أبريل 25, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

خدر خلات بحزاني: عيد بيلندة.. او عيد الميليد (الميلاد) عند الايزيديين

عيد بيلندة.. او عيد الميليد (الميلاد) عند الايزيديين

خدر خلات بحزاني

يحتفل اغلب الايزيديين الليلة بعيد بيلندة، وهو عيد مرتبط بشكل وثيق مع التغيرات المناخية ومع الاحوال المعاشية في قديم الزمان والايام.
يعتقد الكثير من الايزيديين انه عيد ميلاد الشيخ شمس، وهذه التسمية لم تاتي من فراغ، حيث ان الايزيديين سابقا، وربما الى سبعينيات القرن الماضي، كانوا يحتفلون بهذا العيد بطريقة تختلف الى حد ما عن طريقة احتفالاتهم بهذا العيد في ايامانا هذه.
كانت العوائل الايزيدية تحضر نباتا شتويا يسمى ببعشيقة وبحزاني (عغن) بينما ايزيديي الشيخان وغيرها يسموه (ره شك) وهو نبات جبلي وسريع الاشتعال بالرغم من اننا في ابرد ايام السنة وهنالك الانجماد وربما الثلوج.
وكانت العوائل تهيء كميات من هذا النبات في النهار الذي يسبق ليلة العيد، مع الزبيب والقسب (التمر المجفف)، وايضا يهيئون التين والجوز، وينتظرون عودة رب الاسرة الذي يكون في هكذا ايام في البراري والحقول وينثر البذور من الحنطة والشعير، وكان الايزيديون يشعلون النيران بنبات العغن (ره شك) في الطرقات القريبة من مداخل قراهم و ايضا في مداخل البيوت (باب الحوش) كي يمر الثور الذي ساهم بشكل فعال في اعمال الحراثة والبذار فوقها، وكانوا يرمون الزبيب والقسب او التين المجفف والجوز فوق رب الاسرة والثور، مع اصوات الفرح والزغاريد، ويلتقط الاطفال حبات الزبيب والقسب والتين وغيرها.

اليوم، يتم اشعال النيران بنفس النبات، لكن عوض مرور الثور فوق النار، فان افراد الاسرة يقفزون فوق النار وكل منهم لثلاث مرات فقط وشرط ان يكون حافيا.
هنالك من الباحثين ممن يرى ان اصل العيد هو النار والثور والانجماد، ويعتقد ان اشعال النيران بهكذا اوقات تتسم بغاية البرودة وضرورة مرور الثور القادم من اعمال الفلاحة هي نوع من التبرك والتضرع كي لا تتجمد البذور في هذه الليالي الشتائية القاسية، وان الثور (الذي هو رمز للخصوبة في ثقافات الكثير من الشعوب) هو وسيلة قوية وواقعية لاجل امداد المجتمع بالغذاء من اجل تخصيب الارض وازدهار الحقول ورفع مستوى انتاجيتها، اما النار فهي ترمز للشمس كي تدفئ البذور المدفونة في الارض وتحميها من الصقيع، حتى تنبت وتوفر الطعام للمجتمع طوال عام كامل..
والاحتفالات الشعبية بين الاهالي هي دعوات وتضرعات لاجل نجاح الموسم الزراعي والتبرك به من خلال توزيع ثمار الفواكه المجففة كالزبيب والتمر (القسب) والتين، والان يستعاض عن ذلك بالحلويات الحديثة مثل حبات السكر والملبس والجوكليت وايضا بالفواكه مثل البرتقال وغيرها.
وبموضوع ذي صلة، فان احتفالات الارمن المسيحيين بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام تتصادف دائما مع احتفالات الايزيديين بعيد بيلندة او ميلاد الشيخ شمس.. وهذا موضوع بحاجة للدراسة والتعمق.
ـ اود الاشارة الى ان اغلب معلوماتي عن هذا الموضوع تعود للباحث الطيب الذكر (ب.ش. دلكوفان) ودراساته المنشورة بمجلة (لالش) والف رحمة على روحه الطاهرة.
وعيدكم مبارك

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi