يوليو 22, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

حسن الخفاجي: نجح الداعشيون وان هزموا

نجح الداعشيون وان هزموا

حسن الخفاجي

للكاتب اللبناني الشعبي الراحل سلام الراسي حكاية قال فيها: (عندما دخل أول تلفزيون إلى قريتنا استقبله الشيوخ بدهشة وذهول فقال احدهم وعينه على الشاشة: اللي ماتوا من قبل قديش بدهم يندموا ).

لقد نجح الداعشيون نجاحا مذهلا ، لأنهم انسوا أغلبية  العراقيين جرائم صدام والبعث . لقد نسى البعض منا حتى جرائم تنظيم القاعدة بعدما تخلت من اسمها ، وأصبح اسمهم الجديد داعش.

بعد هزيمة صدام والبعث العسكرية ، التي تمت بتعاون بعض المقربين من صدام مع الأمريكان وبعدما سلمت مدن كان صدام يراهن على مقاومتها المحتل دون قتال ، لقد سلمت مدن الانبار والموصل وصلاح الدين إلى الجيش الامريكي دون قتال !.

هذه المدن هي مدن وحواضن  كبار البعثيين وفيها يسكن اغلب القادة العسكريين .لم نسمع عن مقاومة تذكر للجيوش الأمريكية في أول أيام دخولها ، مثلما حدثت مقاومة عنيفة في مدن الجنوب ، وسلمت تلك المدن مفاتحها إلى قادة الجيوش الأمريكية بمراسم رسمية !.

بعد أن اطمئن البعثيون من سماحة العراقيين على ما ارتكبوه من جرائم ، تحالفوا مع التكفيريين لا ليقاتلوا المحتلين ، بل ليقفزوا إلى السلطة مجددا تحت اسم جديد ، هكذا أوقدوا نار الفتنة الطائفية ليمروا من خلالها ، وبدأ مسلسل القتل الذي خطط له البعثيون ، لكن أصابع الاتهام كانت توجه نحو للقاعدة كل مرة.

البعث ماهر في ركوب الموجات . لقد جاء ليتسلط على رقابنا في العام ١٩٦٣ بقطار أمريكي ، وعاد مرة أخرى في العام ١٩٦٨ ووطد حكمه بعدما خدع الاتحاد السوفيتي ليصبح اشتراكيا .بعدما احتل الكويت صرنا نسمع من وسائل إعلام  صدام هجمات منظمة ضد الأمويين ويمتدح ال البيت ليغيض السعودية وعرب الخليج ويتقرب من إيران وشيعة العراق ، بعد هزيمته في الكويت وقيام الانتفاضة وبعد ان تمكن من قمعها تحت نظر وسمع الجيوش الأمريكية وبتنسيق مباشر بين  ال سعود والأمريكان ، عاد للتنسيق العالي مع السعودية،  حينها دخلت أسراب الجراد الوهابي مدن ومحافظات الشيعة . بعد أطاحت البعث في العام ٢٠٠٣ لم يجد قوة يراهن عليها غير تنظيم القاعدة ، لذلك اخترق اكبر ضباطه وبعض قادة أجهزته الأمنية هذا التنظيم واستخدموه ضد العراقيين ، بعضهم مال إلى مسميات أخرى كثيرة من بينها: جيش الطريقة النقشبندية وجيش الراشدين وجيش الصحابة وحماس العراق وغيرها من دكاكين البعث.

إستراتيجيتهم القتل والتدمير كي يوصلوا العراقيين إلى قناعة ، ألا احد قادرا على حمايتهم غير البعث ، كي تعمل هذه الجرائم والفضائع على محو ذاكرة العراقيين ، حتى لا تعود بهم السنين إلى الخلف ويتذكرون جرائم البعث . لكي يهيئوا البعض من ضعفاء الذاكرة من  العراقيين للقبول بهم كبدائل جاهزة ، سيما وان القتل يرتكب تحت مسميات غير تلك التي اعتمدها البعث.

علينا ان لا ننخدع بالمسميات ، وان نسجل كل ما حل بالعراق من خراب وتدمير برقاب البعث والبعثيين . لا ننسى ان داعش وما سبقها وما سيأتي بعدها من شرور هي منتج بعثي . يركب البعث  اليوم على ظهر السلفية والداعشية علها توصلهم إلى مبتغاهم ، مثلما ركب  على ظهر الأمريكان والسوفيت والفكر القومي  من قبل.

نجاحهم مرتبط ارتباطا وثيقا بارتخاء العراقيين ومحوا ذاكرتهم ، لا ننسى أنهم نجحوا لغاية الآن في استخدامهم سياسة غوبلز وهتلر:كي تجعل الشعوب تقبل بالقمع ، اجعلهم في ضيق وضغط وقمع اكبر  فإنهم يتمنون ويقبلون بما كنت تمارس من قمع ، وذلك يساعدك على محوا ذاكرتهم وينسيهم جرائمك السابقة أيضا.

الدعشيون – البعثيون – نجحوا شئنا أم أبينا في محو جرائم البعث من ذاكرة الكثير من ضحاياهم ، ساعدهم في ذلك ساسة ضعفاء وجبناء خانوا الأمانة ، حين اخرجوا البعثيين من الشبابيك وأدخلوهم إليها من أوسع أبوابها.

قبل ان نشرع بالبحث عن الداعشين والبعث من خلفهم ، علينا معاقبة من ساعدهم ومن هادنهم ومن شرع أبواب حزبه ومجاميعه وقوائمه الانتخابية للبعثيين . هؤلاء معروفون من خلال ممارساتهم وتذللهم للبعثيين ولدول آوتهم.

الذين استشهدوا بمقابر البعث الجماعية وبحروبه وبإعداماته وسجونه ” قديش بدهم يندموا “لأنهم لم يعيشوا ليروا الجرائم المروعة للبعثيين وهم خارج السلطة.

الذي تساهل مع البعثيين شرع للجريمة أبوابها

Hassan_alkhafaji_54@yahoo.com

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi