مارس 29, 2024

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

عبد الرضا حمد جاسم: رأي في التخلف (3)

رأي في التخلف (3)

عبد الرضا حمد جاسم

أسئلة: قد يكون فيها تداخل او عدم دقة او تكرار لكنها أسئلة كما اعتقد تفيد في تحريك الموضوع وتدفع ربما للتوسع فيه فاقبلوها لطفاً:  

هل للتخلف مقياس؟ مثل مقياس رختر للزلازل او مقياس الحرارة؟ وهل هناك نقطة صفر في هكذا مقياس ان وجد وهناك ما تحته وما فوقه؟  

هل للتخلف احكام؟ وهل تلك الاحكام تشمل او تخص التخلف ام المتخلف ام الاثنين معاً؟ هل التخلف يقاس بغيره ام يقاس به غيره؟  

هل التخلف من صنع الانسان وهل يسعى الانسان الى التخلف بل هل يمكن للإنسان ان يتعايش مع التخلف ويستأنس له وبه أوهل يتعود /يدمن عليه؟ أم انه  

ابتلاء أي اننا مجبرين النوم في مستنقع التخلف؟ هل تختلف الامم في نظرتها للتخلف واسبابه؟  

التخلف والمتخلف موجود في كل زمان ومكان فهل يمكن ان يقال (انا متخلف اذن انا غير موجود)؟ هل التخلف نسبي؟ هل يختلف باختلاف الشعوب؟  

هل التخلف فعل اي هناك فاعل ومفعول به ومن هو الفاعل ومن هو المفعول به؟  

هل التخلف مؤامرة؟  

أكيد التخلف نتيجة؟ لكن نتيجة ماذا؟  

هل التخلف مادي ام روحي ام الإثنين؟ وايهما يسبق الاخر ويتسبب به؟ هل ينتج عن الفقر أم هو من ينتج الفقر؟ والفقر ضد ارادة الله (عند المؤمنين) وهو الرازق وينتج عن الفقر الغش والاحتيال والسرقة والاذلال والنفاق والزنا والرشوة وانتشار المخدرات وكلها من المحرمات والموبقات ومبطلات الايمان. فهل التخلف ضد الايمان (عند المؤمنين المتدينين) أي هل يكون التخلف ضد الدين وهناك من يقول ان الدين او النصوص ضد التخلف؟ هل يمكن اعتبار التخلف ضلاله لأنه ضد الحق والحق هنا هو العلم والتطور والأمان والعيش الرغيد الامن؟ وهل ان التخلف حرام لعلاقته بالضلالة والظلم والضياع؟  

هل التخلف ضد الرحمة سواء العالي منها ام الأرضي؟  

هل التخلف ضد السكينة والامان؟  

هل يعتبر التخلف ضد الحرية ويمكن تقديمه للمحاكم الدولية لأنه يقيد الحريات في الحب والحياة والصحة والتطور؟ إذا كان يمس الحرية فهل التخلف ضد الانسانية وهذا يستدعي اتهامه بتهم تتعلق بها امام المحاكم الدولية ليعرض عليها المتسببين به وله والمساعدين لهم في ترسيخه ونشره او المستفيدين منه سواء كان هذا التخلف مادي ام معنوي؟ هل التخلف يتفق مع القانون المحلي والدولي؟ وهل هناك قانون يسير مع التخلف؟ وهل يمكن ان يسود قانون في مجتمع متخلف؟  

هل يمكن اعتبار التخلف خيراً للإنسانية؟ لذلك تشيعه بعض الشرائع والممارسات والفتاوى والاقوال والافعال فرديه او مؤسساتيه؟  

هل للتخلف بعد نظري (فلسفه) واخر عملي(سلوك)؟  

هل يؤثر التخلف على البيئة وبالتالي الحياة؟  

هل التخلف ينتج انسان او مجتمع متحجر لا يضر ولا ينفع ام انسان او مجتمع مُهْمِلْ مؤذي مستهلك عالة على الغير؟  

هل الافضل التخلص من المتخلف لمنع اضراره ام اصلاحه لتحييده؟  

* تخلفنا:  

تخلفنا… سرهُ فينا ليس نحن انما فيمن كان قبلنا ويمكن ان يتحرك لمن كان قبلهم لكنهم الأكثر تأثيراً حيث كانت لهم فرص كبيرة وكثيرة وشبه امنه بالقياس لحال اليوم. ما يميزنا ان من نعتبرهم أساتذة او من يعتبرون أنفسهم أساتذة او مستشارين او أكاديميين (مع احترامي وتقديري لهم جميعا) هم من اسباب تخلفنا لان فيهم شيء منه وما على القارئ سوى متابعة ما ينشرون من دراسات وبحوث ومقالات وتعقيبات ليجد الكارثة وهي انهم يضيعون اوقاتهم واوقاتنا فيما لا ينفع. ..واليكم لإشارات التالية ذات الدلالة والتي تفسر قصدي:  

1 – شاب يدرس الماجستير في علم النانو(نانو تكنولوجي) بعد سنتين من انتهاء تدريبه في شركه خاصه متخصصه بهذا العلم في فرنسا حين سألته هل لايزال على اتصال مع تلك الشركة… قال لي ان مدير او صاحب الشركة (هو نفسه وهي شركة خاصة) على اتصال دائم به ليزوده بما يستجد ويجيب على استفساراته ويتخاطبون بالاسم وعمر هذا الشاب في العشرينات وعمر مدير الشركة وصاحبها في السبعينات  

2- شاب يدرس علوم الكومبيوتر والبرمجة لمدراء المواقع سألني السؤال التالي (هل كان معلمك يلعب معك الكرة قلت له لا كنت اهرب من الشارع الذي يمر به قال نحن يلعب استاذنا المشرف معنا كرة القدم) وعندما استفسرت منه وهو الحديث على الحياة هل له رأي في سر تخلفي انا شخصيا قال انك تملا دماغك بما لا ينفع أما أنا فأن دماغي ليس مزبلة ليحوي على ما لا أريده….حتى تتطور عليك كما تفعل مع جهاز الكومبيوتر بين فترة واخرى ترمي ما لا تحتاجه في مزبلته. وبين فترة واخرى تنظف تلك المزبلة…نفس الشيء عليك ان تعمل مع دماغك.  

3 – التقيت في مالمو/ السويد شاب عراقي في العشرينات من عمره فاز بجائزتين مهمتين في التصميم المعماري الاولى سويدية والثانية عالميه قال لي: انه معجب بمعمار روما واستاذهم وهو سويدي تجاوز الثمانين من عمره ومتقاعد لكنه يسافر كل عام مع طلاب القسم الى روما لأنه متخصص في ذلك وله كتابات كثيره بهذا الجانب وعندما سالته كيف يعاملكم قال بكل احترام وبعض الاحيان يقدم لنا او يوفر لنا احتياجاتنا الخاصة ونناديه باسمه وهو كذلك.  

اما نحن فما عليك الا ان تلاحظ ما يقدمه البعض ممن يحسبون أنفسهم كبار الكتاب والمثقفين والسياسيين لتلوم نفسك…وتتعجب  

هل لا حظ أحد منكم ان أحد من الذين يحملون الالقاب قد تبنى كاتب شاب او شجع شاب على انجاز معين او احتضن مبدع او مخترع او فكرة…بل ربما بالعكس… تشفق عليهم وعلى ما يقدمون ومع الاحترام لهم بدل ان يفكروا ويحللوا ويستخلصوا ويقدموا لنا بحوث او تصورات عما يجري نستفيد منها تراهم واكرر الاسف كما المراسل الصحفي ينقل من هنا وهناك وقال فلان اما ما تلاحظه في تعليقاتهم فيثير الشفقة عليهم وعلينا…هذا ان تواضعوا وكلمونا تراهم ينافسوننا نحن المستجدين في الكتابة وعليها…كل الاكاديميين في العالم غير المتخلف لهم بحوث ودراسات وتحليلات لما يجري وما يتوقعون للمستقبل البعيد والقريب الا اساتذتنا فالأغلب مشغول بقال فلان ونقب فلان عن فلان وبالذات اذا كن فلان اجنبي …نادر ما تجد مقالة او طرح ليس فيها :”كما قال فلان ”  

هذا جزء مهم في تخلفنا ومثير للإحباط والالم وحتى التردد والقلق…لآنك ستقول هل هؤلاء من كنا نقرأ لهم او نتلهف لسماع شيء عنهم …تسألهم عما يجري في المنطقة يجيبك عن الثورة الفرنسية او البلشفية ويستعير بعض ما جرى فيها وبعض نتائجها ويلغي حركة اكثر من مائتي عام في العلوم الصرفة والإنسانية…وعندما تجادله لماذا لم يستعمل وسائل التواصل التي كانت يجيبك انه التطور العلمي والعالم اصبح قريه صغيره ترد عليه كلامه اذن كيف تستعير من ذلك الزمن؟…تسأله عن نتائج ما يحصل اليوم يجيبك ان نتائج الثورة الفرنسية لم تظهر مباشرةً وانما اخذت عشرات السنين  

تسألهم عن قتل القبيح القذافي يقول ان هذا حصل مع الملك والخاتون في الثورة الفرنسية ومسح التطور في الاعراف والقوانين والمواثيق  

تسال أحدهم عن توقعاته يقول في الانتخابات التي جرت في بداية الخمسينات لم يدخل البرلمان السوري واحد من التيار الاسلامي  

اخر تسأله عن اسباب عدم تناوله ماده سامه قاتله يقول كيف لي ان افعل ذلك وهناك تحذيرات مكتوبه عليها ماذا سيقول عليّ الاخرين…لكن عندما تسأله عن بعض التوقعات بتقدم السلفيين وركوبهم حركة الشارع يقول لنجربهم.. لماذا تقتنع بما مكتوب عن السم وترفض تجربته ولا تقتنع بالملموس عن السلفين وتقبل تجربتهم او اختبارهم (في الاولى سيكون هو الضحية اما في الثانية فالمجتمع او البلد فهذ الى بأس المصير المهم هو سالم)  

ثم الكثير منهم لا يزال متمسك بالقول المندثر الذي ينص على (الاكبر منك بيوم افهم منك بسنه) والقول الآخر(قم للمعلم.. كاد المعلم ان يكون رسولا) واخرين ينادون بالقول (لا تكن للعيش مجروح الفؤاد انما الرزق على رب العباد).  

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi