العمامة المقاومة…!
فلاح المشعل
يشهد التاريخ العراقي مواقف ومآثر وطنية عظيمة اقترنت بمواقف رجال الدين المعممين الثائرين ، من الطائفتين الشيعية والسنية ، في مقارعة الأستعمار والظلم وحكم الطغاة والرجعية والجشع والطائفية والأفكار المسمومة اجتماعيا .
واذا استثنينا الدور المؤسساتي وتأثيره الشعبي الواسع الانتشار للحوزة العلمية الشريفة في النجف الأشرف ، وبقية المراكز المقدسة في كربلاء والكاظمية وسامراء والأعظمية ، فأن القيادات التي جمعت بين البعدين الفقهي الديني والسياسي الثوري ، تشخص في آفاق الذاكرة اسماء مثل السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي ، ومحمدالحسين آل كاشف الغطاء ، والشيخ كاظم آل نوح خطيب الكاظمية ، والسيد محمد باقر الصدر والسيد محمد صادق الصدر ومحمد باقر الحكيم وغيرهم من اماجد العراق .
اليوم تجد ان عشرات العمائم السوداء والبيضاء التي تجلس في مجلس النواب ، او تأخذ مواقع في السلطات التشريعية والتنفيذية الأخرى ، وهي تستنزف ذلك التاريخ العريق المشرف المطّهر الذي ارتبط بقدسية الأحساس لدى المسلمين في العراق .
العمامة وخاصة السوداء ، ارتبطت بالمقدس ، وحين تتورط بالسحت الحرام والكذب وسرقة المال العام وكل انواع الموبقات وصولا الى قتل الشعب ، فهذا الدور الاجرامي المزدوج ، يجعلها ذات تأثير سلبي على الآخرين ، بما يعني ان القوانين تبدأ تسير بالمقلوب فيصبح الحرام حلالا والحلال حراما ..!
انسحاب السيد مقتدى الصدر من العملية السياسية اصاب العراقيين بالصدمة والشعور بالخيبة ، فغياب قائد وطني ثائر وشجاع يعادل غياب بطل صنديد من ارض الميدان .
انسحابك ياسيدي مقتدى ، يعني اختفاء عمامة مقاومة نادرة القوة والتأثير في هذا الوقت الذي يشهد عودة الدكتاتورية والطغيان بأبشع صورها واساليب فسادها وخرابها.
نداء الشيخ الشجاج صباح الساعدي يوم امس للسيد الصدر بالعدول ينبغي ان يتحول الى مظاهر تنظم مطلب وطني عام بعودة هذه العمامة الثورية لساحة الصراع والألم الوطني .
Falah.almashal@yahoo.com
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية