نوفمبر 18, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

زيدو باعدري: دعوة إلى ضمير الأحرار وأصحاب الأقلام النيرة

دعوة إلى ضمير الأحرار وأصحاب الأقلام النيرة

زيدو باعدري

نحن الإيزيديين، جزء أصيل من الشعب الكوردي، دماؤنا امتزجت عبر القرون في الدفاع عن الأرض والعِرض، وجرحنا هو جرح الأمة كلها. وما زال اليوم أكثر من ثلاثمائة ألف إيزيدي يعيشون في المخيمات منذ فاجعة شنكال، يعانون من الشتات والحرمان وفقدان أبسط مقومات الحياة الكريمة.

ومع ذلك، وللأسف، يظهر بين الحين والآخر من يحاول استغلال آلامنا ومعاناتنا لبناء مصالح شخصية أو حزبية ضيقة. هؤلاء يرفعون شعارات براقة، لكنهم في الحقيقة يسعون إلى إثارة الفتن بين الإيزيديين أنفسهم وبينهم وبين إخوتهم في كوردستان، بما يخدم أجندات لا علاقة لها بمصلحة المجتمع.

الأحداث الأخيرة في مدينة هانوفر الألمانية تعكس هذا الواقع. فقد عُقد مؤتمر هناك تحت شعار “الاستقلالية”، بدعم مالي تجاوز خمسين ألف دولار لتغطية تكاليف الفنادق والقاعات والتأشيرات. ورغم الضجة الإعلامية، فإن المؤتمر لم يلقَ أي مشاركة من المجلس الروحاني الإيزيدي أو من المؤسسات الرسمية للمجتمع الإيزيدي، بل لم تُوجَّه حتى رسالة تهنئة من أي جهة دينية أو اجتماعية معتبرة. كما أن حكومة إقليم كوردستان والحزب الديمقراطي الكوردستاني لم يشاركوا لا بالحضور ولا بالتمثيل.

وبينما أُعلن أن الهدف خدمة الإيزيديين، فإن ما جرى خارج قاعة المؤتمر من مظاهرات واحتجاجات وشتائم كشف أن مثل هذه المبادرات تُستغل لتفتيت الصف الإيزيدي وتمرير أجندات حزبية مرتبطة بصراعات أوسع. وهنا تكمن الخطورة: استخدام معاناة شعبنا كوقود لصراعات لا تخدم لا الإيزيديين ولا كوردستان.

إننا نرى أن السكوت عن هذه الظواهر يفتح الباب واسعًا أمام من يتربصون بمجتمعنا وبمشروع التعايش الكوردي العام. ومن هنا نتوجه إلى:

أصحاب المنابر: أن يرفعوا صوت الوحدة والحكمة فوق أي خطاب فتنة.

أصحاب الأقلام النيرة: أن يكتبوا بجرأة عن هذه الحقائق وأن يفضحوا الاستغلال بدل أن تُستغل أقلامهم لتغطيته.

وعلى القوى السياسية المسؤولة: أن تدعم جهود بناء الثقة وتعزيز مکانة الإيزيديين كجزء أصيل لا يُختزل ولا يُستغل.

إننا نؤمن أن فخامة الرئيس مسعود البارزاني كان ولا يزال صمام الأمان الحقيقي للأقليات في كوردستان، وبفضل حكمته ظل الإقليم ملاذًا آمنًا للجميع وسط عواصف المنطقة. وهذه الحقيقة يجب أن تُترجم إلى مواقف عملية تحمي التعايش وتسدّ الثغرات أمام المزايدين.

ختامًا، رسالتنا واضحة: الإيزيديون لم ولن يكونوا وقودًا للتناحر وللفتن. فقد تعرّضنا عبر التاريخ إلى أربع وسبعين فرمانًا وأنفالًا، ومع ذلك بقينا صامدين، متمسكين بالحياة والهوية والانتماء. وسنبقى جزءًا أساسيًا من البيت الكوردي، وننشد العدالة والكرامة والعيش المشترك، وأيادينا ممـدودة لكل من يسعى للخير والوحدة والبناء.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi