تفجيرات اربيل.. رب ضارة نافعة!!
مهند ناسو السنجاري
منذ اللحظة التي تبعت التفجير الإرهابي الذي استهدف أهم رموز الأمن في كوردستان “مبنى الاسايش والداخلية” في قلب العاصمة اربيل وفي وضح النهار..تعددت الآراء والتحليلات حول الجهة المنفذة للهجوم الإرهابي الذي تسبب في قتل وجرح العشرات من عناصر الأمن ،رغم التحذير المسبق من الولايات المتحدة لرعاياها في احتمالية وقوع عمليات إرهابية في العراق ومن ضمنه الإقليم ، ،حيث بدا جليا وبوضوح ومنذ اللحظات الأولى اتهام الحكومة الكوردستانية بما يسمى “بجبهة النصرة في العراق وبلاد الشام” بالوقوف وراء التفجيرات التي استهدفت أهم المواقع الأمنية في كوردستان والتي يعول عليها المواطن الكوردستاني في أمنه وسلامته.
فعلى عكس بقية شعوب العالم فان المواطن العراقي ليس بالضرورة أن يكون خبير قانوني او خريج إحدى معاهد العلوم السياسية ليتمكن من تحليل الأحداث السياسية، وبالأخص المتعلقة بالإرهاب ..فقد بات محلل سياسي ليس بالفطرة، بل بسبب الحروب المتعاقبة والأزمات المتراكمة نتيجة الصراعات السياسية منذ سقوط النظام ،والتي انعكست سلبا وبصورة مباشرة على المواطن البسيط ،الذي بات ضحية لعدم التوافق وتصفية الحسابات،فرغم أن الإرهاب لا يخلف غير الموت والدمار وهذه أهدافه .. إلا إن التفجيرات الإرهابية التي طالت العاصمة اربيل فربما يكون لها وقع ايجابي على سير العملية الديمقراطية في كوردستان بقدر ما خلفته من أثار سلبية صدمت المواطن الكوردستاني والعراقي بشكل عام .
ومن ابرز الجوانب السلبية فقد تمثلت في ( 1- الضحايا من الشهداء والجرحى 2- خرق كبير للجدار الأمني ولاستخباراتي 3- قلق وخوف خيم على جميع مناطق الإقليم 4- تهديد للاقتصاد 5- احتمالية وجود خلايا إرهابية لن تنشط 6- احتمالية تواطأ بعض الخونة من المحسوبين على كوردستان مع الجهة المسؤولة عن العملية 7- الإحباط المعنوي للأجانب داخل الإقليم من ضمنهم المستثمرين 8- التعتيم الإعلامي على التفجيرات من حيث عدد الضحايا )أما على صعيد الجانب الايجابي المتوقع فتكمن في ( 1- وحدة الصف والخطاب الكوردستاني 2- وقف التوتر والتشنج ونبذ الخلافات على ضوء نتائج الانتخابات3- إعادة النظر في الاحتياطات الأمنية بالأخص في مجال استقطاب اللاجئين السوريين من حيث النوع والعدد 4- تسريع عملية تشكيل الحكومة 5- اتفاق الشارع الكوردستاني بجميع مكوناته بان الجميع مستهدف وبدون استثناء-6 التطلع بجدية اكبر إلى ضرورة انعقاد المؤتمر القومي الكوردي).
وان كان التحليل صائبا بالنسبة للنقاط التي تم تشخيصها ..فنستطيع القول بان العملية الإرهابية باءت بالفشل ولم تعطي ثمارها بما يتناسب وأهدافها .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
