رحيل قوال سليمان لايشبه رحيل اي رجل كان
خضر دوملي
في غفلة من الزمن رحل عنًا رئيس القوالين، في غفلة من الزمن ها نحن نشعر بأن فراغا كبيرا يحدث في جسد المرجعية الارشادية الدينية الايزيدية، في غفلة من الزمن غادرت روح قوال سليمان الى جنات الخلد، الى السرمدية الابدية.
في غفلة من الزمن ، وبينما كنا ننتظر منه الكثير من الاعمال، الكثير من الارشادات والجهود والتوجيه، للمضي بعمله على نحو افضل يرحل عنا قوال سليمان. الشخصية التي احتفظت بجعبتها الكثير من الاسرار، الكثير من المواقف والذكريات..
رحل رئيس القوالين * قوال سليمان سفو عن عمر ناهز الخامسة والثمانين عاشر العهود المختلفة والاوقات الحرجة والمفرحة التي مرت على الايزيدية في العراق رحل وهو لايزال يمتلك في خزينه الفكري والعملي الكثير ليقوله ويفعله، رحل وهو يخطط لمستقبل افضل للايزيدية والمؤسسة الدينية، رحل وهو يترك وراءه ارثا حضاريا دينيا وموروثا مجتمعيا في تعزيز اواصر التسامح والتعايش الديني بين مختلف المكونات.
رحل وهو ينقل معه الى العالم السرمدي اماله بمستقبل افضل لبني جلدته ووطنه، رحل وهو يريد ان يتذكر جولاته بين القرى الايزيدية ويدون بعض ذكرياته وهو يرافق (( القوالين لكي يحسنوا الارشاد والترتيل والانشاد والنصح منذ صغره الى اخر سنوات عمره))، رحل وهو لايزال يريد ان يوجه الجيل الجديد لكي يكون اكثر تمسكا بعقيدته وهويته الدينية بعيدا عن التعصب ، رحل قوال سليمان وهو لايزال يخطط ليشارك في اعداد مشاريع دينية وخطط لأيلاء الاهمية للمعابد والمزارات و لالش و النصوص الدينية واوضاع رجال الدين… رحل قوال سليمان وهو ينظر الى مستقبل بعيد، الى آفق اللانهاية ومكانة الايزيدية تعلو فيها، الى ابناءه الذين تفرقوا في بقاع الارض، الى بني جلدته وهم ينتظرون نصحه وارشاداته.
رحيل قوال سليمان لايشبه رحيل اي رجل كان فقد كان كبيرا ومؤثرا وحاضرا ، كان له احترام ومكانة لدى جميع المكونات في بعشيقة وبحزاني وشيخان وسنجار والموصل وديربون وشاريا وخانك وعين سفنى وباعدرى وكل القرى و البلدات الايزيدية في جورجيا وارمينيا والمانيا وغيرها وغيرها حيث يتواجد الايزيدية و اصدقائهم، حيث يتواجد محبيه ومريديه ينتظرون منه القول الفصل في الكثير من الامور ، رحل والاخرين قبل الايزيدية يقولون اننا خسرنا الرجل صاحب الهيبة وقوة الشحصية التي حفرت مكانتها في بحزاني وبعشيقة، لدى مسلمين ومسيحيين عرب واكراد، شبك وكاكائية تركمان وشيعة وسنة ، كل الذين عرفوه ثمنوا مكانته عاليا…. رحل قوال سليمان وبرحيله فقدت الايزيدية واحدا من كبار رجالاتها …. انها حقا خسارة كبيرة للايزيدية رحيل رئيس القوالين…. انها خسارة كبيرة لكوردستان ولكل من عرفه عن قرب… اتذكر يوما كنت مرافقا لشخصية امريكية لزيارته قبل ثلاث سنوات من الان، وكنا قد خططنا ان نجلس معه حوالي نصف ساعة حسب توصيته ،،،، مرت حوالي ساعاتان دون ان نحس بمرور الوقت ،،، في باب منزله قال لي صديقي ،،، حقا انها شخصية مؤثرة،،، لم اشعر بالوقت؟ هل صحيح بقينا ساعتين في حضرته؟ ،،، انني محظوظ جدا على هذا الوقت ” هكذا كان ،،، عندما يعجبه الحديث والنقاش ويشعر بأهميته، لاتشعر معه بمرور الساعات …. دمت عزيز المكانة، ولتبقى مكانته عظيمة كما كان، ولتبقى هيبته مصانة كما كان، وليبقى اسمه محفورا في الذاكرة، ومخلدا في ابنائه، ولتبقى ارشادته عنوان عمل القوالين قبل الاخرين من اجل الحفاظ على نهجه الانساني في العمل والعطاء … رحمه الله ولتخلد روحك في جنات الخلد السرمدية .
· شغل قوال سليمان منصب رئيس القوالين هو منصب ومسؤولية ادارة شؤون ( القوالين ) وكذلك عضو المجلس الروحاني الايزيدي الاعلى وهو بعمله كان يقوم بمهمة ارشاد وتوجيه القوالين عند جولاتهم في مناطق الايزيدية وتتولى عائلة قوال سليمان هذه المسؤولية منذ عقود طويلة من الزمن .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية