حسن مجيد) ولو القينا نظرة سريعة على المشهد الانتخابي الكوردستاني لوجدنا ان الطابع العشائري والديني يغلب على الطابع النضالي والفكري القومي ولذلك اجد من الضروري ان يقوم الحزب باعداد دراسة اكاديمية لهذا الموضوع الهام والخطير من حيث الاسباب والدوافع والنتائج لان ناقوس الخطر بدأ يدق وبنظرة حسابية بسيطة نجد بان البارتي وريث البارزاني هو الخاسر الاكبر في هذا المضمار لأنه لو جمعنا مقاعد الاحزاب الاسلامية (17) مضافة اليها مقاعد الكوران (التغيير) واليكتي (42) اما البارتي (38) فهي قليلة جدا لحزب عريق يقوده قائد لأمة باكملها يقدر عدد سكانها بأكثر من خمسين مليون نسمة الذين الذين وضعوا امالهم في هذا الحزب وقائده لكي يعلن قيام دولة كوردستان.
ولكي لا ابتعد عن الموضوع وهو ساخن وحار اضطررت هنا الى ان استخدم كلمة البه هدينان لان ذلك تشمل محافظة دهوك الاداريه من نقطة ابراهيم خليل الحدودية الى عقره حيث الجميع يشاركون في الإدلاء بالاصوات ونقول لهم من المفروض انه كان عليكم البقاء والثبات على وطنيتكم و قوميتكم ولكي تقولوا للعالم: بأننا اناس متمدنون وحضاريون حتى يروا الوجه الحضاري للمنطقه بان لايبخلو في ترشيح احد الاشخاص ليس من دينهم أو من عشيرتهم فقط بل من مؤازري البارتى و البارزاني وذلك لاننا كنا ومنذ الايام الاولى لاندلاع ثوره ايلول والى يومنا هذا في الخندق الامامي بوجه التعريب القادم الى كوردستان باسم الاسلام، بحيث كانت قرانا الملاذ الدافيء والأمن للبيشمه ركه اضافه الى مصدر رزق لهم و ليس هذا فقط بل نجد ان العنصر والدم والنسب المشترك فالى يومنا هذا حيث صلة القرابة موجودة بيننا في السراء والضراء، فهل من المعقول فقط لاننا لم نصلي بالعربي يحرموننا من مستحقاتنا لذا يجب علينا العمل بالنظرية القائلة “للضروره احكامها” ويجب علينا ان نعمل جميعاً وبالسرعة الممكنة وبمساعدة الخيرين من اصدقائنا في الخارج والداخل واخص بالذكر منهم المثقفين الكورد المسلمين الوطنيين من اجل العمل لتشريع قانون (الكوتا) بحيث تكون المدافع المضمون لصيرورة وجودنا، واقول وبكل صراحه مازال هناك الكثير الكثير الذين يعملون بالقول المتداول والفهم الخاطئ (انصر اخاك سواء كان ظالماً ام مظلوماً) ولذلك فسنبقى محرومين من المشاركه في الجهاز التنفيذي والتشريعي.
وهنا سؤال حتمي يردد على الالسنة موجه الى المسؤول عن الملف الايزيدي:هل من الانصاف والمعقول ان يبقى البرلمان المتكون من (111) عضو الى أكثر من أربعة سنوات اخرى من دون وجود اي ايزيدى؟ في الوقت الذي تشرعون وتقررون قوانين وقرارات تخص الشأن الايزيدى من اصغره والى اكبره وقانون الاحوال الشخصية الايزيديه نموذجاً. ويا للعجب وللاسف لانجد شخصا واحدا ليكون عضوا في البرلمان في دورته الحاليه رغم انا نستحق اكثر من مقعد فليكن مثلنا كمثل الاكراد الفيليين والشبك و التركمان والمسيحين. فهل نجد احدا يداوي الجرح النازف والذي لم يندمل الا باحقاق الحق الذي يكمن في تشريع نظام الكوتا الكفيل باسترجاع جميع الحقوق المهمشة والمسلوبة اواعادة النظر في التقسيم الاداري للمناطق التي يتواجد فيها الايزيديين, ام هناك اسباب تكمن لغرض في نفس يعقوب.
*ملاحظة: من الجدير بالأشارة الى انه ومنذ تشكيل اول دورة برلمان كوردستاني عام 1992 والى الأن الذين حصلوا على شرف العضوية من الايزيديين هم كل من: (المرحوم خيري بك والسيد عيدو بابا شيخ والسيدة مريم شيخ حسن والسيد خدر بير سليمان والسيد عز الدين سليم باقسري والسيد حازم تحسين بك). فهل سيبقى برلمان كوردستان خاليا من احد من كورده الاصيلين؟ ولكننا على يقين بان البارتي ومن خلال حكمة البارزاني سيحل المشكلة باقرب فرصة مثلما عودنا على ذلك.
الكادر شيخ زيدو الباعه دري/ المانيا
zedobaedri@hotmail.de
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية