علي تعبان
لا شئ يدعو للزهو والفخر في القضية السوريه بالنسبة للمحور المعادي للنظام السوري وتحديداً العرب منهم وبكافة المستويات منها الرسميه والشعبية في الاتفاق الاخير الحاصل ف أنا كأنسان عربي محايد لا اجد ذل اكبر من هذا ليس من جانب النظام السوري لان النظام هناك مستعد لان يخسر كل شئ من الحجر الى البشر الى ترسانته من الاسلحه من اجل البقاء في الحكم لذا يعتبر هذا الاتفاق هو نصراً حقيقياً في معركة البقاء.. هذا اذا كان الاتفاق ينص فقط على حرازة هذه الاسلحه و(تدميرها) فيما بعد كما هو متداول اعلامياً.. اقول اذا كان الاتفاق فقط تدمير الاسلحه الكيميائيه ويعتبره الاسد نصراً كما يروج الاعلام المساند له فما بالك لو كان هناك مقابل سيحصل عليه النظام السوري ومؤكد ان هناك مقابل سيحصل عليه النظام في هذه الاتفاقيه التي لا نعرف منها غير وضع السلاح الكيميائي السوري تحت رقابة الامم المتحده وكما هو معروف ان روسيا وايران هي من تفاوض امريكا ومعروف عن هذه الدولتين انها لا تعطي بدون مقابل وقد لوحت روسيا بذلك عندما قالت على امريكا ان تتخلى عن التلويح بأستخدام القوه في المستقبل وأظن ان اقل ما سيأخذه الروس في هذه الاتفاقيه هو بقاء النظام لحين اجراء الانتخابات القادمه في العام المقبل والسماح للاسد بالترشح واطلاق يده في القضاء على الجماعات المتشدده القادمه من الخارج اي تصفية الوضع على الارض وتهيئة الاجواء للانتخابات القادمه بعد عام.. هذه اهم نقطتين في الاتفاق الحاصل بين الروس والامريكيين.. تدمير الاسلحه الكيمياويه وبقاء الاسد والسماح له بالقضاء على كل المظاهر المسلحه المعاديه..اذن امريكا حققت غايتها في الحفاظ على امن اسرائيل وتأمين المستوطنات والتخلص من سلاح الردع الوحيد القريب من اسرائيل وبدون ان تخسر دولاراً واحداً او قطرة دم واحده وكذلك الروس حققوا ما يصبون اليه من اعادة فرض هيبتهم في العالم والحفاظ على مصالحهم الجيوسياسيه.. بعد هذا كله الا يحق لنا كعرب ان نسأل انفسنا ما الذي حققته الانظمه العربيه المتورطه في هذا النزاع الدائر منذ سنتين على ارض عربيه وبأموال وجيوش عربيه.. فلم نسمع عن اردوگان انه ارسل جندي تركي للقتال الى جانب المعارضه السوريه او ساهم بأموال الشعب التركي لدعم لدعم الجيش السوري الحر ولم نسمع عن جنود امريكان او فرنسيين قتلو دفاعاً عن حرية الشعب السوري وحقوقه الانسانيه كي يأتي احمد الجربا او معاذ الخطيب ليتسلم الحكم.. لو سألت هذا السؤال للاسد لقال لك ان هذه حرب عالميه فُرضت على سوريا والشعب السوري وبصفتي الرئيس يحتم علي ان ادافع عن ارض وسماء بلادي.. لكن ماذا سيكون جواب حكام الخليج الذين اهدروا اموال ودماء شعوبهم واوجدوا شرخاً كبيراً في شعوب المنطقه وفي داخل دولهم وكل هذا من اجل اوهام واحقاد لا وجود لها الا في عقولهم ..على جميع العرب ان يدركوا ان امريكا ودول الغرب ليست جمعيات خيريه تعطي بلا مقابل او مؤسسات دينيه تعطي من اموال الزكاة هذه دول تبحث عن مصالح شعوبها التي تحاسبها عن كل دولار تصرفه.. وعلى عرب الخليج ان يسائلو حكامهم عن افعالهم وهدرهم لثروة ابنائِهم من الاجيال القادمه لانها ليست ملكاً لهم ولا يحق لهم التصرف بها وفقاً لاهوائهم الشخصيه وبدون اي اعتبار لشعوبهم حيث لا برلمان ولا صحافه حره تحاسب وعلى شعوب الخليج ان تفكر هل سيعيش ابنائنا في هذه البحبوحه التي نعيشها اليوم في ظل هذه السياسه التي تعتمد اشعال الفتن وصرف الاموال مقابل البقاء في السلطه.. وعلى كل من يدافع عن وجهة النظر الخليجيه في الازمه السوريه ان يسأل نفسه هذا السؤال هل ما تحقق يساوي ما صُرف من اموال ودماء وهل لفائدة شعوبنا والاجيال القادمه ام لفائدة من..؟وهل امريكا والغرب يهمها فعلاً الألف سوري الذين سقطوا في غوطة دمشق الشرقيه جراء استخدام الاسلحه الكيمياويه او هل روسيا وايران يهمهما فعلاً بقاء البعث السوري في الحكم.. هذه لعبة مصالح عالميه يُجيدُها اهل السياسه لا تجار التيوس واهل المنسف والكبسه…
التيوس : هي جمع تيس ومعناه العنز عند اهل الخلي
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية