سبتمبر 01, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

نايف رشو عيدو: كوردستان تتحدى الصِعاب…

كوردستان تتحدى الصِعاب…

نايف رشو عيدو

إن دور الكفاءات الإدارية والقدرة على مواجهة التحديات والأزمات وإدارتها، يحتاج الى رجل مخضرم وله تجربة طويلة بفضل الله وبمباركته وبكل فخر واعتزاز ان البارتي بقيادة الرئيس مسعود البارزاني حقق نجاحات كثيرة الواحدة تلو الأخرى وتم تجاوز المحن والصعاب .

ان تجربة اقليم كوردستان المشرقة التي نلمسها اليوم وبين أيدينا وأمام أعيننا من خدمات أساسية (امن وامان، صحة،كهرباء، ماء، شوارع، مدارس، مطارات، عقارات وبناء، علاقات خارجية، حريات، حقوق انسان …..الخ) حقيقة لا يختلف الاثنان عليها، فالانتخابات الأخيرة عكست الوجه المشرق لكوردستان وبعثت رسالة للعالم اجمع و درس في الحرية والديمقراطية مستوحاة من لب نهج مدرسة البارزاني الخالد.. نجاح انتخابات برلمان اقليم كوردستان عكست صورة مشرقة عن التقدم الحضاري والمستوى الفكرى والثقافي العالي لشعب كوردستان من خلال ممارسته الديمقراطية ومشاركته في الانتخابات لفتت أنظار وترقب العالم اجمع بكثب والأجواء الحرة النزيهة والشفافة على كافة المستويات بشهادة وحضور ومتابعة اكثر من 25 دولة بالاضافة عدد كبير من المنظمات المجتمع المدني، وكان نموذجا رائعا في الشرق الأوسط على الرغم من الوضع الامني السيء في العراق الفدرالي والدول المجاورة ووجود توجهات وتدخلات وأجندات دولية وإقليمية مختلفة لنسف التجربة الديمقراطية في كوردستان، وهناك تحديات مصيرية واجهت اقليم كوردستان ومنها: –
التحدي الاول- الفدرالية ونظام الحكم في العراق: رغم التدخلات المحورية والجانبية، تم تجاوزها بعون الله وبحنكة و سياسة و هدوء الرئيس مسعود البارزاني، لذا يرى الكل اليوم ان البارزاني أصبح رجل خير وسلام وصمام امان لكل العراقين والعراق من الفوق الى التحت، ان كوادر البارتي و مؤازريه وشعب كوردستان فخورٌ بقيادة البارزاني الحكيمة والتي هي امتداد لنهج البارزاني الخالد على مر التاريخ و مدرسة للأجيال. الدستور و تجاوز المعضلات والقضايا الحساسة وخاصة ما يتعلق بالمادة (58) من قانون إدارة الدولة والمادة(140) من الدستور التي تخص المناطق المستقطعة من اقليم كوردستان ومنها كركوك، ومسألة الفدرالية في العراق وتكوين الاقاليم من محافظة اواكثر وليس شرط ثلاث محافظات، محافظة كركوك هي جزء من كوردستان.. كلها كانت عواقب وجدارات عالية ورصينة بين التحالف الكوردستاني وحكومة بغداد. إن القرار الذي أتخذه برلمان كوردستان لتنظيم العلاقة بين شعب كوردستان والشعوب العراقية الأخرى على أساس الفدرالية كانت في ظروف معقدة مرت بها كوردستان والعراق آنذاك، كان بحق قراراً جريئاً ومصيرياً ومجسداً لرغبات وتطلعات شعب كوردستان الحرة، ومستنداً الى حق تقرير المصير الذي يتجسد الآن في الإتحاد الإختياري بين شعب كوردستان والشعب العربي والمكونات العراقية الأخرى.

