سطور في رثاء الاخ شيخ شامو
شيخ زيدو باعدري مستشار البرلمان الكوردستاني
أيها الاخ الكبير الشيخ شامو، ذو المقام الرفيع، بشر ممن سبقوك من الشخصيات والوجهاء إلى دار الخلود بأننا باقون وكوردستان باقية كبقاء الشمس في سقف السماء.
عندما تغادر الابتسامات من حياتنا، و يتوقف نبض الشخصيات الاجتماعية والمناضلة تباعاً، ونحن نعلم جيداً بأننا لا نملك و سيلة لتغيير مجرى القدر، سوى أن نقف مكتوفي الأيدي، أمام قضاء الله وقدره، فمن حقنا أن نسٲل الخالق (خودێ) عن هؤلاء الشخصيات الذين غيبهم الموت عن الساحة الايزيدية والكوردستانية، خلال فترات متقاربة من الزمن، في وقت كنا بحاجة ماسة لوجودهم بيننا.
ایها الأخ الكبير والخال العزيز شيخ شامو، لقد توقف قلبك عن النبض، و من يستطيع أن يسكت حديث روحك يا أيها الشيخ الكريم في العطاء، والحكيم في المعرفة والتصرف، والساعي لرفع الظلم، وإيقاف معاناة الكورد الإيزيديين.
عن أية بشرى ستتحدث لبقية الشخصيات الاجتماعية والمناضلة الذين سوف يستقبلونك؟ وأي فرح تحمله لتلك الأرواح التي سبقتك إلى دار الخلود و هم لهم أمنياتهم أحلامهم بإعادة نصف مليون ئيزيدي إلى ديارهم و تحرير كل المناطق المستقطعة من كوردستان؟
هل ستخبرهم بأنهم ما زالوا في المخيمات في ظل برد الشتاء وحر الصيف؟ هل ستخبرهم بأن الإنسان الإيزيدي أصبح وليمة عشاء للأسماك في بحر (إيجة).
يا صديقي وزمیلي أعلم أن المرض و شبح الموت كانا أقوى منك لكن ذكراك واسمك سيكون اقوى من الموت والفناء.
أتذكر جيداً عندما التقينا في الهجرة المليونية عام 1991 على حدود تركيا.
و أتذكر لقاءتنا سوياً في اجتماعاتنا مع MCC قوات التحالف في زاخو.
ولا أنسى لقاؤنا في ذاك اليوم الصعب، و نحن على قبر بير خدر -في المقبرة- بانتظار قدوم نعشه حيث عاهدته على قبره، وقلت له أعدك يا بير خدر أن نحافظ على الشعار الذي رفعته: (سيظل لالش نبعاً صافياً يصب في مجرى الثقافة الكوردية). والذي تم إعتماده شعاراً لمركز لالش الثقافي والاجتماعي.
ثلاثون عاماً ونحن نسير في رحلة الصداقة و الكفاح والنضال. التقينا على سفوح جبل كورك، أيام الصعاب بحضور جناب كاك مسعود البارزاني.
و في المهجر، نزلت ضيفاً خفيف الظل أنت وزملاؤك في منزلي في ألمانيا.. كم كنتُ سعيداً بكم، و التقينا في خنادق القتال من أجل تحرير شنكال من الدواعش الأنجاس….
كم كنت متفانياً في خدمة الكورد الإيزيديين واستقبال النازحين من أهالي شنكال، و تقديم ثلاثة وجبات طعام لهم…. وحل قضية الطلاب الإيزيديين الهاربين من جامعات الموصل وبغداد، بعد تعرضهم للإرهاب والاضطهاد، والتسريع بإيجاد أماكن لهم في جامعات كوردستان.
كما كانت لقاءاتنا كثيرة في المهرجانات الثقافية والسياسية، لن أنسى أبداً يوم تكليفي كمستشار في البرلمان الكوردستاني كنت أول من قدم التهاني لنا… كل الزوايا في البرلمان وكل الجدران في قاعات لالش تحمل ذكرى لك وكلماتك ستظل صداها نسمعها دوماً…. كنت متواضعاً و بسيطاً مع الجميع كنت حريصاً بتواجدك ومشاركتك بأفراح و أحزان الجميع.
بعد مرضك ورقودك باستمرار كنا نسأل عنك وأنت في رحلة المرض ، للاطمئنان على صحتك. الجميع كانوا يسألون ويدعون لك بالشفاء، من قادة ووجهاء وعوام في إقليم كوردستان، ومن جميع مكونات الإقليم من صغيرها إلى كبيرها…
كم كنت رائعاً وعلى أخلاق عالية وذا قيمة وتقدير، ليكون في وداعك رئيس حكومة إقليم كوردستان السيد مسرور البارزاني وهو يحمل وروداً نيابة عنه وعن الزعيم مرجع القومية لجميع الكورد كاك مسعود البارزاني.
لتكن بمثابة قبلة وداع على جبينك الطاهرة أكاليل الورود لتزين نعشك الطاهر من أهم الشخصيات الكوردية، بمختلف أديانهم ومعتقداتهم وعلى رأسهم السيد نيجرفان البارزاني رئيس إقليم كوردستان ليضع الورود نيابة عنه السيد فوزي حريري و زين نعشك السيد فاضل ميراني بوضع إكليل ورود الوداع، ثم اكلیل البرلمان الكوردستاني الاستاذ هیمن هورامي ورؤساء الكتل ومجموعة من المستشارین… وبدا الحزن واضحاً على ملامح سمو الأمير حازم تحسين بك عندما وضع اكليل من الزهور على نعشك، وكل الشخصيات التي كانت في استقبال النعش في مطار أربيل الدولي، متأثرين بخطاب الوداع الذي ألقاه نجلك نيجیرفان شيخ شامو، وهو يحبس دموعه حزناً على فراقكم حيث قال:
لن نستطيع أن نحل مكانك لكننا نعاهدك بأن نكمل مسيرتك النضالية، و نسير على درب كفاحك، كما علمتنا أن نكون مخلصين للإيزدياتي وأن نكون دوماً مريدين لقيادة البارزاني الحكيمة..
و تحرك الموكب الجنائزي من أرض مطار أربيل الدولي، ضمن حشد من الجماهير المودعة باتجاه مجمع خانك، حيث منزل الفقيد لإقامة الطقوس الدينية، و من بعدها ليوارى الثرى في مقبرة مام شڤان، وسط جمع غفير من محبي الفقيد من أغلبية العشائر الموجودة في كوردستان.
واستمعت الجماهير المودعة في المقبرة إلى خطابات وداع من السادة الدكتور علي تتر والي دهوك والپێشمەرگە القیادی عبدالخالق بابیری مسؤول فرع شیخان للحزب الدیموقراطی الكوردستاني
وظل ذاك الشاب نيجیرفان شيخ شامو المليء بالحزن واقفاً بصمود ليتلقى العزاء لفقدان والده الشيخ شامو مع اخوته واعمامه..
كم هذا حزين !!!
ستظل في قلوبنا وذكراك لن تمحى من الوجود..
نعاهدك- بروحك وبتراب كوردستان المبارك- بأننا سنسير على خطاك و نكمل مسيرةالبارزاني القومية والوطنية والإنسانية لرفع الظلم عن الكورد الإيزيديين، و إعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي في المناطق المستقطعة من كوردستان، لينعم هذا الشعب المسالم بالأمن والاستقرار.
عزائي لنفسي ولبرلمان كوردستان ولكل المجتمع الكوردستاني عامة والمجتمع الايزيدي خاصة، ولعائلتكم الكريمة متمنياً لهم الصبر والسلوان، و لكل محبيك وأصدقائك ولمركز لالش الثقافي و الاجتماعي بهذا المصاب الجلل.
شخصكم باق في قلوبنا وستكون خالداً في ذاكرتنا، ولترقد روحك بسلام يا أيها الشهم النبيل شيخ شامو..
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية