السيد الصدر…وقرار الاعتزال السياسي .الاسباب والدوافع؟
عبد الخالق الفلاح / كاتب واعلامي
لقد كان للبيان الذي اصدره السيد مقتدى الصدر وقعه الزلزالي بين قيادات ومؤيدي التيار الذين اصابهم الذهول ومجمل العملية السياسية والحيرة من الامرحيث ذكر فيه(اعلن اغلاق جميع المكاتب وملحقاتها على كافة الاصعدة الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها ولايحق لأحد تنثيلهم والتكلم بأسمهم والدخول تحت عنوانهم مهما كان سواء داخله وخارجيه ) والحق يقال كانت مفاجئة ولعلها تكون خاتمة الامر ويستمر البيان (اعلن عدم تدخلي بالامور السياسية عامة وان لاكتلة تمثلنا بعد الَان ولاي منصب في داخل الحكومة وخارجها ولا البرلمان) نعم كانت غير متوقعة بالنسبة للسياسيين الحاليين وفي هذه المرحلة حيث الاستعدادات جارية على قدم وساق من اجل المشاركة في الانتخابات القادمة في نهاية الشهر الرابع ولعل موضوع التصويت على الفقرة 38من قانون التقاعد هي القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقول المثل وكشفت الحقائق وفتتحت الابواب على مصرعيها نتيجة الكذب في وسائل الاعلام وبنقل مواضيع لااساس لها من الصحة على الخصوم.
وطبعاً لم تكن هي الاولى في الاعتزال للحياة السياسية انما سبقتها محاولات عديدة ولكن هذه المحاولة اشدها(حفطاً على سمعة ال الصدر الكرام…ومن منطق انهاء كل المفاسد التي وقعت او التي من المحتمل ان تقع تحت عنوانها وعنوان مكتب السيد الصدر ومن باب انهاء معانات الشعب كافة والخروج من افكاك السياسية والسياسيين) وهذه الفقرة الاخيرة تمثل راَي المرجعية الكريمة منذ تاريخ انبثاقها قبل اكثر من الف عام وللابتعاد عن وجود الاشكاليات والتخلفات بين بعض قيادات وافراد التيار والكتلة البرلمانية العاملة باسمها جعله يفكر للخروج من المسؤولية الشرعية بعد ان احبطت معنويات السيد الصدر وهو شاكي من مجمل العملية السياسية وممتعض من العمل بالكامل على عكس ما يفهموه الاخرين وهو في الواقع هروب مستمر من العملية السياسية ولعل تسمية النواب (بالنوائب )هو الاقرب والافصح لما افرازته الساحة من ممارسة غيرصحيحة لبعض افراد الكتلة عبر قنوات معروفة بالعداء للعملية السياسية حيث لم يكن لهم هم إلا الاساءة للاخرين خلال المرحلة الماضية وتشديد الازمات وابتعادهم عن الدقة في نقل الحدث لضعف الممارسة وابتعادهم عن الموضوعية في الكثير من الاحوال وكيل التهم واسقاط للاخرين…
وبلاشك ان هذه الحركة كانت في البداية ارتجالية انبثقت من صلب الجماهير المحرومة والمعدمة وبشعور واحساس عالي وكانت نسبت الشباب فيها كبيرة وانضمت بعفوية و بالفطرة وشعور بالمسؤولية الوطنية للمرحلة التي احست فيها الجماهير ان الوطن في خطر وغياب المؤسسات الامنية وفعلاً كان للحركة دورفعال لاستباب الامن النسبي و لمواجهة بعض المتطرفين والقاعدة إلا ان لكون تجرية العمل التنظيمي غير مبرمج استغلت من بعض ضعفاء النفوس والمنتفعين وسرعان ما اصاب التيار انحدار على مستوياته وتدحرج الفساد نحو بعض القيادات العليا اولاً وانتشرالفساد هذا المرض المميت وشمل العديد من اعضاءه المهيمنين على القرارثانياً وادت الى حصول انقسامات وخروج البعض من رموزه المعروفين للهرج والمرج الذي بداء ينخر جسد هذا التنظيم لافتقاره الى كوادر حريصة لسمعة التيار وعدم قدرت القيادت لضبط القاعدة الشعبية وتنظيمات الشارع لضعف التثقيف للتيار وعدم وجود ايدلوجية عمل معلومة انما طغت المصالح واستُغل عشائرياً من بعض الاطراف لحماية المكاسب الانية للمنتفعين من المسؤولين.
والحقيقة خروج الشباب من التيار تعد ضربة قاصمة وقوية لهيكلة هذه الحركة ومن الافضل للقيادت الواعية التحرك من اجل لملمة شتات الحركة قبل فوات الاوان للحفاظ على عقد التيار والاستفادة من التجربة المرة الماضية وخلق اسس لنجاح وديمومة الحركة بثبات ودراسة خطوات العمل بحكمة بقيادة منسجمة اكثر حرصاً على سمعة الحركة الصدرية وهم كثرة بعيداً عن المحسوبية والمنسوبية ولتطهير التيار من العناصر الغير سليمة من باب انهاء معانات الشعب كافة والخروج من افكاك السياسية والسياسيين الفاشلين . ومن منطق انهاء كل المفاسد التي وقعت.
او التي من المحتمل ان تقع تحت عنوان التيار كما يقول السيد الصدر في بيانه وهو قرار صائب وحكيم بمجمله وقرار سوف يساعد على تصحيح العملية السياسية…
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية