شريعة حمورابي تطبق مجددا في العراق
سليمان فانو
لا شك أن التاريخ يعيد نفسه في العراق رغم التكنولوجيا والتطور الحاصل في العالم دوّن العراق في حادثة غريبة من نوعها في الشرق الأوسط وتحديدا في بغداد العاصمة والأغرب في بقعة محصنة ومن رأس الهرم الحكومي في البلد حين تدخل رئيس مجلس الوزراء شخصيا كونه القائد العام للقوات المصلحة بحل مشكلة وقعت بين ضابط في الجيش العراقي وإعلامي والتي أدت الى مقتل الإعلامي على يد الضابط بعد صراع مميت بين الطرفين، ففي الوقت الذي نتقدم بشكرنا لدولة رئيس الوزراء بالتدخل شخصيا للقبض على القاتل حتى ولو كانت هي الحالة الأولى منذ توليه لقيادة القوات المصلحة كدعاية انتخابية أو غرض شخصي أخر، فأننا نتعجب بسيادته ليعود ببلدنا قانونيا الى ما قبل أربعة ألاف سنة وتحديدا الى عام 1790 قبل الميلاد حيث تطبيق شريعة حمورابي والتي شرعت حينذاك وكأنه دعى الى تطبيق بند(العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم) كونه قال(الدم بالدم)، ففي الوقت الذي ندين بشدة مقتل أي مواطن عراقي بل أي إنسان على يد إنسان أخر مهما كان السبب فأننا لا نوافق تصريحات أي مسؤول مهما كان والتي من شأنها زرع بؤر طائفية وكيدية بين مكونات الشعب العراقي وكذلك تهميش دور القانون والقضاء بشتى الأشكال، لذا كلنا أمل بأن لا نعود من خلال هذه الأفعال والأعمال والأقوال الى تلك العصور القديم والتي لا تتطابق مع متطلبات الحياة العصرية الحالية وأيضا اعطاء كل ذي حق حقه وعدم التجاوز على حقوق الأخرين وقيام جميع الجهات بواجباتهم حسب الدستور وخصوصا الجهات القضائية لتأخذ العدل مجراه على الصغير والكبير وعلى المسؤول مثل المواطن العادي لكي لا نتأسف دائما على ماضي البلد والذي يعتبر مع الاسف الشديد قمة التراجع الأمني والخدمي والتكنولوجي وما الى ذلك من تطور في مجالات الحياة وكذلك علينا جميعا وخصوصا المسؤولين بالكف عن المصالح الشخصية والعمل دوما لأجل نيل الكراسي بعيدا عن نيل ثقة الشعب وعدم استغلال المناصب لأغراض شخصيا وخصوصا في الفترات التي تسبق العمليات الانتخابية وفي الختام فليكن أمام أعيننا الله سبحانه وتعالى في كل خطوة نتخطاها ليرضى عنا في الآخر.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية