مايو 31, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

د.صباح إبراهيم: ثورة گولان ودور القائد مسعود بارزاني في تجديد شعلة النضال الكوردي

ثورة گولان ودور القائد مسعود بارزاني في تجديد شعلة النضال الكوردي

د.صباح إبراهيم

في سماء التاريخ الكوردي المجبولة بالدماء الزكية والمواقف البطولية، تلمع ثورة گولان كنجمة لا تُطفأ، تضيء درب الحرية بضياء البيشمركة وصرخات المظلومين. إنها ليست مجرّد محطة زمنية في سجل المقاومة، بل امتدادٌ حيّ لروح ثورة أيلول الخالدة، التي رسمت ملامح الكفاح الكوردي المعاصر، وكسرت جدران اليأس في أقسى لحظات التهجير والخذلان.

لقد جاءت ثورة گولان عام 1976 لتُعلن أن جذوة الكفاح لم ولن تنطفئ، وأن إرادة شعب كوردستان أقوى من الهزائم العابرة وأصلب من محاولات الاقتلاع والإذلال. وعلى رأس هذا الامتداد الثوري، وقف الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، ليتابع مسيرة المقاومة بعين البصيرة، وإرادة لا تعرف الانكسار.

في وقتٍ كانت فيه الأرض مثقلةً بجراحات ما بعد النكسة، والأمل مكسور الجناحين، نهضت ثورة گولان لتُعلن عودة الروح إلى الجبال والوديان، بصرخة البيشمركة، وبصوت أول شهيدٍ فيها، سيد عبدالله حاجي أومراني، الذي ارتقى ليحمل راية التحدي مجددًا. وفي هذا السياق التاريخي الصعب، لمع نجم القائد مسعود بارزاني، ليس فقط كمجاهد في الميدان، بل كمفكر استراتيجي حمل همّ القضية على كتفيه، ومضى يُنظّم الصفوف، ويُرسي دعائم وحدة الهدف والرؤية.

لم يكن دور الرئيس مسعود بارزاني مجرد حضور في لحظة تاريخية، بل كان تجسيداً لإرادة أمة، واستمراراً لمسيرة لا تتوقف. لقد أدرك مبكرًا أن النضال لا يُختزل بالبندقية فقط، بل بالوعي السياسي والتنظيمي، وبالعمل الدبلوماسي الذي ينقل صوت كوردستان إلى المحافل الإقليمية والدولية. فبين الجبهات والجبال، وبين الحوارات والمواقف، ظل بارزاني وفيًا لمبادئ ثورة گولان، حاملاً لواء الحقوق المشروعة لشعبٍ يرفض الذوبان في سراديب الإنكار.

وما ثورة گولان إلا حلقة متوهجة في سلسلة النضال الطويل، التي حافظ بارزاني على وهجها، حتى بعد انتقالها من مرحلة الكفاح المسلح إلى مرحلة ترسيخ الحكم الذاتي وتطوير المؤسسات. لقد استطاع أن يُحوّل المقاومة إلى مشروع بناء، دون أن يتنازل عن الثوابت، فحافظ على قدسية التضحيات، وكرّس مشروعية المطالب القومية لشعب كوردستان في الحرية، والكرامة، والاعتراف.

إن الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاقة ثورة گولان، ليست مجرد مناسبة لاستحضار الماضي، بل فرصة لإعادة قراءة الحاضر بنظرةٍ ثاقبة تستلهم من القادة المناضلين، وعلى رأسهم الرئيس مسعود بارزاني، معاني الثبات والوفاء لقضيةٍ لا تزال تنبض في قلوب الملايين من الكورد. ففي كلماته بهذه المناسبة، لم يكن الرئيس بارزاني يسترجع حدثًا تاريخيًا، بل كان يُجدد عهدًا بالمضي في ذات الطريق، مؤكدًا أن جذوة الحرية في كوردستان لن تنطفئ، وأن دماء الشهداء أمانة في أعناق الأحياء.

فثورة گولان كانت، وستظل، عنوانًا للمقاومة الكوردية المتجددة، وروحًا تتوارثها الأجيال، وشهادةً خالدة على أن الجبال التي احتضنت صرخات الأبطال، لا تخون أبناءها، وأن القادة الذين وُلدوا من رحم المعاناة، لا يُهزمون. وفي قلب هذه المسيرة، سيظل اسم القائد مسعود بارزاني محفورًا كرمزٍ للعزم والإصرار، وقائدٍ استثنائي جعل من التحديات جسورًا نحو الكرامة، ومن الأحلام خارطةَ وطنٍ حرٍّ يستحق الحياة.

عاشت كوردستان حرة أبية، وعاش نضال شعبها العادل، والمجد والخلود لشهداء ثورة گولان وكل شهداء طريق الحرية.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi