نمر بن سمو أغا الدناني
شكري رشيد خيرافايي
كانت العشيرة الدنانية أحدى أكبر العشائر الايزيدية القاطنة ضمن حدود الامارات الكوردية الثلاثة ( البادينان والسوران والبوتان ) وكانت لهذه العشيرة الدور الفعال والمؤثر في الكثير من المراحل التاريخية والاحداث السياسية والاجتماعية لهذه الامارات وكانت علاقتها مع هذه الامارات متوازنة وحسب الظروف والتطورات التي كانت تحدث في المنطقة كما كانت علاقتها جيدة مع بيت الامارة في باعذرى وكانت العشيرة الدنانية عشيرة كبيرة تنتشر افردها في كل من العراق وسوريا وتركيا وكانت لها زعامات في كل دولة . كما كانت تمتلك اكبر عدد من المقاتلين الاشداء بحيث اصبح قوة لايكمن الاستغناء عنها وخاصة خلال النصف الثاني من القرن الثامن العشر ولهذا فقد تصدى للعديد من الحملات العسكرية التي قادها الولاة الموصل من الجليلين وبمباركة سلاطينهم العثمانيين من اجل اضعاف قوة هذه العشيرة . ففي عام (1787) قاد الوالي الموصل عبد الباقي الجليلي حملة عسكرية على امارة بادينان وفي الربيع من العام نفسه توجه بحملته الى القرى والمناطق التابعة للعشيرة الدنانية حيث استطاع من خلالها نهب وسلب العديد من القرى الايزيدية الا ان هذا الوالي في طريق عوته قابل زعيم العشيرة الدنانية نمر بن سمو أغا الدناني مع مجموعة من رجاله الاقوياء في جنوب قرية سميل حيث مقر الزعامة العشيرة وقد جرت معركة ضارية بين الطرفين استطاع من خلالها نمر بن سمو من قتل الوالي عبد الباقي الجليلي مع اثنين من ابناء عمومته اما جنوده فقد لاذوا بالفرار وقد كانت لهذه الهزيمة أثر الفعال على الولاة الموصل من الجليلين . اما نمر بن السمو بعد ان حقق هذا النصر اصبح له اليد العليا في الكثير من المجريات السياسية والعسكرية في المنطقة ومنها التدخل في عزل وتعين بعض الامراء من الاسر الحاكمة وبعد وفاة نمر بن سمو تسلم عفدي أغا زعامة العشيرة واستقر في قلعته المعروفة ب ( قلعة عفدي أغا ) في سميل والتي لا زالت أثارها شاخصة للعيان.
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية
