يوليو 24, 2025

Lalish Media Network

صحيفة إلكترونية يومية تصدر باشراف الهيئة العليا لمركز لالش الثقافي والاجتماعي في دهوك - كوردستان العراق

آفيان رمضان عمر: عند الحرب تتغير الأماني

عند الحرب تتغير الأماني

آفيان رمضان عمر

معظم الناس ينتظرون المناسبات السعيدة كاعياد ميلادهم مثلا أو أعياد رأس السنة للبوح بأمنياتهم المختلفة,تلك تقاليد اعتادتها الكثير من الشعوب. عند مرور أي عام يتمنى المرء أن يكون عامه القادم الجديد عاما أفضل من عامه السابق, ويكون لديه أمل بأن يحقق ما كان يتمناه العام السابق في العام الجديد الذي أقبل عليه.

وهذا يدل بان معظم الناس متفائلون بالعام الجديد حتى لو لم يكن هنالك أي مؤشر للتفاؤل فينتظرون حلول هذا العام بأمل كبير, وكل حسب مجال تخصصه , فالطالب مثلا يتمنى النجاح لنفسه, و الموظف قد يتمنى ترقية في وظيفته أو زيادة راتبه مثلا, و الأب يتمنى أن يرى أولاده ناجحون ومتفوقون في دراستهم و أعمالهم, أما العاشق فيتمنى الزواج من حبيبته بأقرب فرصة و تحقيق حلمهم بحفلة ملكية تليق بعروسين.

انها كلها أمنيات و آمال شخصية منتظرة و مدفونة في داخل الشخص قد لا يبوح بها الا لنفسه أو عند حلول مثل هذه المناسبات لينطق بها أخيرا و على الملأ. لكن , هذا كله عندما تكون الشعوب و الأوطان في حالاتها الطبيعية أي مستقرة و آمنة أي ( قبل حدوث الحروب ) أما (عند حدوث الحرب و أثناءه), تتغير أمنيات الشعوب من أماني شخصية بحتة الى أماني عامة تخص بلده و شعبه و الوضع الذي هم فيه,, فيصبح الطالب يتمنى لو يستطيع اكمال دراسته في جو يعمه الأمان, و الموظف يتمنى أن يبقى على رأس عمله دون اضطراره لترك عمله خوفا من أي عائق قد يعيقه, و الأب تصبح أمنيته الوحيدة أن يحفظ الله له أولاده سالمين وهذا كل ما يهمه, أما العاشق فتختلف امانيه عند الحرب فالعاشق المحارب يتمنى الحصول على اجازة لرؤية حبيبته ولو لدقائق , و العاشق العادي يتمنى الزواج من حبيبته كيفما كان و دون طقوس الأفراح و الأعراس المعتادة. اذا, عند الحرب تتغير الأماني و تصبح العلاقة بين الشعوب علاقة أكثر حميمية و صدقا , اذ انهم يشعرون بان هناك الكثير من الامور المشتركة التي تربطهم كالآمال و الآلام, و من الملاحظ بانه أثناء الحرب ينقسم الشعب الى قسم مهاجر ( لاجىء), و آخر باق في الوطن , فاللاجئون من الشعب مثلا, آلامهم مشتركة فيفهمون مشاعر و أحاسيس بعضهم البعض في الغربة و يتقبلون الأطباع الصعبة لدى بعضهم و ربما لديهم تقدير قد لا يتصف به غيرهم من الناس.

وكذلك آمالهم واحدة, فرغبة اللاجىء الوحيدة هي العودة الى أرض وطنه و العيش بكرامة تحت سقفه و ربما هذه النقطة المشتركة الأهم التي قد تجمع بينهم. أما الباقون من الشعب في بلدهم أيضا يمتلكون آمال و آلام مشتركة فيما بينهم فتكمن آلامهم في رؤيتهم دمار بلادهم أمام أعينهم أو موت أحد أبنائهم في الحرب , و أما آمالهم فهي عودة الأمان و السلام الى الوطن و عودة اهاليها اليها سالمون. لذا , فعند الحرب تتغير النفوس كثيرا وكذلك العقول و القلوب , فتتحد قلوبهم و عقولهم على أمر يهمهم جميعا دون الرجوع الى أحقاد عقائدية أو مذهبية أو طائفية.

لكن السؤال !!! اذا كانت هذه الشعوب متحدة في أفراحها و أتراحها و قلوبها و عقولها قبل حدوث هذه الحروب …هل كانت ستحصل هذه الحروب أصلا ؟؟؟

تُتاح هذه الصورة أيضا في: العربية

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Copyright © 2021 by Lalish Media Network .   Developed by Ayman qaidi