تحرير العراق.. من سقوط بغداد إلى مشروع قانون جديد
جلال شيخ علي
في الساعات الأولى من صباح 9 من نيسان 2003، اجتاحت القوات الأميركية العاصمة بغداد، وسط انهيار سريع لقوات النظام السابق. المشهد الأبرز كان إسقاط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس، والذي أصبح رمزًا عالميًا لنهاية حكمه. لكن ما أعقب ذلك كان أكثر تعقيدًا، حيث دخل العراق في مرحلة اضطراب سياسي وأمني، فتحت الباب أمام تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية للعراق.
وبعد أكثر من عقدين على إسقاط النظام السابق، طرح عضوين من الكونغرس الأميركي مشروع قانون جديد يحمل اسم “تحرير العراق من الاحتلال الإيراني”، والذي يهدف إلى تقليص نفوذ هذه الدولة داخل العراق بحسب النائبين، وسط تصاعد الاتهامات لطهران بالتدخل في مؤسسات الدولة العراقية ودعم الفصائل المسلحة المؤيدة لها.
تحرير العراق 2003 كان الهدف المعلن آنذاك هو القضاء على النظام الدكتاتوري وإحلال الديمقراطية، لكن التداعيات أدت إلى أحداث فراغ سياسي استفادت منه القوى الإقليمية…
أدركت واشنطن بأن العراق يواجه تحديًا جديدًا مرتبطًا بتدخلات خارجية، حيث يسعى المشروع إلى إعادة رسم خريطة النفوذ داخل العراق، مما يثير تساؤلات حول مدى فعاليته مقارنة بالتحركات السابقة.
المشروع الجديد يعيد النقاش حول مدى رغبة واشنطن في إعادة التدخل السياسي داخل العراق الامر الذي قد يؤدي إلى تصعيد المواجهات بين إيران والولايات المتحدة داخل العراق، مما يؤثر على استقرار البلاد.
وبين تحرير 2003 والتحديات الحالية، يظل العراق في مرحلة البحث عن سيادة مستقلة بعيدًا عن الضغوط الخارجية لتبقى ذكرى حرب تحرير العراق في 9 نيسان 2003 تحمل في طياتها ذكريات متناقضة من الأمل والتحديات، ومع ظهور مشروع قانون جديد لتحرير العراق من النفوذ الإيراني، يبقى التساؤل مطروحًا حول قدرة العراق على استعادة قراره السياسي بعيدًا عن تأثيرات القوى الإقليمية والدولية.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية