مناسبات شهراذار و نوروز رمزالحرية والانتصار
خديدا شيخ خلف / رئيس المركز الثقافي الكوردي في الموصل
بلا شك ان شهراذاريعد شهر زاخر بالمفاخر والماثر ومفعم بالمناسبات الوطنية والقومية والدينية الخاصة بالشعب الكوردي حيث تتخللها احداث وذكريات مختلفة ومتنوعة ،مرت عليه احداث ومناسبات مفجعة ومنها المفرحة والمبهجة ربما لا نكن نغالي اذا قلنا ان هذا الشهر هو شهر كوردستاني اذ استوطنت هذه الاحداث المتنوعة وجدان ابناء الشعب الكوردستاني بكل اطيافه واثنياته المذهبية والدينية والسياسية وعقله وسلوكه ، اذ في شهر اذار تتفتح ازهار الربيع وتبتهج الدنيا باطلالاته و بمباهجه ونعيمه وخيراته وبركاته وتشع شمس دافئة مستبشرين بقدوم الخير والبركات وبمسحة من الامل والتفاؤل ويختلج فيه الحب والحنان ، واذار بالنسبة لشعوب الارض من جانب اخرشهر الافراح والطقوس الدينية والمناسبات الوطنية والقومية ويعد الشهر الثالث من السنه الميلادية واحد الشهور السبعة في التقويم الجريجوري ويكون عادة 31 يوم ،ويذكر ان اصل تسمية اذار بابلية وكان شهرا مكرسا للاله اشور ابو الالهه وفي روما القديمة يسمى مارس على اسم ماريتيوس اله الحرب الروماني وكان يعتقد بانه يجلب الحروب ، ويذكر بان اذار او ادار اشتق من هدار وذلك لما تشهده العواصف والزلازل والسيول والهدير ويطلق عليه اذار الهدار ،وهكذا شاءت الاقدار ان يكون هذا الشهر الوضاء بايامه مسرة ومفرحة ومشؤومة في ان واحد ،والجدير بالذكر ان مامر عليه الشعب الكوردستاني بجميع اطيافه من ظروف قاسية لو مست أي شعب كان لتوقفت فيه الحياة وسلوكه ولا يخفى بان العواصف والنكبات التي حلت بالعراق عامة وكوردستان خاصة كان سببها الرئيسي هو تسلط فئة باغية سلبت اراء وتطلعات كل القوى وفئات الشعب ،حيث اجمع بكله على موعد اللقاء في شهر اذار الذي يختزل تاريخ الكورد المفعم بالمفاخر والماثر في مشهد تعبيري رائع وعميق حاملا المجد الكوردي من جميع اطرافه وتجدر الاشارة الى ان الاول من اذار من عام 1936 انطلقت شرارة انتفاضة ديرسم في كوردستان تركيا وفي الاول منه ايضا عام 1979 رحل زعيم الشعب الكوردي الملا مصطفى البارزاني اذ توقف قلبه العظيم في مستشفى جورج تاون بامريكا وتم دفنه في قرية شنو بكوردستان ايران ،ولا ننسى في مثل هذا اليوم من عام 1991 انتفض ابناء الشعب العراقي في جنوب العراق ضد النظام العراقي البائد ،وفي الثاني من اذار عام 1970 اتفق البارزاني الخالد مع الرئيس العراقي السابق احمد حسن البكرفي اصدار بيان تاريخي اطلق عليه فيما بعد بيان 11 اذار مفاده منح الحكم الذاتي لشعب كوردستان حاملا للعراقيين قاطبة البشائر والمسرات ، والرابع من هذا الشهر عام 1944 شهد ولادة الفقيد ادريس البارزاني في قرية بارزان مسقط راس ابائه واجداده ، وفي الخامس من هذا الشهر عام 1991 انتفض الشعب الكوردي على النظام العراقي وبدات اشراقات انتفاضته في مدينة رانية والتهبت الشعلة ولم تسكن حتى شملت وحررت جميع مدن كوردستان الجنوبة (العراق ) ،وفي السادس من اذار عام 1975 عقدت اتفاقية مشؤومة بين العراق وايران في جمهورية الجزائرالعربية والتي سميت باتفاقية الجزائر المشؤومة والمقيتة تلك التى الغت بيان الحادي عشر من اذارالصادرفي عام 1970، والتي تامرت دول اقليمية وعالمية فضلا عن السلطات العراقية من خلالها على الشعب الكوردي وقيادته الحكيمة واصبحت كوردستان مستباحة امام تنفيذ السياسات الشوفينية حيث تشرد الالاف الكورد من قراهم ومدنهم وتم ابعاد الالوف الى جنوب العراق وتم اسكان عشائر عربية في مواطنهم وتم الاستحواذ على اراضيهم واملاكهم ،وفي السابع منه عام 1921 تم نفي الزعيم الكوردي شيخ محمود الحفيد الى الهند ،وكما اعتبر العاشر من اذار من كل عام يوم الزي الكوردي وفي الحادي عشر من اذار عام 1970 اعلن البيان التاريخي والتي اعترفت الحكومة العراقية من خلاله بالحقوق القومية للاكراد مع تقديم ضمانات للأكراد بالمشاركة في الحكومة العراقية واستعمال اللغة الكوردية في المؤسسات التعليمية ، ولكن لم يتم التوصل إلى حل حاسم بشأن قضية كركوك التي بقيت عالقة بانتظار نتائج إحصاءات لمعرفة نسبة القوميات المختلفة في مدينة كركوك. حيث ساءت علاقات الحكومة العراقية مع الزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني و خاصة عندما اعلن البارزاني رسميا حق الأكراد في نفط كركوك. اعتبرت الحكومة العراقية إصرار الأكراد بشأن كردية كركوك وسنجار والشيخان وخانقين هو امر مخالف وخطير للحكومة وهذا ما دفع الحكومة العراقية في آذار1974م إلى إعلان الحكم الذاتي للأكراد من جانب واحد فيما اعتبرالكورد الاتفاقية الجديدة بعيدة كل البعد عن اتفاقيات سنة 1970 ، هذا لم يستطب للدول الاقليمة والنظام العراقيبيان 11 اذار والتي استبشر الكورد خيرا من خلاله والتي بزغت شمس الحرية والسلام من خلاله على جميع مكونات المجتمع الكوردستاني بفجر جديد لاحت تباشيره في الافق بعد ليل طويل طال انتظاره ولكن سرعان ما عبر الاعداء عن حقدهم الدفين وسمومهم الزرقاء التي مازالت تسري في عروقهم والتي ادت الى ابرام اتفاقية الجزائر المؤامرة الخطيرة والمحبوكة على الشعب الكوردي والمنجزات التي تحققت طيلة الخمس سنوات الماضية ،واما بعد تحرير كوردستان تم نقل جثمان الخالدين البارزاني الخالد ونجله الفقيد ادريس البارزاني في الثاني عشر من اذار عام 1992 من بلدة شنو الايرانية الى مقبرة بارزان مسقط راسه،ويذكربان في السابع من هذا الشهر من عام 1921 ثار ابناء الشعب الكوردي في كوردستان الشمالية تحت لواء الشيخ سعيد بيران ضد السلطات التركية ،وفي الرابع عشر من هذا الشهر عام 1903 استبشر الشعب الكوردي خيرا وبركة بولادة البارزاني الخالد (مصطفى بن محمد بن عبدالسلام البارزاني ) رمز نضال الشعب الكوردي اذ ولد في منطقة بارزان الواقعة على سفح جبل شيرين الشامخ والذي عرف العالم وشعوب الدنيا بهوية الشعب الكوردي القومية وقضيته العادلة وحقوقه الشرعية الذي ضحى بالغالي والنفيس من اجل تحقيق اماني وتطلعات امته ،واما في الخامس عشر من اذار عام 1932 بدات اولى شرارات ثورة الخالد مصطفى بارزاني، وفي اواخرعام 1932 بدات انطلاقة ثورة بارزان الاولى بقيادة الشيخ احمد بارزاني، واما في السادس عشر من اذار عام 1988مرت اقسى الظروف على الكورد حيث قصف النظام العراقي الاهوج مدينة حلبجة الكوردية العراقية المتاخمة للحدود الايرانية بالاسلحة الكيمياوية الفتاكة وراح ضحية هذه الفاجعة الكبرى 5 الاف واصيب اكثر من 7 الاف من مختلف شرائح المجتمع الكوردي في حلبجة وتزامنت هذه الجريمة مع هدم وتدمير اكثر من 5000 قرية كوردية ومازالت المشاهد الماساوية عالقة بذاكرة العالم باسره وابناء الشعب الكوردي بخاصة ،واما في اليوم العشرين من هذا الشهر من عام 2003 بدات حرب التحرير بين النظام العراقي وقوات التحالف حيث انتهت الاخيرة باحراز النصر للتحالف ودحر القلعة الدكتاتورية المتمثلة بنظام الدكتاتور صدام المقبور وتحرير الاجزاء المتبقية من ارض العراق من جنوبه الى كوردستانه وبزغت شمس الحرية والسلام من جديد على ربوع البلاد وانقشعت معه الغيوم السوداء وانتصرت ارادة الشعب التي زلزلت الارض تحت اقدام اصحاب الشر والظلام وغدت هذه الانعطافة نهاية النظام الشوفيني المقبور ورئيسه الدكتاتور الاعظم وحزبه الدموي الى الابد هذا و زرعت البسمه على الشفائف والسعادة في النفوس ومسحت دموع الاباء والاجداد وضحايا الانفال وواقعة حلبجة والقرابين التي اعطيت على مذبح الحرية والسلام ،وفي الحادي والعشرين من اذار يطل عيد نوروز سنويا على الشعب الكوردي بانواره وافراحه وقزحيته الذي يعد احد اقدم الاعياد التي عرفها الكورد والذي يعد يوم النصر والتحرر من العبودية والاستبداد واليوم الاول من راس السنه الكوردية واختيرعيدا قوميا للكورد ويعد اول انتفاضة للشعب الكوردي بقيادة كاوه الحداد وانتصاره على الزهاق (ازدهاك ) والجدير بالاشارة الى اسطورته التاريخية التي مفادها ان كان في كوردستان ملك (ajdehak ) يحمل على كتفيه ثعابين ضخمة وطعامها الوحيد لحم البشر وحصرا لحم الشباب والاطفال وكان هناك حداد اسمه كاوه ولديه سبع ابناء حيث اكل الملك الضحاك ست من ابنائه وفي اليوم الاخير جاءوا لانتشال الولد السابع فانتفض الشعب الكوردي بزعامة كاوه وقاموا بقتل رجال الملك بواسطة الاسلحة الفتاكة والقاطعة التي صنعها لهم كاوه الحداد وهاجم كاوه الملك وقطع راسه واضرم النيران على كل مكان مرتفع اشارة لانتصار الشعب على الملك الجائر ومن ذلك اليوم يحتفل الكورد بهذه المناسبة حيث يوقد الشعلات الوهاجة على ذرى الجبال والتلال والروابي وفي كل زاوية من الارض يتواجد فيها ابناء الشعب الكوردستاني بكل مكوناته المتعددة ،ووهكذا مر الكورد بتقلبات عديدة ولكن ثبت على مبادئه السامية ودافع للذود عن ارضه وعرضه ورواها بدمه الزكي اذ في الخامس والعشرين من اذار عام 1965تم استئناف القتال الدائر في جميع الجبهات و الثامن والعشرين منه شهد اغلاق جريدة خه بات (النضال )من قبل حكومة بغداد وفي مثل هذا اليوم من عام 1991بدات الهجرة المليونية للشعب الكوردي وتوجه الملايين ن ابناء الشعب الكوردستاني الى ايران وتركيا وعاش ابناء الشعب الكوردي الامرين تحت نير الدول الاقليمية الثلاث مرة اخرى العراق وتركيا وايران ،وفي اليوم الاخير من هذا الشهر 31 /3/ 947 1وضمن المناسبات المحزنة تم اعدام القائد الكوردي قاضي محمد مؤسس جمهورية مهاباد في قلب جمهورية ايران الاسلامية حيث اعدم في مدينة جار جرا char chira الايرانية والتي انطلقت منها ثورته الفتية التي لم تدم عاما من ولادتها ،ويذكر ان القائد الكوردي قاضي محمد اول رفع علم كوردستان على بنايات الدوائر الحكومية والحزبية في مهاباد الكوردستانية بدعم ومساندة مصطفى البارزاني الخالد في كانون الاول عام 1946 ، والجدير بالذكر ان من الناحية المناخية والطبيعية لفصل الربيع يبدأ في هذا الشهر البديع بدفء شمسه، وابتسامة ازهاره، وحبات لوزه ومشمشه ، واوراق عنبه ودواليه . وفي آذارايضا يحتفل العالم بعدة مناسبات واعياد خالدة حيث يحل عيد المراة العالمي وعيد الام ، الذي تحتفل به نساء الكون وبضمنه نساء كوردستان ، الذي تكرم فيه الامهات وبضمنها امهات الاكراد وتقدم لهن الهدايا وباقات الورود والزهور تعبيراً عن مدى حبنا وامتنانا لفضائلهن ،واعترافاً بدورهن في العطاء والتربية والتنشئة ورعاية الابناء. ، وكذالك يشارك الكورد العالم في يوم الدفاع المدني الموافق الاول من اذار من كل عام واليوم العالمي لمكافحة التمييز العنصري في 12 من هذا الشهر وفي نفس اليوم يحتفل العالم بيوم الشعر ومكافحة التمييز العنصري وفي الاسابع والعشرين منه يصادف اليوم العالمي للمسرح وفي 21 اليوم العالمي للارض المتزامن مع عيد نوروز المجيد ،فسلاماً لآذار التاريخ والذاكرة المضيئة ، آذار الوطن والمرأة والانسان والنار، آذار الزلازل والامطار ، اذار الاخضرار الذي تزدهر فيه الازهار وتورق فيه الاشجار ، ويتساوى الليل والنهار ، ولتظل كل المناسبات القومية و الوطنية الآذارية خالدة في اعماقنا ووجداننا وتاريخنا الكوردستاني المضيء .فالف تحية حب ووفاء الى شهداء الثورات والحركات الوطنية والحركات التحررية والثورات الكوردية وفي مقدمتهم البارزاني الخالد ودريس الفقيد .
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية