عندما تكون أيزديا….
خيري إبراهيم كورو
عندما ولدت في زمن ما وفي وطن ما وأنت منتمي لعقيدة ما، لم يكن هذا خيارك أنت، ولم يكن لك يد فيه، حتى أنك لم تختر أبيك وأمك، فكل شيء مقدر ومحتوم، لذلك فكونك أيزديا، كورديا، آريا،لم يكن هذا خيارك أنت.
وضمن أطار هذا الفهم لحقيقة وجودنا، فأن كل النتائج المترتبة على حاضر حياتنا ومستقبلنا هي حتمية أيضا، لذلك عندما نجتاز محطات الحياة، محطة بعد أخرى، تزدحم الأسئلة في نهاية كل محطة لتبحث لنفسها عن جواب، فإما تجعلنا أكثر تفاؤلا وحبا للحياة، أو أكثر تشاؤما وحنقا على الحياة.
وأحد هذه الأسئلة التي ربما راودت الكثير من الأيزديين هو:
عندما تكون أيزديا، هل هذا يجعلك محظوظا وهو السبب الرئيسي لنجاحك في الحياة وأنت شاكر على ذلك؟
أم أن هذا الأمر يجعلك تعيسا وهو السبب الرئيسي لفشلك في الحياة وأنت دائم التذمر من ذلك؟
أم أن نجاحك وفشلك في الحياة ليس له علاقة بتاتا في كونك أيزديا أم لا؟
ولأنني منحاز للرأي الأول (عندما تكون أيزديا، هذا يجعلك محظوظا وهو السبب الرئيسي لنجاحك في الحياة)، فأنني سأحاول أن ادعم هذا الرأي ببعض الأدلة، أتمنى أن أوفق في ذلك وهي كالآتي:
أولا: عندما تكون أيزديا، وبسبب ضعف سلطات رجال الدين الأيزديين وعدم مقدرتهم التأثير على طريقة تفكيرك، فأنت حر إلى حد ما في تحديد خياراتك، وهذه الأجواء من الحرية الفكرية قد لا تتوفر إلا في المجتمعات المتحضرة، وهذا الذي يجعل من الشخص الأيزدي متكيفا مع أقسى الظروف دون أن يفرط بأيزديته كجوهر وليس كإطار. لذلك فكونك أيزديا هو حافز للنجاح والتفوق وقوة لتجاوز الإحباط والفشل.
ثانيا: عندما تكون أيزديا، فمعنى هذا أنك ولدت أيزديا، وهذا يجعلك من أتباع طاووس ملك، الذي يوصي أتباعه ب( الأيمان، العمل، الصدق، الاستقامة)، وسبق أن أشرت إلى هذه الوصايا في مقال بعنوان (ماذا يطلب منا طاووس ملك)، وكل من يطبق هذه الوصايا الذهبية الأربعة لطاووس ملك، بالتأكيد سيكون من الناجحين والشاكرين.
ثالثا: عندما تكون أيزديا، ولأن الديانة الأيزدية هي ديانة مغلقة، أي ليس هناك اختلاط بين الأيزديين وغيرهم من الأعراق الأخرى منذ مئات بل ربما آلاف السنين، فمعنى هذا انك عندما تكون أيزديا فانك تنتمي إلى احد أنقى الأعراق في المنطقة، أي انك أيزدي، كوردي، آري أصيل، ومعروف عن العرق الآري انه الأكثر تطورا والأكثر تفوقا على معظم الأعراق الأخرى.
أذا عندما تكون أيزديا، فأنت مؤهل لتكون الأفضل والأكثر تفوقا ونجاحا في الحياة… والله أعلم.
xerikoro@yahoo.com
تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية