بمناسبة مرور (116)عاماً على ميلاد الصحافة الكوردية.. دربٌ وعر ونتاجٌ غزير
جمعة جباري
مرت الصحافة الكوردية منذ نشوئها متمثلة بجريدة (كردستان) في مصر 22/4/ 1898م بمراحل عديدة غالبيتها بائسة ومتعبة.. كانت بدايتها صعبة، لأن ولادتها كانت في المنفى ورافقتها آلاماً كبيرة وصعوبات جمة، لم تستطع الإستمرار هناك بسبب تلك الصعوبات فاضطرت إلى التوقف في 14/4/1920. فكانت تلك اللحظة هي نقطة الإنطلاق للدخول إلى عالم الصحافة في إطار أوسع واشمل.
ولاشك أن التطور الحاصل في الصحافة الكوردية، يعود فضله إلى العائلة البدرخانية المثقفة، التي أسست اللبنات الأولى لهذه المهنة الإنسانية. وكان (مقداد مدحت بدرخان) أحد المناضلين الذي استطاع أن يستفيد من الأوضاع السائدة في مصر ليبين للعالم قضية شعبه من خلال تأسيسه لأول صحيفة كوردية وهي صحيفة (كردستان) بتاريخ 22/4/1898 فكانت الصحيفة الأم.
صدرت الأعداد الثلاثة الأولى لجريدة “كردستان” بأربع صفحات، بحجم .25.5× .32.5 سم ونشرت موادها باللغة الكوردية (اللهجة الكرمانجية) ووزعتها في عدة دول عالمية. طبعت منها (5) أعداد الأولى في القاهرة. أما من العدد (6) إلى العدد (19) طبعت في جنيف. ثم عادت مرة أخرى لتطبع الأعداد من (20-23) في القاهرة. بينما طبع العدد (24) في لندن. ومن العدد (25- 29) طبعت في (فولكستون) جنوب إنكلترا والعددان الأخيران (30-31) طبعاً في جنيف.
عدا الأعداد (10، 12، 17، 18، 19) فإن بقية أعداد جريدة كردستان محفوظة في مكتبة (ماربورك) في ألمانيا..
طبعت الأعداد الثلاثة الأولى من جريدة (كردستان) في مطبعة (هلال) المصرية ولكن الملاحظ أن العددين (4، 5) طبعا في مطبعة (كردستان) أيضاً في مصر وبنسبة (2000) نسخة ووزعت في أنحاء كوردستان وأوروبا.. ولكن بعد عودتها للمرة الثانية إلى مصر كما ذكرنا، وبسبب الضعف المادي فإنها كانت تطبع بنسبة (200) نسخة فقط وطبعت في مطبعة (تركيا الفتاة) ووزعت مجاناً.
بعد انتهاء مؤتمر (تركيا الفتاة)، صدر العدد الأخير من جريدة (كردستان) وهو العدد (31) في 14/4/1902 ونشرت فيه مقررات المؤتمر وتوقفت عن الصدور. لتبدأ مرحلة جديدة من نضال الصحافة الكوردية…
إذ بعد توقف جريدة (كردستان) الأم عن الصدور. حاول كورد تركيا تأسيس حكومة مستقلة بهم، ولكن عدم ملاءمة الظروف السياسية مع أهداف هذا المشروع ومعارضتها مع مصالح الأتراك، أوقعهم في مأزق سياسي كبير. واضطروا إلى مواجهة ظروف سياسية صعبة جداً، ما جعلهم يخوضون ثورات وانتفاضات عارمة في أنحاء البلاد، منها ثورة (شيخ سعيد بيران) عام 1925 في منطقتي (ديار بكر وموش). وثورة (آكري داغ) عام 1930 في جبال آرارات بقيادة (إحسان نوري باشا). وثورة (درسيم) عام 1937 التي استمرت حتى عام 1939 وتوالت الثورات الكوردية، وتزامنت معها صدور نشرات وجرائد ومجلات تدعو الى الحقوق الكوردية، والعيش بسلام ونبذ العنف، ونشر اخبار الكورد وكوردستان في ارجاء المعمورة.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية