يوليو 23, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

فوزي الاتروشي: في يوم الحب نحلم بوطن الحب

في يوم الحب نحلم بوطن الحب
فوزي الاتروشي/ وكيل وزارة الثقافة
في يوم الحب نستحضر كل القصائد والحكايات التي تغنت بالوطن, وكل الأغاني التي جسدت أشواقنا وذكرياتنا وأمالنا ووجوه أحبتنا الذين أصبحوا في مهب الذكرى. وفي هذا اليوم المعطر باللونين الاحمر والبنفسجي كإشارة الى التضحية والعشق ننزع كلما قيل وما كتب وما رسم وما انشد حول الوطن من رفوف الذاكرة لنرى ما الذي ترجم الى واقع وما الذي مازال حلما ً ملوَّنا ً نتوق اليه.
ولابد ان نحلم في يوم الحب, فكل الأشياء الجميلة تبدأ حلما ً, نحلم بوطن امن ومستقر يوفر لأبنائه كسرة الخبز ونسيم الحرية والحد الاقصى من الكرامة الإنسانية وسلة حقوق مكتنزة .
نحلم بدولة مواطنة لايبقى فيها احد مهمشا ً ولا يبقى فيها طفل يذرف الدموع او أرملة تعاني آلام الوحدة أمام قساوة الحياة, او مسنون على قارعة الطريق في دولة النفط والثروة اللامتناهية .
نحلم بوطن نستطيع فيه التوحد أمام الإرهاب الذي يمتد على أجسادنا ودمائنا وآلامنا وينوي تحويل الوطن الى ذكرى وطن .
يوم الحب مناسبة لكي يعترف كل واحد منا للآخر بما ارتكبه من اخطاء وخطايا ونلجأ الى التسامح والتصالح والاعتذار الذي يعتبر قيمة معنوية كبرى جسدها عبر التاريخ كل الانبياء والرسل والفلاسفة والمصلحون. فالغرور والتعنت واحتكار الحقيقة ومصادرة رأي الأخر خطيئة كبرى في حياتنا الاجتماعية, وهي جذر المآسي التي عانينا منها حين لجأت الاغلبيات الى اقصاء الاقليات والى التنكر لهويتهم الوطنية .
ورب سائل يسأل لماذا نلجأ الى السياسة حتى ونحن في يوم الحب (14 شباط) اليس الاحرى بنا ان نرتكن الى لغة القلب وجمرة العواطف ووهج الشوق ورومانسية الكلمة والقول ؟ ونقول هذا هو الحق بعينه ولكن ماذا نفعل اذا كانت كل يومياتنا مشحونة بإرهاب يحصد أرواحنا جميعا ً دون تفرقة في المدارس والشوارع والجوامع والدوائر والاسواق وفي كل مفارق الطرق الى حد ان الايام الدامية صارت بقدر ايام السنة , مما جعل الحب الذي نتحدث عنه ونتغنى به يتجاوز حدود عشق الحبيب لحبيبة الى عشق الجميع لوطن نريده ابهى واجمل وانقى ونريده بستان ثمار ومزرعة كروم وحاضنة دفء وحنان لكل انسان .
ورغم ذلك ورغم ان كل الايام تحمل الينا اخبارا ً عاجلة عن موت هنا وموت هناك يحصد وجوه احبائنا من العراقيين الابرياء فلا بد ان نحلم كما قلنا ونسجل اننا سنتلقى بشائر الخير يوما ً وسنخرج من عتمة النفق حاملين قطع الحلوى وشموع الاحتراق الازلي لاحبابنا المقيمين اقامة دائمة في مسامات جلدنا وعواطفنا ولكل واحد منا الحق ان يبعث في هذا اليوم السلام الى حبيبته الام والاخت والزوجة والزميلة والمبدعة ويهمني في الرابع عشر من شباط ان اعلن سلامي بقصيدة حب : –
سلام عليك .. سلام القصيدة التي لم تولد بعد
سلام الوعد في عينيك
يصبح فجأة الف الف وعد
سلام الوردة في يديك
يشم ُّ عبيرهما فتصبح بستان ورد
سلام على حبك النائم دهرا ً
ليفيق اليوم على عاصفة وبرق ٍ ورعد
سلام على دواوين شعر ٍ
تسيل على شفاهك ِ مثل قارورة شهد
كلما قرأتها استحيل جمرة نارٍ
وكلما فارقتها تعتريني رعشة حمى وحالة برد
فأعود اليك الى حلاوة الكلمات …
الى اناقة القوافي والى …
فم ٍ يحسن القراءة والالقاء والسرد
سلام وكم جميل ان نملك وجها ً لايصبح ذكرى
فهو الامس واول الامس واليوم
والغد وبعد الغد
وكم جميل ان نتوحد في الانفاس …
حتى كأننا واحد ُ وليس كل واحد من كلينا فرد
كوني كما اراك ِ في الحلم الوصية ما بعد العاشرة

ومفادها : الحب خبز الحياة من المهد الى اللحد .

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi