ديسمبر 03, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

خدر خلات بحزاني: شيخ شامو.. رجل دولة والعاشق للايزدياتي والكوردياتي

شيخ شامو.. رجل دولة والعاشق للايزدياتي والكوردياتي
خدر خلات بحزاني
لاول مرة لا اعرف من اين ابدا الحديث او الكتابة، لاول مرة اشعر ان الكلمات تخونني، والتعابير والمعاني تتهرب مني، كيف لا؟ وشخصية ايزيدية مرموقة افتخر انني كنت احد المقربين منها قد رحل عنا في غفلة من هذا الزمان؟
الشيخ شامو، ولمن لا يعرفه ولم يتقرب منه، هو انسان بسيط جدا، وجدّي جدا، وواقعي جدا، كان عاشقا للايزدياتي ومدافعا عنها بشكل لا يتصوره احد، وفي نفس المستوى كان متيما بالكوردياتي، وكان من الانصار المتشددين لمقولة ان “الايزدياتي والكوردياتي وجهان لعملة واحدة”.
الشيخ شامو كان قليل الكلام مع زواره او مضيفيه، لكن كلامه القليل كان ذو قيمة و معنى، ولم يكن ابدا من النوع الذي يتكلم كثيرا ويطلق وعودا بدون تنفيذها، بل بالعكس، كان يقول ما يريده بشكل صريح ومباشر، وكان يفي دائما بالوعود التي يعد بها، واحيانا كان يعتذر علنا وبجرأة عن تلبية طلبات احدهم لانه كان يعلم يقينا انه ليس بامكانه او من ضمن اختصاصه تلبية ذلك الطلب، لانه لم يرغب ان يكون على شاكلة “بعض” المسؤولين والمتصدين للمهام، ممن يطلق وعدا وينساه فيما بعد.
كثيرة هي القصص التي حصلت معي اثناء لقاءاتي وتواصلي مع الشيخ الراحل، ومن الصعوبة كتابة احداث عن شخص رحل ولم يعد بامكانه سرد الحقائق، لكن هنا، اسمح لنفسي بسرد حادثة حصلت مع شيخنا الفقيد والراحل تبيّن لنا معدنه الاصيل وشخصيته وطبيعته التي قد لا يعرفها الكثيرون.
ذات لقاء معه، عقب عام 2014 والاجتياح الداعشي الاسود لشنكال، و كان لقاؤنا في صيف عام 2016، قلت له ما معناه: شيخنا العزيز هل جنابكم مطلع على الانتقادات الحادة الموجهة لكم في وسائل التواصل الاجتماعي؟
فرد بالقول وبما معناه: انظر، اي شخصية ايزيدية تتصدى لاي منصب رسمي تصبح شخصية عامة ومن حق الجميع توجيه النقد لها او مدحها، مثلا بير خدر سليمان (رحمه الله والذي كان حيا اثناء اللقاء) تعرض للكثير من الضغط والنقد لانه كان رئيسا لمركز لالش، وانا الان اتعرض لنفس الضغوطات والنقد بل حتى التجريح والاتهامات الباطلة.
قلت له: لما لا ترد على اولئك الذين تراهم ينسبون لكم تقصيرا لم تكن انتم سبب التقصير؟
فابتسم وقال: كم هو عدد الاشخاص الذين ينتقدون شيخ شامو؟ هل هم عشرة ام مائة ام حتى مائتين؟ مع العلم انه لا حساب لي في فيسبوك ولا في تويتر، انهم لا يمثلون شيئا امام نحو 600 الف ايزيدي، وانا ارى انني ابذل كل جهدي لخدمة مجتمعي الايزيدي واعمل بضميري لاجلهم، ولو انني بقيت اسمع انتقاداتهم لتركت كل شيء وجلست في البيت، وهذه ليست من شيمي ولا من اخلاقي، لان اهلنا يمرون في محنة ومن واجبنا الاجتماعي والقومي والاخلاقي ان نقف الى جانبهم، وعلى من ينتقدنا ان يتفضل للميدان لخدمة اهله، عوض توجيه الشتائم للمسؤولين.

الشيخ شامو، كان رجل دولة بامتياز، وكان جديا في تعامله مع الاخرين خلال العمل اليومي، واعتقد ان حب الناس له، ظهر بصورته الناصعة عقب وفاته، اما الاصوات التي كانت تنتقده ليل نهار، فانزوت في زاوية مظلمة، امام المحبة والاسى الذي اظهره الغالبية المطلقة من المجتمع الايزيدي عقب رحيل الشيخ شامو، فضلا عن الاهتمام الرسمي الكبير ومن اعلى المستويات الكوردستانية بشخصية الشيخ شامو الذي كان رحيله ماساة كبيرة وخسارة مريرة للايزيديين من الصعب جدا تعويضها.
عهدا يا شيخنا الراحل، سنسير على نهجك في عشق الايزيدياتي والكردياتي.

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi