التأثيرات النفسية على الفرد في المجتمع
مراد بشار
في المقدمة، أود أن أشير إلى الشخص الذي يلجأ إلى الهروب من الحياة بحثا عن حياة أفضل بسبب الظروف التي تؤثر على نفسه. طبعًا، عندما تولد في بيئة معينة وتعيش فيها لمدة طويلة، وترى أن البيئة سيئة ومؤثرة على حياتك وأفكارك، ويصبح قلبك ضعيفاً على تحمل كل ما يحدث لك، يصبح الشخص أكثر عرضة للصدمات في حياته مما يجعله يبحث عن سبل للهروب من الضغوطات البيئية. فلا يمكن إيجاد أي حل سوى التفكير في التجنب من المجتمع، ويظن البعض أن الهروب هو الحل الوحيد لمشاكلهم، لكن الحقيقة أن الهروب يحل نصف مشاكلهم، والنصف الثاني يبقى قلبك مكسورًا عما فعلت، وتعذبك عواطفك واحساسك بنفسك. لذلك أقول “عندما تعيش في غرفة مظلمة لفترة طويلة، وتقرر أخيراً المغادرة، ستجد نفسك وسط جدران مخيفة تهدد بالانهيار في أي لحظة، والكوابيس التي كانت تزورك بلا رحمة في أعماق الليالي، ستجد نفسك لا تستطيع إلا أن تشتاق إلى تلك الغرفة، وتعانق كل شبر منها في الوداع الأخير، قبل أن تبتعد عنها”. كما يقول سيغموند فرويد: “أحياناً نضطر لاتخاذ قرار سيء لتجنب الأسوأ”. كما ذكرت بعض الدراسات، عندما نجتمع في ميدان التحرير نتقاسم الحلم ورغيف الخبز نتصور أن القادم أفضل وأننا أنهينا الحقبة السوداء، لكننا لم نكن نعلم أن ما هو قادم سواد حالك لا يتخلله أمل ولا ضوء. كلما زاد الظلم زادت معه روح المقاومة، فقاومنا وقاومنا ولم نيأس حتى تيقنا أننا لا نقدر أن نثور على الشعب ذاته، فالشعب هادئ مستكين راضٍ بالظلم والظلمات. حاولنا أن نجعلهم يفيقون، أن نجعلهم يفقهون ويشعرون بثقل الظلم، لكن لا حياة لمن تنادي، ومنهم من فهم الأمر لكنه اختار السكوت حتى يهنأ بالعيش في سلام.لكن لم نكن نعلم جميعًا أن سلام مع الذئاب لا يدوم أبدًا.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