التحدي الثاني- استخراج النفط و بيعه في الاسواق العالمية: الحكومة العراقية خيرت توتال بين إلغاء عقدها مع كردستان أو بيع حصتها في احد حقول العراق، ووقعت مجموعة توتال العملاقة اتفاقا للتنقيب عن النفط في كوردستان العراق ويذكر أن بغداد تخوض مواجهة مماثلة مع الشركتين الأمريكيتين (شيفرون) و (اكسون موبيل) بعدما وقعتا عقودا في إقليم كوردستان العراق على اعتبار أن الحكومة المركزية لا تعترف بشرعية هذه العقود، وألان تم تجاوزها ،وأصبحت أمر واقع والنفط الكوردستاني يباع في الاسواق العالمية ، لا ننسى دور رئيس الوزراء نيجيرفان بارزاني وكذلك دور وزير النفط في حكومة اقليم كوردستان الحالي ئاشتي هورامي في التصدي ومواجهة التحديات التي أشعلها الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة في العراق الفدرالي فيما يخص شركات النفط الأجنبية ومستحقاتها وعقودها وطريقة التصرف في استخراج وبيع النفط في إقليم كوردستان .
-التحدي الثالث- الحصان الخاسر والانتخابات الاخيرة في كوردستان: كان هناك رهان على الانتخابات وحاول البعض خلط الحابل بالنابل وحرق الاخضر باليابس والاصطياد في الماء العكر، فشعب كوردستان اثبت انه شعب واعي ومثقف واكبر من كل ذلك بكافة اطيافه وألوانه، نحمد الله ونشكره لما وصل له شعب كوردستان لهذا القدر من المستوى الفكري الرفيع والوعي والإدراك، حيث أظهر المصوتون في كوردستان بشكل عام نموذجاً جيداَ في المشاركة في هذه الانتخابات التي وصلت الى 74% . هذا يدل ان شعب كوردستان يعشق الحرية والديمقراطية من خلال مشاركته بفاعلية وتعامله مع هذه الانتخابات بشكل مدني وحضاري عالي جدا،بشهادة الجميع كانت انتخابات كوردستان فريدة في عموم شرق الاوسط، ولابد ان نشيد بدور المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من خلال أدائها الجيد وبحرفية عالية من توفير كافة مستلزمات نجاح العملية الانتخابية وكذلك كان للقوات الأمنية من شرطة وبيشمركة دور كبير في توفير الجو الآمن للناخبين والمراكز الانتخابية، وما يعطي للانتخابات مصداقية اكثر وجود الكثير من المراقبين الدوليين وممثلي الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والمراقبين المحليين الذين قاموا بمراقبة عملية الاقتراع.. نتمنى من كافة الكيانات السياسية والمرشحين القبول بنتائج الانتخابات، واعتقد لا يوجد خاسر.. الكل فاز بنجاح الانتخابات وانتصار الديمقراطية، اليوم كوردستان نجحت في امتحانها العسير بنجاح الديمقراطية وحرية المواطن وأوصلت مندوبيها للبرلمان ليكونوا خير ممثلين للشعب من اجل تقديم أفضل الخدمات للمواطنين والمحافظة على منجزات ومكتسبات إقليم كوردستان. ان الحياة مستمرة والتحديات والأزمات في حياة كل البشر جزء من حياته اليومي، وبما ان الله قد أكرم إنسانه بالعقل فيجب عليه التفكير بعقلانية اكثر ويقبل الواقع ان الواقع لا محالة منه، كوردستان اليوم على أبواب إعلان الدولة الكوردية فلنضع أيدينا مع بعض ونساهم ونتعاون ونتكاتف كلنا ونكون عيون ساهرة على راحة المواطنين وعلى امن وسلامة كوردستان من اجل حياة حرة كريمة لشعبنا الكوردستاني مسلماً كان أم ايزيدياً او مسيحياً او تركمانيا او كلدوآشوراً، فيا حماة الوطن والديمقراطية والتعددية والحافظون على الامن القومي احد الركائز الاساسية لبناء كوردستان، فلنقسم جميعاً بتراب الوطن الغالي الذي تم اروائه بدماء شهداء كورد وكوردستان والذي نحن جزءاً من ترابه واليه راجعون، ونرفع راية السلام البيضاء ونحمل غصن الزيتون لمواجهة التحديات والأزمات ونتحلى بالصبر والإرادة القوية هذا هو شعار البارتي والبارزاني. ان خفافيش الظلام لاتروق لعيونهم في أن يرووا كوردستان الحضارية والمؤسساتية، لذا نجد في اي غفلة يستغلون الوضع المحشد بين الاحزاب الكوردستانية ويخترقون امن الاقليم ويحاولون زعزعت الامن والاستقرار في الاقليم،. ان التفجيرات الانتحارية الاخيرة ما هي الا جزء من مخططاتهم السابقة الدموية الرذيلة اي قبل 24 سنة في نفس اليوم 29/9/1971 قام مجموعة المشعوذين المؤجرين بتفجير أنفسهم في مكان تواجد البارزاني الخالد ومقرقيادة ثورة ايلول، نجد ان ما حدث في 29 /9/2013 ليس بالجديد على الظلاميين،وبهذه المناسبة الاليمة ندين ونستكرالعمل الاجرامي الوحشي على كوردستان وامنه، وندعو من الله ان ينال شهداءنا الابطال جنة الخلد، ولجرحانا الشفاء العاجل،وستبقى اربيل حاضنة الاسلام والامان لكل العراقيين وعاصمة السلام والسياحة في العالم . اختتم مقالي بكلمتين احداهما، للعالم الإسلامي (احمد الكبيسي) في لقاءه مع قناة فضائية البغدادية وتفضل سيادته “كنا صغارا نراود المدرسة الابتدائية في الزمن الملكي وكنت اسمع عن الزعيم الكوردي (ملا مصطفى البارزاني) ومنذ ذلك الزمن كانوا يقولون باننا سنقضي على الأكراد فذهب الملك و ذهب نوري سعيد و ذهب عبد الكريم قاسم و ذهب عبد السلام عارف واخوه عبد الرحمان عارف و ذهب البكر وصدام، وأتى المالكي وسيذهب المالكي، ولكن الشعب الكوردي هو الصامد الباقي… فلا احد يستطيع الغاء الشعوب الحية . الكلمة الثانية للرئيس مسعود البارزاني في اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومي للكورد قائلاً ” لا أحد يستطيع مواجهة الكورد بقوة السلاح ومنطق الإلغاء والكورد لا يريدون معاداة أي شعب أو دولة جارة وبإمكان الجميع المساهمة بشكل كبير في تطور المنطقة” وفي النهاية إليكم البيت الشعري لقراد بن اجدع الكلبي (فإن يَكُ صَدْرُ هذا اليوم وَلىّ … فإنَّ غَداً لناظرهِ قَريبُ).

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi