يوليو 27, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

عبدالرزاق علي: نهاية القتلة والمؤامرة أيضا

نهاية القتلة والمؤامرة أيضا

عبدالرزاق علي

كن مقاتلا لا قاتلا. شعار في منتهى الروعة، قرأته في أحد منشورات منظمة الصليب الأحمر الدولي. الوقائع على الأرض، تثبت بما لايقبل الشك، أن داعش وبقية الارهابيين، من الصنف الثاني بكل تأكيد.

قبل أيام، قتل أحد أعتى وأقسى القتلة. في خازر بسهل نينوى وهو الداعشي المكنى أبو عبدالله. بشر القاتل بالقتل. في وسائل الاعلام المحلية والعالمية أحيانا، أصبح مقتل أي كان وكيفما كان، خبراً عادياً في عراق المالكي، كما كان في عراق صدام، وسوريا البعث. اما بالنسبة للكورد، فللخبر معانٍ عديدة وأكثر من مهم.

الذاهب الى الجحيم هذه المرة، وهو يستحق عن جدارة، ليس ككل الذاهبين من قبل، أو من بعد، الا خليفته، كبير القتلة، أبو بكر البغدادي أو من شاركهما الفظائع. المجرم ذاك، كان، وبحسب بيان مجلس الأمن الوطني الكوردستاني، المسؤول الأول، ميدانيا، عن الجرائم كافة التي اقترفتها القتلة الدواعش في محافظة نينوى. وأقساها وأكثرها ايلاما على المستويين الشعبي والرسمي الكوردستاني، اختطاف نسائنا في شنكال وغيرها من المناطق. هذا المجرم لم يكن شيشانيا أو أفغانيا أو تونسيا أو سعوديا أو يمنيا، كان من الموصل. حيث علاقات وجيرة مع المسيحيين والكورد عامة والكورد الايزيديين خاصة، تمتد لآلاف السنين.

علاقات اجتماعية من أخوة وجيرة وتعايش وثقة متبادلة، أنهاها هذا الدنئ بسبي نسائنا، والاتجار بهن. فارسل الى الجحيم على يد البيشمركة غير مأسوف عليه. المزاج الكوردستاني العام، كان يفضل أن لا يموت هكذا فجأة، ولسان حال ذوي الضحايا يقول: ليته لم يقتل. الناس هنا أرادوه حيا ليحكي قصته مع الجرائم والدنائات والذبح وسبي نساء الجيران. ويتجرع بنفسه أوجاع الدوس على كرامة الانسان. وليدرك الفرق بين القاتل الدنئ والمقاتل الشهم. المجرم، أبو عبدالله، كان قاتلا لا مقاتلا. كبيره وخليفته أيضا.

منظمة داعش، لم تأت من كوكب ثان، ولم تسقط مع المطر. هي صناعة محلية بامتياز. كانت تدعي محاربة الظالمين وتأييد المظلومين. فأعلنت الحرب على الثاني لحساب الأول. داعش لم تهاجم عشرات الدول والأنظمة التي تكفرها، وهاجمت الكورد وهم أربعون مليونا بلا دولة. كانت تقف على أبواب دمشق وبغداد، فاستدارت على شنكال وأربيل. هاجمت المستضعف وخدمت المستبد. فسقطت الأقنعة. وبانت الحقائق. داعش تنفذ مخططا اقليميا، تتقاطع مصالح أطرافها في كل شيء تقريبا، وتتفق فقط على ايذاء الكورد وقطع الطريق على أية خطوة كوردستانية للتحرر والانعتاق.

أتراها أخطأت. كلا. بل نفذت المخطط المرسوم لها بحذافيره. داعش أخطأت الحساب ولم تخطئ الهدف. سارت على النهج التأريخي للدول التي تتقاسم كوردستان. وبرسمها. جاءت تؤسس (دولة الخلافة). الدولة المعلنة، شنت أولى حروبها على الكورد. فاحتلت وقتلت وذبحت وخطفت وسبت النساء وارتكبت من فظائع ما لم يسمع بها أحد من قبل.

على قادة داعش وداعميها الاقليميين تذكر حقائق تأريخية قريبة جدا. صدام حاول ابادة الكورد مع سبق الاصرار والترصد، فحكم بالأعدام أمام ناظري العالم جميعا. والقاضي كوردي. المالكي، قطع الأرزاق، واتبعه بتسليم، وبأوامر من أسياده، ستة فرق عسكرية كاملة وثاني مدن العراق، الموصل، الى داعش لتحارب بها كوردستان. النتيجة، شارك الكورد وباصرار على ازاحه المالكي الجاثم على صدور العراقيين ثماني سنوات عجاف. والتأريخ البعيد، يحتفظ بشواهد لا تحصى. هذه التذكرة لم ولا تنفع داعش. لان “الذكرى تنفع المؤمنين” أولا. وقطار الاتعاظ من التجارب قد فات داعش، ثانيا.

داعش، أسمت حربها على الكورد، معركة الخلافة، والكورد أسموها معركة الكرامة واسقاط ا

 

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi