السيد خدر خلات بحزاني وسؤاله المزعج المريح!
نادر دوغاتي
كل التقدير للإعلامي المبدع مام خدر وخواطره الشيقة وكلماته الشجية المؤثرة دائماً، يعجبني كل مايخط قلمه، لانه يمتلك اسلوباً خاصاً في فن الكتابة والتعبير المميز، أدركُ جيداً أين يرمي مام خدر سهمه، ودائماً أفكر بعمق تفاصيل خواطره الذي يحمل في طياته هموم بني جلدته، ووطنه، ليس من صفاته التشهيرمن خلال النقد، بل من أجل بناء إنسان يعرف معنى الإنسانية والمحبة والوطن، يدعى الخير لجميع البشر ثمَ لأهله، تعرفت عليه لأول مرة من خلال النت، وبعد عقد من الزمن زرته في البيت، حبه لوطنه وبني جلدته أكثر من حبه لذاته، وإيمانه وقناعته الراسخة، جعله ينعم في داره القديم مقتنع بعيشه البسيط .
في موقعه الشخصي على صفحة التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وجه الاستاذ خدر بحزانى سؤال جريء الى بني جلدته في الغربة، تحت عنوان السؤال المزعج، وأرجو أن يسمح لي أبداء ملاحظاتي حول الموضوع بعد الإقتباس :
سؤال مزعج..!(
كلنا نعلم ان الالاف وربما عشرات الالاف من المسلمين تركوا بلدانهم و توجهوا ويتوجهون للمناطق الساخنة كجهاديين ويشاركوا في ما يدور فيها من معارك طاحنة..
واليوم تطالعنا الاخبار بان “جهاديين يهود” يتركون بلدانهم في اوربا وغيرها للمشاركة في ما يسمونها “الحرب المقدسة” في غزة..!!
السؤال هو: هل فكر ايزيدي مغترب بالعودة للوطن للمشاركة في الدفاع عن اهله وذويه ونحن نتعرض لهجمات وتحرشات الارهابيين في مناطق تمتد من تلكيف لسنجار؟؟) إنتهى الاقتباس
العزيز مام خدر ..
المغتربون من بني جلدتكم يشعرون بالضروف الصعبة التي تمرون بها ويمر بها كوردستان، كما نتابع أخباركم لحظة بلحظة، ماذا يحدث في السواتر الامامية لقوات البيشمه ركه الابطال، وكذلك نتابع بقلق أخبار جارتنا الجديدة الوكحة ( داعش الفاشي )، التي جلبت معها لنا الفضائح والويلات، إبتداءً من نحر البشر وجهاد النكاح، الى هدم الحضارة والانسان، يشعر المغترب من بني جلدتكم بمأساة النازحين، وشرف ضيافتكم ومساعداتكم الانسانية لهم، رغم الضروف القاسية التي تمرون بها جراء السياسة الطائفية المقيتة للمالكي بفرض حصاروقطع الرواتب وغيرها من أساليب سياسته الفاشله .
لسنا في الغربة متفرجين فقط على شاشات التلفزة والنت، بل وصل صوتكم من خلال النشطاء من المغتربين الى البرلمان الاوربي والعالم ومسيرات تضامنية جرى وستجري بعد في الكثير من المدن الاوربية لدعم أستفتاء حول حق تقرير مصير كوردستان، ولم نسكت بعد .
المغتربون يحترقون شوقاً لكم في هذه الايام الصعبة .. ناضل أغلبهم أيام الدكتاتورية ضد تعريب وتهجير بني جلدتكم وسياسة الترهيب والترغيب ئنذاك، وكانت أحلى أيام حياتنا تلك التي قضينا زهرة شبابنا مع البيشمه ركه في جبال كوردستان .
نئن ونحترق اليوم في داخلنا.. كم كنا نتمنى أن نكون معكم ومع البيشمه ركه في السواتر الامامية ضد داعش الذين هم ليسوا أقل فاشية وشراسة من النظام الدكتاتوري البائد الذي قاتلناه.
منذ سقوط الموصل وأخواتها بيد الجارة الجديدة الوكحة ( داعش الارهابي )، نحن ومعنا العشرات من أبناء جلدتنا في الغربة لم ندخر جهداً للتطوع والتوجه الى كوردستان من اجل الدفاع عن الوطن، لكن للأسف الامر من الوطن العزيز لم يسمح لنا بالعودة، مؤكداً ذلك بأن القوات الموجودة كافية للدفاع عن شعبكم، وفي حالة سماح ذلك سوف لم نترككم وحيدين أيها العزيز مام خدر.
ووجودنا هنا في أوربا لايقل تأثيراً عن دور الطابور الخامس المعتاد عليه في الحروب الداخلية، لكننا في الخارج وأمام إنظار الرأي العام الغربي وكذلك لم ندخر جهداً من أجل الدغاع عن قضية شعبنا ووطننا الام كوردستان .
وأختتم كلماتي هذه، بأن الجهاديين الذين يوافدون الى المناطق الساخنة ليس لديهم أي قضية أو دين أو وطن، بل يشبثون هنا وهناك كسياسة المالكي المقيته مرتبطين بجهات إقليمية ودولية، وغداً مصيرهم الموت، لكننا نحن لدينا قضية ودين ووطن ومستعدين الدفاع عنه بأغلى ما لدينا، فإذا الرئيس كاك مسعود البارزاني يقضي كل أيام العيد مع إخوانه البيشمه ركه والنازحين على السواتر الامامية، فما بالك عن أبناء شعبه سواء كانوا في الداخل أو المهجر .
الله يحفظ بني جلدتنا وأعزائنا البيشمه ركه ووطننا كوردستان .
مودتي
نادر دوغاتي
01- 08 – 2014
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
