ديسمبر 06, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

د. صفاء هاشم: حول ميناء الفاو والصين

حول ميناء الفاو والصين

د. صفاء هاشم

موضوع الميناء اخذ حيزاً اكبر من حجمه في الاعلام العراقي كورقة ضغط على الكاظمي اضافة لكونه مدخل لترسيخ التوجهات الايرانية بافشال المشروع الامريكي بالمنطقة بأي ثمن وعلى مبدأ “اذا مت ضمآناً فلا نزل القطر”! واود ان ألخص وجهة نظري كما يلي لعل فيها فائدة:-

١. ليس من المنطق الربط بين رفض العراق للعرض الصيني لتنفيذ الميناء (تماشياً مع الارادة الامريكية) من جهة والتطبيع مع اسرائيل من جهة اخرى كما يروج الاسلاميين اذا ما عرفنا ان الصين نفسها حليف اقتصادي مهم لاسرائيل بتبادل تجاري قد يصل ٣٠ مليار دولار ومع امريكا ب ٦٠٠ مليار دولار سنوياً. بمعنى آخر فان المروجين للاعتماد على الصين يجب ان يشترطوا عليها عدم التعامل مع امريكا واسرائيل…. يعني حلال على الصين وحرام علينا!

٢. التحالف مع امريكا لا يعني اوتوماتيكياً التطبيع مع اسرائيل كما هو الحال مع دول اسلامية كالكويت واندونيسيا وماليزيا والسعودية وتركيا طالما لا تطالب تلك الدول بمحو اسرائيل من الخارطة على الطريقة الايرانية علماً ان مليونين من “شعب اسرائيل” هم من الفلسطينيين! ولقد استغلتنا المؤسسة الدينية والسياسية منذ نعومة أظفارنا بالترويج لشعارات القضاء على اسرائيل واليهود لا جدوى منها الا السيطرة على مقدرات وعقول مجتمعاتنا التي هي احوج للحرية والعلم والاستقرار لكي تتقدم وتتمكن من انتزاع حقوقها.

٣. مشروع طريق الحرير الدولي الصيني ليس امراً مسلماً به كما يروج البعض فهناك اعتراضات وعراقيل ضد تنفيذه ونجاحه من قبل امريكا واوربا واستراليا واليابان وكوريا وتايوان والهند وتلك الدول مجتمعة اقوى من الصين المحدودة بموقعها الجغرافي وقدراتها الاعلامية. اما لكون الصين نجحت بابرام اتفاقيات مع دول حليفة لامريكا فهذا لاسباب دبلوماسية وتجارية محدودة مثل اتفاق الإمارات او لان تلك الدول فقيرة وتحتاج للمساعدة مثل باكستان.

٤. فيما يتعلق بانشاء الميناء فان التقنية الكورية تفوق الصينية بكثير خصوصاً في الهندسة البحرية والساحلية وعلينا دائماً ان نطمح للاحسن. ومن تجربتي في العمل الاكاديمي فان الصين حققت التقدم بفضل التعاون مع الغرب…مثلاً جامعة كلاسكو قبل تقاعدي اسست قسم للهندسة الكهربائية في جامعة بمقاطعة تشنغدو يمنح شهادة البكلوريوس من كلاسكو University of Electronic Science & Technology of China

ولا ننسى ان الصين ركبت قطار الحداثة الغربي بكل تفاصيله للتقرب من الغرب وتعلمت منهم الكثير منذ ١٩٧٩…مو مثلنا نأتمر بتوجيهات المرجعيات الدينية والعشائرية ونرد ليوره!

٥. العراق الحديث عمره ١٠٠ سنة صنعه الانكليز والفرنسيين وحالياً الوصاية انكلو امريكية والدليل اننا لازلنا منذ السقوط تحت طائلة الفصل السادس لميثاق الامم المتحدة! علماً ان امريكا وحلفائها ليسوا ملائكة وسيعملون كل شئ لعرقلة بناء العراق ورفاهية شعبه وتقدمه اذا ما خرج عن ارادتهم السياسية تماماً مثل مايفعل الاب مع ولده العاق….وهذا ديدن الحضارات السائدة على مر العصور! ليس لانهم يريدون الاستحواذ على ثروات العراق كما يعتقد الكثيرين بل ليكون العراق متوافق مع استراتيجيتهم اتجاه روسيا والصين. ولو ان العراق توافق مع استراتيجيتهم سيتطور ويستقر حاله حال فيتنام وسنغافورة وماليزيا وكوريا واندونيسا واليابان ودول الخليج وتركيا الخ ناهيك عن اوربا وبعكس ذلك سيكون/يستمر حاله مثل كوريا الشمالية وايران وكوبا وفنزويلا وسوريا!

٦. اعتقد ان الكفاءات العراقية مجتمعة من الداخل والخارج لن تتمكن من اعمار العراق دون دعم امريكا وحلفاؤها لكون الفجوة التقنية والمعرفية شاسعة…ووجود بعض المشاريع من قبل شركات تلك الدول لايتعدى مشاريع محدودة من اجل ديمومة الدولة العراقية بالحد الادنى لمنعها من الانهيار والمرحلة الاولى لميناء الفاو تقع ضمن ذلك الحساب. وحينما تقتنع امريكا بالولاء السياسي من قبل الحكومة والشعب ستكون من مصلحتها اعمار العراق واستقراره. وبذكر الكفاءة صرح وزير المالية علاوي مؤخراً من ان عدد موظفيه ٣٣ الف في حين العدد في وزارة المالية للامارات ١٨٠ فقط…بطالة مقنعة وتخلف اداري واصوات انتخابية!

خلاصة القول ان اسرائيل وخطر التطبيع معها شماعة يستخدمها “الولائيين” والتطبيع لا يقل خطراً عن اسلمة الشارع وعزل العراق دولياً على الطريقة الايرانية التي تحاول فرض سطوتها المذهبية عبر اتفاقيات الصين ….الصين التى تطورت بفضل ركوبها قطار الحداثة الغربي واستفادتها من خبراتهم وعلينا ان نحذوا حذوهم!

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi