حكايات شمدين ومختبر التجارب العديدة
نصر حاجي خدر
هي خلاصة تجربة تمتد إلى أكثر من خمسين سنة خلت، معايشة ومعاينة وتجارب وإرهاصات عاشها الكاتب، ليخرج بزبدها ويضعها في داخل إطار قصصي يجمع بين حكايات أجدادي عندما كانوا يحكون لنا قصص كي ننام وبين أسلوب أدبي رصين ومحكم كحكايات ايسوب اليوناني وكيرلوف الروسي.
بين هذا وذاك يستمد شمدين مادته الخاصة التي زينها بأسلوبه الجميل والقريب للتفلسف على لسان الحيوانات وكنموذج (كليلة ودمنة) وغيرها من القصص التي كانت للحيوانات دورا فيها وكانوا أبطالها في أحيان أخرى. ليضعنا أمام أفكار وحكم وأمثال وعبر عديدة يستفيد منها القاري الحكيم الذي يبحث عن الدرر في قاع البحر.
يتصور المرء في بدأ الأمر انه يقرأ حكايات عادية يضحك ويبتسم تارة ويحزن وينزعج تارة أخرى، لكن عندما يتعمق ويسبر أغوارها يقف أمام فكر فسلفي أخلاقي، تنحدر تجاربه من عدة مناهل أولها التجربة الذاتية التي خاضها الكاتب بنفسه من خلال قراءته المتعددة وتجارب حياته الكثيرة التي ذاق حلوها ومرها، ومن ثم التجربة الأدبية التي اكتسبها من خلال اطلاعه على نماذج أدبية عالمية ومحلية، وتجربة التربية والتعليم التي قضاها الكاتب في هذا السلك ردحا من الزمن تصل إلى ربع قرن ونيف. وكذلك تبرز مسألة النقد للواقع سواء كان سياسي أو اجتماعي وهذا يعود للتجربة السياسية التي كان للكاتب نصيب فيها. بمجملة هي مجموعة تجارب حياتية أعطت زخم ثقافي ذو بعد أدبي للحكايات.
ربما يقول أحدا بينت الايجابيات لكن ما سلبيات نقول وصل عدد الحكايات إلى حوالي(362) حكاية، وتضمنت نماذج شعرية وصل عددها إلى (8) كان من الأفضل ان تكون القصص على حدى والشعر على حدى لكان أفضل لو خرج الشعر بكتاب أخر منفصل. ومن جهة ثانية بعض أفكار قصصها كانت متشابه وحتى مكررة. لكان على كل حال كانت ضربات مبدعة وقراد من لولوه ثمين لا يمكن لأحد ان يستغني عنها.
رغم ما جاء في الحكايات من أفكار ورسائل متعددة، سؤال يراود من يقرأ حكايات شمدين، ماذا أراد شمدين ان يقول لنا في حكاياته هذه؟
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية