شيخ شامو كان رجل المرحلة
شكري رشيد خيرافايي
كان نبأ وفاة شيخ شامو شيخو الشخصية السياسية والثقافية والاجتماعية ورئيس الهئية العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي ومستشار رئيس الوزراء في حكومة اقليم كوردستان.. اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة البرق بحيث هز هذا الخبر المؤلم والمفاجئ المجتمع الايزيدي خاصة والكوردستاني عامة.. وذلك لما كان للشيخ من حضور فعال في الساحة الايزيدية والكوردستاينة وعلى مدئ حوالى ثلاثة عقود من الزمن. فبعد انتفاضة اذار من عام 1991 لمع نجم الشيخ في عدة مجالات منها العسكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية فبدأ بممارسة نشاطه السياسي ضمن صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني حيث عمل عدة سنوات كعضو فعال في اللجنة الاستشارية لشؤون الايزيديين التابعة للفرع الاول الديمقراطي الكوردستاني. وبعدها دخل في المجال الثقافي والاجتماعي بعد تأسيس مركز لالش في دهوك في عام 1993 منذ المؤتمر الاول كان عضوا فيها ثم تقلد فيما بعد منصب نائب رئيس المركز ومنذ المؤتمر الثاني عشر اصبح رئيساً للمركز ولحين وفاته.. فقد اثبت الشيخ شامو الجدارة والشجاعة والاخلاص في كل الادوار التي انيطت له مما ذاع صيته في المجتمع الايزيدي والكوردستاني وفي أعلى المستويات. وخاصة بعد تحرير العراق في عام 2003 حيث اصبح الشيخ حلقة وصل بين القيادة الكوردستانية والايزيديين وخاصة من جانب حزب الپارتي وذلك بحكم جغرافية الايزيديين التابعة لمنطقة البادينان. وبناءاً على هذه الثقة التامة تم ترشيح الشيخ لعضوية پرلمان كوردستان في عام 2013 وبعد فوز الشيخ في الانتخابات اصبح الممثل عن الايزيديين في پرلمان كوردستان فخلال دورته الپرلمانية قدم الشيخ العديد من المشاريع الخدمية لمناطق الايزيديين والكوردستايين. وبعد انتهاء دورة الپرلمان ركز الشيخ نشاطه علئ مركز لالش بحكم كونه رئيسا للمركز.. زاد من مهام الشيخ بعدما تعرض الايزيديون لابشع جينوسايد في العصر الحديث في اب عام 2014 على يد وحوش البرية داعش فقد شاهد الشيخ ماتعرض له الايزيديين من قتل وخطف واغتصاب وسبي ونزوح والعيش الصعب في المخيمات والهجرة الجماعية وووالخ.
فقدم الشيخ لاخوانه الشنگاليين كل ما بوسعه من الخدمات من خلال عمله المتواصل مع حكومة اقليم كوردستان ومنظمات الامم المتحدة. وكان ملف النازحين واهلنا في شنكال من المواضيع التي تشغله وايضا ملف الطلبة ونقلهم الى مدارس وجامعات الاقليم وعلى مدئ سنوات تم نقل الاف من الطلبة وتحديدا منذ سنة 2007 حينما بدأ الارهاب يستهدف الايزيديين بصورة مباسرة في الموصل.. وبعد تشكيل الكابينه التاسعة لحكومة اقليم كوردستان برئاسة الاخ مسرور بارزاني تم اختيار الشيخ لمنصب مستشار رئيس الحكومة لشؤون الايزيديين وبذلك اصبح الشيخ مرجعا للايزيديين في الاقليم والعراق . وكان الشيخ يعمل بكل هدوء وحكمة ومن موقع مسؤلية وفي كل الظروف دون كلل وملل كل ذلك كان على حساب صحته وعائلته. وكان الشيخ قد شاهد وفاة نخبة من كبار شخصيات الايزيدية منهم الامير تحسين سعيد بك وبابا شيخ وعيدو بابا شيخ وصديقه المقرب پير خدر اضافة الى شخصيات اخرئ مقربة له.
وكان يؤكد في عزاء هؤلاء الكبار بان مسيرة الحياة سوف تستمر وكان الشيخ يزداد اصرارا على العمل. فقد كان يهيأ لعقد المؤتمر الرابع عشرة للهيئة العليا لمركز لالش.
الا ان القدر كان اسرع فقد اصيب بمرض كورونا في اواخر كانون الاول الماضي وبعد رحلة علاجية استقر به المقام في احدئ مستشفيات انقرة حتئ وفاته فيها في اليوم2022/1/18.
وبعد نقل جثمانه الى عاصمة اربيل جرت له مراسيم رسمية وبحضور رئيس حكومة الاقليم السيد مسرور بارزاني مع كبار وزارءه.. وبعدها تم نقل جثمانه الى مسقط راسه في مجمع خانك ليوارى الثرى هناك في يوم 2022/1/20 وبحضور جمهور غفير من مريده واصدقائه واقاربه ومعارفه وأبناء عائلته واعضاء مركز لالش ووجهاء والشخصيات والمسؤليين الايزيديين في منطقة البادينان من المسلمين والمسيحيين ثم اقيمت له مراسيم عزاء تليق بمقامه.
سيبقى شيخنا خالداً في ذاكرة الاجيال. فهذه الاسطر القليلة مجرد رؤوس نقاط لاتكفي لما قدمه لبني جلدته من خدمات جليلة. فلروحك الرحمة الغفران ولاهلك الصبر والسلوان.. ونعاهدك جميعاً ان نكمل مسيرتك بقدر المستطاع وكما قال ابنكم نيجيرفان لا احد يستطيع ملئ مكانك لكننا سنحاول جاهدين اكمال وصيتك ومسيرتك في خدمة ايزيدخان وكوردستان.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية