أبريل 28, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

سعد بابير: المواطن الكردي بين استذكار ثورة أيلول المجيدة والحفاظ على مكتسبات القيادة البارزانية الحكيمة

المواطن الكردي بين استذكار ثورة أيلول المجيدة والحفاظ على مكتسبات القيادة البارزانية الحكيمة

سعد بابير / شنكال – بورك

عندما نقلب صفحات التاريخ و نبحث ما بين طياتها عن خفايا الإحداث التي جرت في مختلف العصور والأزمنة التي مضت وفي حقب زمنية مختلفة  نلاحظ بان هناك العديد من الشعوب و الأمم و الأقوام   الذين خاضوا صراعات أزلية في مختلف أرجاء العالم وهذه الصراعات نتجت بسبب الاختلافات الناشئة في الرؤى و العقيدة و الدين (  الطائفية ,  المذهبية ,   العرقية , القومية ,   السياسية و الحزبية ) وأدى إلى حدوث  سجالات طويلة الأمد , البعض منها يهدف من اجل البقاء و أخرى من اجل  نيل الحرية و الاستقلالية و تقرير المصير .

في كثير من الأحيان تحدث هذه المشاكل المستعصية وبالتحديد في شرق الأوسط بسبب وجود بعض الأشخاص الذين تربوا على  ممارسة الدكتاتورية والتفرد بالسلطة  وهضم حقوق فئة على حساب الأخرى من اجل مصالحهم الشخصية و الفئوية  .  وهذه السياسات والمشاكل أدت إلى نشوب حروب طويلة الأمد و جعل الكثير من الشعوب ضحية لها و نتجت عنها قادة وحركات تحررية ترفض سياسة الشخص الواحد و السلطة الواحدة .  و من بين القادة التي أفرزتها الحركات التحررية و الثورات الرافضة للسياسات الطائفية و القومية هو الجنرال ملا مصطفى البرزاني، الذي كرس حياته النضالية  من اجل أبناء شعبه، الشعب الكردي الأصيل الذي  يشهد له القاصي و الداني بسبب مواقفه الشجاعة في التضحية و الفداء والنضال.

وخير دليل على ما نتطرق إليه هو ثورة أيلول المجيدة التي جرت إحداثها يوم الحادي عشر من أيلول عام 1961 التي كانت بداية لرحلة طويلة وشاقة في مسيرة النضال الكردي ضد الأنظمة الشوفينية والطغاة الذين انتهكوا كل مواثيق حقوق الإنسان و مارسوا أبشع الجرائم ضد الإنسانية  بقتل الكورد ونفيهم وتشريدهم ومصادرة حقوقهم.

تواصلا في متابعة مسيرة الثورة وبعد أحداث  ثورة 14 تموز عام 1958 التي قضت على الحكم الملكي و إعلان الجمهورية بقيادة عبد الكريم قاسم ,  و حسب ما سمعنا من حكاوي  إباءنا و أجدادنا ان ثورة أيلول التي طبعت في ذاكرة كل شخص  كردي الذي عاشر تلك الحقبة الزمنية ,  ان الثورة قد حدثت بسبب مطالب بسيطة طالب بها المجتمع الكردي  من حكومة عبد الكريم قاسم  التي أعتبرت الكُـرد شركاء في هذا الوطن بموجب الدستور المؤقت الذي اقره حكومة الثورة و بمرور الزمن لم يرى هذا النص الدستوري النور و لم يرتقى إلى مستوى التطبيق و لم يتم وضع النقاط على الحروف  ,  بل كان مجرد وعود مزيفة و أكاذيب ملصقة وذلك لإسكات أفواه الكرد , و على أثره قام شريحة من الفلاحين  تلك الفئة الكادحة في المجتمع  بالمطالبة بالحقوق التي اقرها لهم الدستور ,  فقامت  حكومة الثورة التموزية  بالرد العسكري على مطالب هذه  الشريحة من المواطنين البسطاء فاشتعلت أول شرارة حرب  على طريق مضيق دربند بازيان و  مدينة دربند خان بالقرب من  مدينة السليمانية ,  فلم يقف قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني مكتوفة الايدي فتوجهت في مجالات عدة من اجل إيجاد حلول للازمة المفتعلة و ذلك لتجنب القتال و التمسك بخيارات السلام,  فبدأت بإرسال المطالب العادلة للكرد و التي اقرها بنود و فقرات الدستور  ,  لكن هذا الأمر ازعج حكومة عبد الكريم قاسم و قامت بإغلاق عدد من الصحف الكردية و خاصة جريدة خبات ( النضال ) التي كانت يصدرها  الحزب الديمقراطي الكردستاني و بلغت قوى من قواتها بالتوجه نحو المقر الرئيسي للحزب و سحب ألإجازة منه و أمرت بإغلاق جميع المكاتب والفروع التابعة  للحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق و لم يكتفي بهذا فحسب بل قامت بملاحقة  كوادره الحزبية أينما كانوا  وزج الكثير منهم  في السجون والمعتقلات, هذه العوامل أدت إلى  اندلاع شرارة الثورة في اغلب مناطق كردستان العراق   بقيادة الاسطورة والزعيم الخالد ملا مصطفى البارزاني وأصبحت الثورة ثورة قومية باسم شعب كامل وهذا الأمر أدى إلى انضمام كافة شرائح المجتمع الكردي من الطلاب و الفلاحين  والمثقفين والعمال  والعسكريين والشرطة و انشقاق و استقالة الكثير من المسؤولين و الوزراء و التحاق بقطار الثورة  ومن هذه الموقعة ( 11 أيلول ) بدأت قافلة الكرد تسير نحو أراضي النضال  في رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر و المغامرات و استمرت الثورات و الانتفاضات الكردية ضد الأنظمة  الشوفينية و الدكتاتورية التي توالت على عرش العراق إلا ان تم تحرير العديد من المناطق و المحافظات الكردية من بطش الأعداء و بهذه التضحيات و بدماء الشهداء و تحت راية البرزاني الخالد استطاعت الكرد الحصول على حكم ذاتي في مناطقهم.

لم تتوقف مسيرة النضال   وبعد رحيل الزعيم الخالد ملا مصطفى استلم الرئيس مسعود برزاني زمام الأمور في كردستان و بدأ يكمل الرحلة المصيرية النضالية للكرد واستطاع تحقيق الكثير من الاهداف و المكاسب لصالح أبناء شعبه ووصلت بكردستان إلى رفاهية و تطور واستقلالية لم يشهده أي منطقة كردستانية في التاريخ و رسم مجد كردستان بحروف من ذهب .

و بفضل القيادة البارزانية الحكيمة و بفضل دماء الشهداء و تضحياتهم أصبحت كردستان أأمن منطقة في الشرق الأوسط وتشهد اكبر مسيرة تطور و تواصل مع التكنولوجيا و البناء و الأعمار و التعليم و الخدمات و حقوق الإنسان و احترام الأديان و الأقليات  و …الخ .

و بعد أيام معدودة سوف يكون إقليم كردستان أمام مسؤولية تاريخية إلا وهي الانتخابات البرلمانية لإقليم كردستان وجميع أبناء كردستان مطالبين بتفويت الفرصة على أعداء كردستان والتوجه نحو صناديق الاقتراع و الاحتفاظ بالمكتسبات و الامتيازات و الأمجاد  التي بنتها القيادة البارزانية بدماء الشهداء , فليس هناك مستقبل للإقليم بدون الحزب الديمقراطي الكردستاني  , والتصويت لقائمتهم المرقمة 110 يعني التصويت لمستقبل زاهر و حافل بالأمجاد , التصويت لقائمة 110 يعني اختيار التآخي والتعايش السلمي , التصويت لقائمة 110 يعني التصويت للأعمار و الخدمات و حقوق الإنسان , فهلموا معا  يا أبناء كردستان اليوم يومكم و الخيار خياركم وانتم من تكتبون تاريخكم . و إلى ذلك اليوم دمتم في سلام و وئام ….

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi